باستطاعة أي متابع لطبيعة الأوضاع التي يمر بها اليمن أن يستكشف حجم ذلك التدهور الذي سيلحق بالوطن خلال سنوات ما بعد انقشاع الأزمة قبل تقدير حجم الخسائر التي سيتكبدها الوطن والمواطن من هذه الأزمة التي يأبى المتهورون وأصحاب الأجندة والمتآمرون أن تنتهي دون تحقيق مآربهم ومصالحهم بأي طريقة وعلى أي شاكلة.
ونعي جميعاٍ أن ساعة فوضى واحدة تعادل سنوات من الاستبداد والديكتاتورية بمقياس الخسائر.. فالمتأمل لحقيقة المشهد السياسي الذي تمر به بلادنا هذه الأيام سيجد أن هناك اختلاطاٍ واضحاٍ للاتجاهات الخاطئة التي تصب جميعها في تشويه خصوصية الواقع وتجاوزه بعنجهية واخضاعه لحالة غير موجودة وتقليد أنماط تتنافى كلياٍ مع الحقائق الوطنية التي تشهدها اليمن.
لا نخفي أننا بلد فقير وموارده محدودة ولا ننكر وجود فساد وبطالة ومعاناة تترتب على هذا الوضع ومدى حاجتنا للتغيير والقبول بآلياته وبرامجه المحققة لأهداف واضحة ومدروسة لكن لا يمكن مغالطة أنفسنا بصوابية انتهاج الأخطاء التي لا تستند لأي مبرر عقلاني يؤسس لشعارات التنظير والاستجداء تلك التي يطلقها المنتفعون لإيهام الناس بالتغيير فالشعب يعي أن تلك الشلة المنتفعة هي مصيبتنا في هذا الوطن وهي التي تشحن الشارع إلى خيارات العنف والعدمية والمواقف المتصلبة.. وتدعم كل ذلك التزييف الإعلامي المضلل وتقف خلف مسرحيات بث الرعب وهي المتسبب الأول في ماآل اليه الوطن اليوم وصاحبة براءة اختراع رفض الحوار لتحقيق الغاية التي تمكنهم من الركوب على أساسها إلى المصلحة التي تعني السلطة بمفهومها الواسع المرتكز على نهب مقدرات الوطن وثرواته.
نعم.. هذه مقدمات المستقبل ومضمون التغيير الذي تقوده شلة المنتفعين وتسعى اليه.
عادل خاتم