إنه مثل كل البشر
ضائع بين تاج قديم هلك
ونجم ينام ويصحو وما من ذلك
لا تحبي إذا شاعرا أبدا
إنه قد رؤي ذات يوم يحدق في سروة
وتراءى له شعره في الغصون يسارره
أنه مثل كل الشجر
فقال: ولي عبؤها ولغيري الثمر
لا تحبي إذا أبدا شاعرا
واتركيه وحيدا يشيد مجدهْ
ويهدم لحدهْ
ولا تسمعيه وإن شئت أن تسمعي
فاسمعي صمته وصداهْ
لا عيون لدي تقود الخطا لا هدف
وما تسمعين من القلب آنستي قد نزف
إذا شاعرا لا تحبي
ولا تصعدي سروهْ في القوافي
فإن تصعدي تجدي دمه كالبخار
ولا تهبطي نحو أعماقه والجذور
فإن تهبطي تجدي دمه والدموع
مخبأة ومعتقة في الجراز
لا تحبي إذا شاعر أبدا
واتركيه وحيدا يظهر حبه
ويخبز تحت ظلال المهابة قلبه
وإذا شاعر تتلبسه العاطفة
بشتى الصور
وتقذفه العاصفة
صدفا ومحار
لا تحبي ولا تحببي أبدا
واتركيه
سيكفيه منك ومن ليل عينيك حرف بسيط يعد لحيرته المستفيضة ألف براق
ويكفية رمش يريق ويعفو المراق
وأما الذي لم يرق
فيظل يطيل الرجاء
ويسأل في كل حين متى سأراق
لا تحبي
وإن كان لابد من ذهب ووتر
وإن كان لا بد من وردة
فأتركيها له في الحديقة قبل الضحى
واكتبي واسكبي اسمك في عطرها
واسمه الأبدي اسمه الجوهري
على ساق سروته الساهرة..
عيسى الرومي
شاعر من فلسطين