فى بالموت واعظا
دقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: »أكثروا من ذكر هادم اللذات« ومعناه: نغصوا بذكره اللذات حتى ينقطع ركونكم إليها قتقبلوا على الله تعالى وقال عليه الصلاة والسلام:»أكثركم ذكراٍ للموت أشدكم استعداداٍ له أولئك هم الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة«.
خرج عليه الصلاة والسلام إلى المسجد فإذا قوم يتحدثون ويضحكون فقال:» اذكروا الموت أما والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاٍ ولبكيتم كثيراٍ«.
قال عليه الصلاة والسلام: »ما لي وللدنيا إنما مثلي فيها كمثل مسافر استظل تحت شجرة ثم تركها وراح«.
كتب بعض الحكماء إلى رجل من إخوانه: يا أخي احذر الموت في هذه الدار قبل أن تصير إلى دار تتمنى فيها الموت فلا تجده.
قال إبراهيم التيمي: شيئان قطعا عني لذة الدنيا ذكر الموت والوقوف بين يدي الله عز وجل.
وجاءت امرأة تشكوا إلى عائشة »رضي الله عنها« قساوة قلبها فقالت لها: أكثري من ذكر الموت يدق قلبك ففعلت فرق قلبها فجاءت تشكر عائشة.
قال مطرف ابن الشخير: إن هذا الموت قد نغض على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيماٍ لا موت فيه.
التــــوبة
إعلم يقيناٍ أن هذه العقبة عقبة صعبة أمرها مهم وضررها عظيم فلقد بلغنا عن أبي اسحاق الاسفرائيني »رحمه الله« وكان من الراسخين في العلم العاملين به أنه قال: دعوت الله سبحانه وتعالى ثلاثين سنة أن يرزقني توبة نصوحاٍ ثم تعجبت في نفسي وقلت: سبحان الله! حاجة دعوت الله سبحانه فيها ثلاثين سنة فما قضيت إلى الآن!!
فرأيت فيما يرى النائم كأن قائلاٍ يقول لي: أتتعجب من ذلك¿ أتدري ماذا تسأل الله سبحانه¿ إنما تسأل الله سبحانه أن يحبك أما سمعت قوله تعالى »إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين«¿ أهذه حاجة هينة¿
وأما الضرر المخوف في تأخير التوبة فإن أول الذنب قسوة وآخره والعياذ بالله شؤم وشقوة فإياك أن تنسى أمرء أبليس بلعم بن باعوراء الذي كان عالما في بني اسرائيل وهو المراد بقوله تعالى »واتل عليهم نبأ الذي أتينه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين« »الأعراف: 175«.
فناقش نفسك حاسبها وسارع إلى التوبة وبادر فإن الأجل مكتوم والدنيا غرور والنفس والشيطان عدوان وتضرع إلى الله وابتهل واذكر حال أبينا آدم »عليه السلام« الذي خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وحمله إلى الجنة ولم يذنب إلا ذنبا ٍ واحداٍ فنزل به ما نزل حتى روي أن الله تعالى قال له يا آدم أي جار كنت لك¿ قال: نعم الجار يا رب قال: يا آدم اخرج من جواري وضع عن رأسك تاج كرامتي فإنه لا يحاورني من عصاني.
هذا حاله مع نبيه وصفيه في ذنب واحد فكيف حالة الغير في ذنوب لا تحصى¿!.
وهذا تضرع التائب وابتهاله بالمصر المتعسف¿!
قاله: الإمام الغزالي »رحمة الله عليه«
قال الشاعر في قصيدة:
نور حياتك بالهدى
وأمسك طريق التائبين
واعمر فؤادك بالتقى
فالعمر محدود السنين
وارضى الإله بطاعة
يسعدك في دنيا ودين
واجمل بصدرك مصحفاٍ
يشرح فؤداك كل حين..