أكد المحلل السياسي عبدالله باوزير أن الأزمة التي تمر بها اليمن هي جزء من استراتيجية الفوضى الخلاقة في الوطن العربي بعد غزو العراق واستغلالاٍ لعوامل محلية وهي استراتيجية لا تفرق بين نظام ديمقراطي أو شمولي أو حتى ملكي الهدف منها الدفع بهذه البلدان نحو الفوضى التي يتم من خلالها انتقاء زعامات طامحة وايصالها للحكم طبقاٍ لما تريده المصالح والاستراتيجيات.
وقال أن المبادرة الخليجية إلغاء لمشروعية واستقرار الدولة اليمنية وأن على الأشقاء في الخليج استبدال بنود هذه المبادرة بما يحفظ لليمن وحدته وللمنطقة أمنها واستقرارها واصفاٍ الأحزاب السياسية بأنها لا تمثل الشعب وطموحاته ولو كانت كذلك لقبلت بالعملية الانتخابية وسارت نحوها بكل ثقة منوهاٍ في هذا السياق بأن أحزاب اللقاء المشترك كانت تراهن خلال الفترة الماضية على تعمد افشال المشاريع والإخلال بالبيئة الاستثمارية في سبيل الوصول إلى السلطة لإدراكهم أن بناء الدولة هو السد المنيع الذي يحول دون وصولهم إلى السلطة..
najibalassar@hotmail.com
>> أولاٍ قضية التحليل العلمي فيها صعوبة كبيرة جداٍوهذا من اختصاص الاكاديميين وكسياسي أعطيك تحليلاٍ موضوعياٍ في هذا الجانب نحن نتعرض إلى عمل هو جزء من استراتيجية الفوضى الخلاقة التي اعتمدت بعد تحليل غزو العراق عسكرياٍ وكانت هذه الاستراتيجية بديلاٍ عن العمل العسكري لذا هناك مشروع كبير هو مشروع الشرق الاوسط الجديد والمنطقة بكاملها تتعرض لهذه الهبة أو لهذه الثورة كما يسمونها لا لأهداف وطنية وإنما استغلال لعوامل محلية في الوطن العربي وسيلاحظ المتتبع لما يجري على الساحة العربية أن هذا العمل لايفرق بين نظام ديمقراطي وآخر شمولي أو حتى ملكي لأن الهدف هو التغيير للاوضاع ودفعها إلى حالة من الفوضى يتم من خلالها انتقاء زعامات طامحة تصل إلى الحكم طبقاٍ لما تريده المصالح والاستراتيجيات في هذه المنطقة والهدف من التفكيك الداخلي تفكيك إقليمي ومن ثم إعادة تركيب هذا الاقليم والقضية ليست مجهولة لا لدى الدوائر السياسية ولا النخب العربية لكن مع الأسف أن العوامل المحلية لعبت دوراٍ في تأجيج الاحتجاجات وهذا على مستوى المنطقة.
> ماذا على المستوى الوطني.. ماهي قراءتك للأزمة¿!
>> على المستوى اليمني النظام قائم على أساس دستور ونظام انتخابي يمكن من خلاله إحداث أي تغيير ضمن أطر الدستور والقوانين النافذة ونحن نختلف عن مصر وعن تونس وليبيا ولكن لليمن أهميته وموقعه الاستراتيجي ربما جعله يكون في بؤرة هذه الاستراتيجية فهو يقع على مرمى حجر من أكبر مخزون نفطي في العالم وما نتعرض له اليوم يأتي في إطار مصالح متنافحة في هذه المنطقة وليس عملاٍ وطنياٍ بحتاٍ.
> لكن ماهي الأسباب التي أدت إلى الاحتجاجات والاعتصامات في اليمن ¿
>> لاشك وكما أشرت في بداية حديثي أن هناك عوامل محلية الشباب لدينا منهم آلاف الخريجين دفعت بهم الجامعات إلى سوق العمل دون وجود عمل وهؤلاء الشباب كان من السهل استقطابهم والدفع بهم إلى الاعتصامات لكن هؤلاء الشباب يدركون انهم ليسوا سوى مجرد أدوات حتى بعد أن تحدثت إحدى قيادات المشترك وقالت لهم بملء الفم إنكم لن تكونوا وزراء ولن تكونوا أعضاء برلمان ولا حتى مسؤولين في الدولة ما أنتم إلا أداة لتغيير النظام وعلى الرغم من هذا الوضوح في خطاب إحدى قيادات المشترك ما يزال الشباب معتصمين وألاحظ أن المتواجدين في الساحات ليس أولئك الشباب الاوائل وانما هم شباب يافعون بين التعليم الأساسي والتعليم الثانوي وهذا يدل على أن هناك أموالاٍ تستخدم اضافة إلى الشحن والدفع السياسي للزج بهؤلاء الشباب في أتون الصراع السياسي.
> لكن ثمة مطالب حقيقية للشباب¿!
>> صحيح هناك مطالب حقيقية للشباب وهناك واقع في الدولة اليمنية يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الدولة اليمنية ورثت موروثات الأنظمة الشمولية ورثت موروثات مراحل التجزئة ومضت عقدين من عمر الوحدة أتاحت في البلاد ممارسة الديمقراطية والحرية قبل ذلك لم يكن هناك شيء موجود وكل ما ورثناه من المراحل الماضية هو الآن عبء هذا الواقع السياسي والواقع الاقتصادي والاجتماعي لم تأخذه المعارضة على محمل الجد وبعين الاعتبار تلك الموروثات وهذا دليل على أن المسؤولية الوطنية لدى المعارضة لم تزل في إطار مسؤولية الذات »الأنا« عبارة عن مجموعة من التنظيمات يقودها شخص أو أشخاص بأسلوب شيخ العشيرة أو شيخ مضارب البادية ليس إلا فهم يستخدمون هذه القوى وهذه الجماهير في سبيل مصالحهم الذاتية وليس هناك أي طرح موضوعي من تلك الأحزاب لإصلاح الاوضاع.
الرئيس علي عبدالله صالح دعا للحوار الوطني منذ العام 2007م ونحن اليوم في العام 2011م وهذا دليل كاف على أن هؤلاء لا يراهنون على إصلاح الأوضاع ولا على التغيير الإيجابي إنما يراهنون على شيء واحد هو إفشال كل المشاريع في سبيل أن يصلوا إلى السلطة.
اعاقة المشاريع
> ألا ترى أن الحاكم والمعارضة تركا الشباب يغرق في همومه¿!
>> ينبغي أن ننظر إلى واقعنا فمن أين توفر للشباب فرص عمل إذا لم تكن لدى الدولة استثمارات إذا كانت الدولة لا تستطيع أن تستثمر لمحدودية مواردها إذا المستثمر الخارجي عزف عن الاستثمار رغم التسهيلات والمزايا التي منحها قانون الاستثمار في البلد للمستثمرين لماذا¿!..لأن هناك قوى سياسية لعبت دور إعاقة هذه المشاريع دعني أوضح لك أننا في أول مؤتمر للاستثمار في حضرموت رأينا كيف خرجت المظاهرات ومازال المشاركون في المؤتمر في مدينة المكلا وهذا أثبت أن هناك عملاٍ سياسياٍ مرتباٍ من قوى سياسية محلية مدعومة خارجياٍ وأنا أتكلم بوضوح وصراحة وكان هذا العمل هو لإعاقة أي استثمار لأنهم يرون أن لا سبيل لهم للوصول إلى السلطة في حالة وجود حياة اقتصادية متنامية.
لا سبيل لهم لأن وجود الاستثمارات سيسحب منهم رأس المال الاجتماعي المتمثل في آلاف الشباب الباحث عن العمل لذا لجأوا إلى إعاقة.. أي استثمار في هذا البلد ولا يعني هذا أن العمل السياسي لوحده هو العائق بل هناك إدارات سيئة وهذه مسؤولية الحكومة التي لم تعمل على إصلاح الوضع الإداري للدولة ظل الوضع الإداري كما هو ذلك الموروث بكل فكره وثقافته وآيديولوجيته يمارس نفس الممارسات مع وجود فساد وهذا لا ينكر لكن أنا لا أستطيع أن اتجاوز واقعي هذا هو الواقع وكان يفترض بالمنظومة السياسية اليمنية بأسرها أن ترقى إلى مستوى الوطنية معارضة وسلطة لبحث هذه الأوضاع في حوار وطني جاد حقيقي لوضع الحلول.
القضية مضت في طريق آخر فإذا بالهبة تحصل وإذا بالاخوان في المعارضة يرفضون الحوار لأن الهبة حصلت كما أن الأموال تدفقت ويكفي هذا.
> في تقديرك وتصورك ما هي المواصفات المثالية التي يحتاجها المجتمع في قادة الرأي العام الآن وفي المستقبل¿
>> أولاٍ لا يوجد شيء اسمه مواصفات مثالية لو وجدنا القائد المثالي لما احتجنا نحن نتحدث ونتكلم إلخ.. هناك قائد مطلوب والقائد المطلوب هو أن يكون بحجم اليمن وأن يستشعر مسؤوليته بحجم اليمن الذي كبر في الـ 22 من مايو أما قائد مازال في إطار خيمته وعشيرته واسرته ولا يرى اليمن إلا من زاوية هذه الخيمة وهذه العشيرة فهذا هو السبب الأساسي المعيق لأي نهضة في البلد من أي نوع كان نحن بحاجة إلى قائد يتصف بالمسؤولية يخطئ ويصيب يصيب ويخطئ ويقبل من المجتمع أن يقال له أخطأت عمر بن الخطاب قال إن أخطأت فقوموني وأعتقد أننا بحاجة إلى مثل هذه العقلية ولسنا بحاجة إلى عقلية شيخ العشيرة ولا شيخ القبيلة ولا شيخ الناحية ولا شيخ المناطقية فما يحدث اليوم في اليمن أسوأ بكثير من العمل الحزبي هو عمل حزبي شكلاٍ لكنه في حقيقة الأمر عمل مناطقي بحت.
هناك طموحات مناطقية تريد أن تركب العمل السياسي للوصول إلى السلطة للحكم كمناطق وهذا سيؤدي بالبلاد إلى كارثة.
المراهنة على الخارج
> هل تقصد هنا قادة الأحزاب السياسية¿!
>> هم مشائخ عشائر ليسوا قادة رأي عام هل تتوقع من شخص حزبي يقول سنزحف إلى دار الرئاسة أن يكون قائداٍ سياسياٍ هل تتوقع من شخص يقود حزباٍ يقول هذا الرئيس المجرم وهو يريد أن يكون رئيساٍ ذات يوم كيف تريد أن تهدم مؤسسات الدولة وتريد أن تحكم أيضاٍ ما الذي يفعله هؤلاء الناس إنهم يقودونك نحو المجهول وهذا لن يكون بالمجان أجزم بأن ذلك مدفوع الثمن مثلاٍ الأخت التي يسمونها كرمان تمثل كم في الشعب اليمني الإصلاح يمثل كم نسبة في الشعب اليمني المؤتمر الشعبي العام كم نسبة أعضائه من الشعب اليمني وإذا أخذنا المنتظم السياسي بكامله لا نجده يمثل عشرة في المائة من الشعب اليمني.
إذن هذه الأحزاب لا تمثل الشعب ولو كانت تمثل الشعب وطموحاته لقبلت بالعملية الانتخابية وسارت نحوها بكل ثقة لذا نجدهم يراهنون على المبادرات الخارجية اليورو والدولار الخارجي.
الاسلام السياسي
> المشهد الآن تتصدره الشخصيات الدينية كيف تفسر ذلك.. وهل تتخوف من الدولة الدينية¿!
>> لست متخوفاٍ من الإسلام كدين ولكن أتخوف من الاسلاموية بالمعنى السياسي الآيديولوجي الإسلام كدين هو ديني ودين المجتمع كله وبالإسلام بلغت هذه الأمة جنوب فرنسا وأسوار الصين ولكن ليس بالاسلاموية التي تجزأ المجتمع وتصنفه بالاسلاموية وهنا أقصد بها الإسلام السياسي فأؤلئك لا يمثلون الإسلام أولاٍ علينا أن نتفق على هذا وإنما يمثلون آيديولوجياٍ سياسة طامحة للحكم مثلها مثل القوميين والشيوعيين مثل الآخرين هم يجعلون الإسلام مطية للوصول إلى السلطة هل سيقبلون أيضاٍ بارادة الشعب والنزول عند ارادته في صناديق الاقتراع أشك منها لأن إي تنظيم آيديولوجي يريد أن يفرض نظامه بشمولية فهم منزعجون ازعجتهم الديمقراطية الحقيقية لهذا لو حللت خطابهم لا تجد فيه وضوحاٍ كاملاٍ حول هذه المسؤولية بين الشوروية أهل الحل والعقد الديمقراطية في الإسلام نحن نتحدث عن الديمقراطية كآلية وهم يريدون تصنيف الديمقراطية كآيديولوجيا وهناك فرق بين الديمقراطية كآلية لحكم الشعب بالشعب وبين الديمقراطية كآيديولوجيا الذي يصلح لي أخذه والذي لا يصلح لي أتركه فأنا لا يزعجني الإسلام بقدر ما يزعجنا أدعياء الإسلام فخوفي هو من هذا المنطلق لأنه على هذا الأساس سيقومون بتصنيف الشعب اليمني إلى عدة فئات وعندها سيكون الحكم وفقاٍ لرؤاهم ورؤيتهم ولن نشهد أي عملية ديمقراطية حقيقية فلماذا لا يقبلون بالشعب هذا وهو شعب مسلم لماذا¿!
هل الموجودون في حي الجامعة يمثلون الشعب اليمني حتى وإن كانوا شباباٍ الآن مشكلتي في الدولة اليمنية نفسها في الرئيس علي عبدالله صالح نفسه كونه يقبل أن هؤلاء يمثلون المجتمع اليمني عليه أن يطالبهم بعملية استفتاء في الحد الأدنى.
> استفتاء على ماذا¿
>> استفتاء الشعب اليمني يريدكم ويتفق مع ما تطرحونه أم يريد برامج قدمها المؤتمر الشعبي العام.
قائد تاريخي
> برأيك.. هل سينزلق اليمن في حرب أهلية ومن سيكون أكثر وطنية لليمن.. الرئيس أم المعارضة¿
>> حقيقة أنا لا أقرر من هو الوطني الأكثر إنما أقول أن البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير لا استطيع أن أقول بأن الرئيس أكثر وطنية من المعارضة ففي المعارضة أيضاٍ رجال وطنيون ولكن أظن أن أصواتهم خفتت في ظل »الصياح« ورفع الأصوات داخل الساحات هناك رجال في المعارضة أجزم بأن لديهم من الوطنية ما يفوق حاكماٍ ومحكوماٍ لكنهم مهمشون وأيضاٍ هناك في المؤتمر الشعبي العام رجال وقادة من الطراز الأول ومع الأسف هم أيضاٍ بين التهميش بين الضغوط وقادة آخرون كشفوا عن أنفسهم وعن واقعهم وعن حقيقتهم وتطهر منهم المؤتمر الشعبي العام في هذه اللحظة الحاسمة إذن الوطنية لا نستطيع أن نطلقها كصفه على أحد دون الآخر وإنما نقول أن البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير سيرة الرئيس علي عبدالله صالح تدل على أن هذا الرجل قائد تاريخي وطني أقام الدولة اليمنية في العام 1982م عن طريق إقامة أول تنظيم سياسي في الشمال ووحدها ولم تكن موحدة لا كمجتمع ولا كجغرافيا كانت الدولة آنذاك لا تحكم إلا إلى بني حشيش ووصل بها إلى الوحدة وحقق الديمقراطية في 97م وليس في 93م في عام 97م حينما صحح الدستور وحوله من دستور توافقي إلى دستور بآليات نظام سياسي وديمقراطي حقيقي.
اليوم نقول التغيير مطلوب من الذي دعا للتغيير الرئيس علي عبدالله صالح في العام 2006م في برنامجه الانتخابي لو كان المعارضة لديها حس وطني لقالوا للرئيس علي عبدالله صالح تعال بيننا وبينك برنامجك الانتخابي أنت أنتخبت على هذا البرنامج وعليك أن تنفذه وتكون المعارضة الجناح الآخر للنظام الديمقراطية طائر بجناحين جناح معارض وجناح سلطة المعارض حكومة ظل والسلطة حكومة ضوء وهنا المسؤولية وهذا النظام الديمقراطي فالولايات المتحدة الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري يجتمعان في القضايا القومية.
> لكن المعارضة تتذرع بأنها لا تملك سلطة بيدها¿!
>> الدولة الحديثة ليست تابعة للحزب الحاكم علينا أن نفهم هذا نحن نريد التغيير ولا نريد أن نفهم كيف يجب أن تكون الدولة فالدولة اليمنية لم تبنى بعد أقولها مرة أخرى الدولة اليمنية مثلها مثل الدول العربية كافة لم تبنِ بعد هي مشروع في برنامج الرئيس علي عبدالله صالح والدولة تبنى كالآتي: ان تقوم دولة مؤسسات دولة القانون الدولة الوحيدة التي تملك الأدوات القهرية دولة مؤسسية تملك الأدوات القهرية بالقانون لا يملك أي قوة استخدام عنف إلا مؤسسات الدولة هل هذه الدولة موجودة إذن ليس أمامنا كسلطة ومعارضة إلا بناء الدولة اليمنية الحديثة ولهذا ما حصل من المعارضة من 2007م وحتى اليوم هو إعادة بناء الدولة لأن بناء الدولة فيه تفويت على أولئك الآيديولوجيين من الوصول إلى السلطة لأنهم يدركون أن بناء الدولة هو الطريق الوحيد أو السد المنيع لوصولهم إلى السلطة فبدأوا يعيقون عملية بناء الدولة.
> ما المرتكزات التي تمثل مخرجاٍ واقعياٍ لحل الأزمة الراهنة وتلبي التطلعات الوطنية لشعبنا في صياغة مستقبل الدولة اليمنية¿
>> الحوار ثم الحوار والحوار لا يعني المنابذات والمنابذات والمناكفات السياسية والحوار أن نحدد أوراق الحوار التي يجب أن نضعها كأولويات وتناقش كل قضية على حدة مناقشة حقيقية ونصل إلى مجموعة من الرؤى حولها ونحيلها أيضاٍ إلى حوار لوضع الحلول ثم نحيلها للمختصين بمعنى آخر أن نسحب العامل السياسي من قضية الحوار في قضايانا إلى العامل الفني بحيث نخضع كافة قضايانا لمنطق علمي حقيقي لوضع حلول أما أن نستخدم قضايا أصلاٍ هي موروثة وفي واقعنا ثم يطالبون أولاٍ بحل القضية الاقتصادية وأتساءل بماذا تحل القضية الاقتصادية دول الخليج حتى الآن لا تريد ان تعمل لنا مشروع مارشال لكن هناك أحد أمرين إما أن نقبل واقعنا ونتعامل معه ومن ثم نحدد أولوياتنا الاقتصادية والاجتماعية ولا نقفز على الواقع وصراحة هنالك قفز على الواقع من قبل الحكم والمعارضة الذي من قبل الحكم هو وضع حجر الاساس في كل مكان جامعة.. إلخ ونحن غير جاهزين مخرجاتنا بالآلاف إلى الشارع وفي ذات الوقت نطلب تدفق الاستثمارات بينما الوضع السياسي لا يوحي للمستثمر بأن هنالك استقراراٍ ايضاٍ منع النفوذ المشيخي أو الوظيفي والوجاهات الاجتماعية للتدخل نحن بحاجة إلى تنفيذ القوانين وجعلها قوة رادعة لأي كان أما قضية أن نحل القضية الاقتصادية في يوم أو في سنة فهذا أمر مستحيل لا حكم يستطيع أن يقوم به ولا معارضة أيضاٍ تستطيع أن تعمله إذن علينا أن نكون واقعيين في تناول قضايانا ومن هنا نبدأ مشواراٍ حقيقياٍ الحوار بمسؤولية وطنية أن لا نغلب مصالحنا الحزبية والذاتية على مصالحنا الوطنية حينها نستطيع أن نضع حلولاٍ وثمة شيء أطالب الرئيس علي عبدالله صالح أن يرفض أي حلول دون ان يكون للمجتمع رأي فيها من حقه كرئيس أن يطلب استفتاء عاماٍ بإن يقدم الحاكم مشروعه وكذلك المعارضة ويتم الاستفتاء عليه من قبل الشعب والذي يقرره المجتمع على الجميع الالتزام به هذا ببساطة.
نحن لا نحتاج إلى مبادرات إلا إذا كان الحاكم والمعارضة يريدون دول الخليج فهذا موضوع آخر.
> وماذا عن المبادرة الخليجية¿
>> هذه مبادرة وإن كانت له وجهة نظر مختلفة حولها إلا أن الرئيس علي عبدالله صالح قرر القبول بها حقناٍ لدماء الشعب اليمني وأخشى أن تكون هذه المبادرة هي مفتاح الباب لسيلان الدم اليمني.
> لماذا أنت متشاءم¿!
>> لأن الكل متمسك بما يراه هو وفي المبادرة إلغاء لمشروعية واستقرار الدولة اليمنية هذه رؤيتي وما أنشده أن يلتفت الاخوة في الخليج إلى الخطأ الحاصل في المبادرة والتي لعبت قطر دوراٍ في تحويل المبادرة من دعوة إلى حوار بين الاطراف السياسية اليمنية إلى مبادرة بصيغة الاحكام وعليهم أن يستبدلوا بنود هذه المبادرة بحيث تحفظ لليمن وحدته وللمنطقة برمتها أمنها واستقرارها وتحديداٍ الاشقاء في المملكة العربية السعودية عليهم أن يدركوا أن اليمن في جنوبهم وسوريا في شمالهم وغداٍ لن تتوقف هذه الهبة أو هذا الاعصار والذي ذكرنا في بداية هذا الحوار بأنه يأتي في اطار استراتيجية دولية اسمها الفوضى الخلاقة والمملكة لن تكون في منأى عن هذا وكما توجد عوامل اقتصادية في اليمن وعوامل سياسية في سوريا هناك عوامل أيضاٍ ثقافية وعقائدية في بقية دول مجلس التعاون الخليجي فستكون هي أدوات هذه الثورة الخلاقة وسنبحث عن الجزيرة العربية ربما ونبحث عن مبادرات خارجية وستكون هناك فعلاٍ مبادرات ولكن لإعادة ترتيب وصياغة المنطقة وهذا سبق ونشر في مشاريع لمعهد راند الاميركي عام ١٠٠٢م.
> وفقاٍ لما يحدث.. هل في تقييمك أن يتقدم جيل الشباب بحيث يحدث إحلال وتبديل واسع واتاحة للاجيال المقبلة في المستقبل القريب للمشاركة.. في السلطة¿
>> هذا فعلاٍ هو المطلوب والتغيير أن لا نظل تبحث عن وزير سبق وان تولى قبل ثلاثين عاماٍ منصباٍ وزارياٍ ثم تأتي به مرة أخرى.
فهذا الجيل يريد من يمثله في السلطة سواءٍ من أحزاب المعارضة أو الحزب الحاكم الخطأ الحاصل في العقلية السياسية اليمنية هو الاستمرار على الولاء ولا الكفاءة وحقيقة جيل الشباب لم يعط حقه لا في المعارضة ولا في الحزب الحاكم وسأعطيك امثلة حية محمد قحطان منذ متى في الاصلاح وكذا عبدالرحمن الجفري رئيس الرابطة منذ
متى وكذا الشيخ الزنداني منذ متى ينظر للحركة الجهادية¿!
إذنú المنتظم السياسي اليمني بحاجة إلى تجديد والأقدر على القيادة للتجديد واقولها بصراحة هو الرئيس علي عبدالله صالح لكنه حينما يأتي بوزير منذ أربعين عاماٍ ثم يعيده مرة أخرى فهذا عمل غير صحيح الامر الآخر أن المعارضة تأتي لنا بزعيم سياسي من عام ٢٦٩١م وهو باسندوة.
> تكشف تطورات الأحداث كل يوم عن سعي البعض إلى اغراق البلاد بالفوضى وليس كما تدعي الاصلاح والاستقرار.. ما تعليقك¿
>> نحن الآن غارقون في الوضع هذا ثلاثة أشهر ونحن في أزمة فالقادم قد يكون أخطر أما كيف يمارس الناس حقوقهم في الدنيا كلها تمارس حقك بالتظاهر والاحتجاج وكذا بالتعبير عن الرأي وأرى أن تكون هنالك ميادين معينة للاعتصامات لا تضر بالآخرين وهذه الاماكن لا تكون الاسواق وأماكن النشاط الاقتصادي التي تضر بالناس نريد أن تكون لدينا ساحات كالهايد بارك في لندن ويكون لدينا يوم محدد تذهب الناس إليه وتعبر عما تريد بحيث لا تضر بالممتلكات العامة فممتلكات الدولة ليست مملوكة للحاكم وكذا الابتعاد عن تكسير سيارات المواطنين أو التعرض لها وأدعو لمواجهة ذلك بالقانون لمن تجاوز الإضرار بالحق العام والخاص أما دون ذلك فسنظل في ديمقراطية هلامية بمعنى أن نعيش في خارج اللاوزن نتيجة التساهل على من اعتدى على ممتلكات الدولة كأن يوضع في السجن يومين ثم يفرج عنه ولو حوكم هؤلاء لما حصلت اليوم كل هذه التجاوزات ولعلك شاهدت ذلك الشيخ الذي ضرب في الشارع وكان هذا المشهد بصراحة مخيفاٍ بالنسبة لي مخيفاٍ لان المجتمع فقد مقوماته وقيمه الاخلاقية ونواميسه اليمانية فقدها في فترة وجيزة والعمل السياسي لعب دوراٍ وبالذات الإسلاموي في عملية الشحن وتعرية الانسان من قيمه واخلاقه هذا المخيف أكثر وفي ذات الوقت يعبر عن خطر حقيقي داخل المجتمع اليمني وعلى الجميع ان يتحمل مسؤوليته في مواجهة هذا التطرف رحم الله ذلك الشيخ وهدى الله من يقف خلف هذه الاعمال اللا إنسانية..