نــور باعباد
مازالت اليمنيات ينازلن الزمن ويتحدين لملمات التخلف وعندما يكون هناك معترك تأبى اليمنيات إلا أن يكن رائدات ومحاربات للجهل يواصلن ريادة من سبقهن من رجال ونساء هن الآن يختزلن هذه الأدوار ليقربن مسافات التنمية للجميع وليعوضن ما لم يستطعن القيام به وما تقاعس عنه البعض بحكم الفهم القاصر والتخوف المزعوم والخوف على المرأةهذا ما كان لب حديثي عن د/ رؤوفة حسن الشرقي وإحدى الصديقات الأجنبيات حينها أواخر التسعينيات عندما أسست د/ رؤوفة مركز النوع الاجتماعي والتنمية جامعة صنعاء وعقدت بنجاح مؤتمراٍ حول قضايا النوع الاجتماعي حاول بعض قاصري الفهم إجهاض نتائجه فقضية المرأة هي جوهرتهم فأقاموا الدنيا وكأنهم لم يفقهوا تحذير الله من ممارسات من يصيبون قوما بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين فما أضرنا في تحولاتنا المجتمعية إلا تسلط جاهل علينا .وللأسف طأطأت الحكومة رأسها لهذه العاصف إلى حين.
حينها دفعت ثمنا رحمها الله اضطرت للسفر الى القاهرة لتهدأ الزوبعة. تألم الجميع ولأني كنت حاضرة فقد تألمت للتشويش وقلب الحقائق . كان لي شرف ان التقيتها في اجتماع للجامعة العربية كانت فيه هامة وطنية كخبيرة لقضايا التنمية والإعلام.
تدرجت الفقيدة في درجات السلم الأكاديمي كان يكفيها لقبا علميا, بامكان ان تهاجر فهي عقل تنموي وكفاءة مؤهلة ولكنها فضلت معترك الحياة واختارت طرقا صعبة فنسجت لنا مؤسسة تنمية البرامج الثقافية شبكت خيوطها بمكوك تغزله بحنكة وعقل ثاقب حول التنمية والثقافة والإعلام والإتصال والمناصرة ومن زارها في مؤسستها واستمع إلى أحلامها ومشاريعها الوطنية ورأى أناملها ترتب تكتب تشرح وتنقل خبرتها لتلة من الشباب والشابات دون تمييز لعرف أن الوطن هو ملك للجميع ويحتاج للمعطائين دون استثناء يتزودون تربية وتعليما ثم يستزيدون ويغدقون عليه علما وخدمة عرفانا وتقديسا وقد أشار القرآن الكريم (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وهو ما يقوم الآن به الأفراد من ادوار سياسية واجتماعية كما يؤكده مفهوم النوع الاجتماعي و يختص به كل وطني ووطنية وهو ما قامت به الفقيدة.
عز عليها ان تحرم وطنها مما أفاضه عليها فكانت معطاءة بتفوق للمعرفة والعلوم فعادت إليه وطنا عزيزا يكبر بحجم عقل وديناميكية وهمة رؤوفة فأسست قسم الإعلام في جامعة صنعاء الذي أصبح في ما بعد كلية الإعلام.
عرفت الفقيدة مبكرا منتصف السبعينات جاءت رحمها الله إلى عدن وكنا ننظم معرض المعارض في المعلا -عدن الحبيبة الذي يضم عروضا زراعية وصناعية وثقافية كان الرئيس الفقيد سالمين يعطيه جل رعايته وكان وفد الشطر الشمالي أهم الحاضرين ورأسه حينها وكيل وزارة الاعلام أ – حسن اللوزي ووفد نسائي كبير كان من أهم المشاركات الفقيدة رؤوفة وكان لها مكانة عند نساء عدن باعتبارها إعلامية وإذا بها تمتشق مايكروفون العرض المسرحي لتسهم في تقديم الحفل بكل فرح وتواضع.
لم تستفد الحكومة اليمنية من كفاءتها العلمية وخبرتها العملية رغم تدرجها الوظيفي إعلاميا وثقافتها الواسعة وشبكة التواصل التي راكمتها وإجادتها للغتين الفرنسية والانجليزية بالإضافة للعربية , فكان الأحرى أن تكون وزيرة للإعلام ولكن … وحسبنا أن الوطن استفاد هكذا نفقد أشجارا سامقات بحجم الوطن إبنة حارة الفليحي صنعاء القديمة رحم الله د/ رؤوفة حسن الشرقي رائدة وطنية كبيرة وليرأف عز وجل بنا وأهلها الذي فجعوا بوفاة أختها المهندسة أمة الولي الشرقي منذ بضعة أشهر وكل محبيها وطلابها..