عوض بامدهف
بيد مرتعشة أمسكت بالقلم بعد أن استجمعت كل قواي واستنفرت جزءاٍ من شجاعتي لمواجهة هذا الموقف وشرعت في تسطير عبارات رسالتي التي أنوي إرسالها إلى من أحببت.
في كبد الصفحة سطر يراعي المرتعش أولى العبارات أحبك.. يا من
ملكت كل تفاصيل حياتي
أحبك يا منية النفس
وتوأم الروح.. أحبك
وفجأة ودون مقدمات جلجلت ضحكة ساخرة ملأت أصداؤها أركان المكان وسمعت هاتفا يناديني بعبارات فيها سخرية شاملة قائلا: توقف يا هذا عما تسطره من عبث وسخف وهراء.. وهل تعيش في كوكب آخر بعيدا عن كوكبنا..
فالحب يا هذا لم يعد له وجود إلا في خيالات وأوهام من هم أمثالك فلقد ولى زمن الحب الذهبي والغابر أيام كان الحب هو محور الحياة ومركز الثقل فيها.
اليوم الحب تحول إلى ساحة تعرض في واجهات المحلات وتعرض في صالات المزاد العلني حيث يرسو على من يملك الثمن.
لملمت أوراقي وأنا أتمتم يا لهذا الزمن الرديء ووداعا للمشاعر الرقيقة الدافئة ولا عزاء للقلوب التي يقتلها الظمأ والعطش فالحب أصبح له مزاد وأي مزاد!!..