قراءة في الراهن !!
علي الأشموري
< الحادث المأساوي الذي راح ضحيته ما يقارب الخمسين شهيداٍ وأكثر من مائة جريح بشع بكل المقاييس.. لا يقره عْرف أو دين سماوي.. فهو مسيء لقيم وأخلاقيات الشعب اليمني من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه..
مناظر مستفزة مثيرة للاشمئزاز.. تدمي القلوب الحية وتدمع مْقل العيون وتدل بما لا يدع مجالاٍ للجدل بأن مرتكبي هذا الجرم البشع بعد صلاة الجمعة في الحي الجامعي.. هم من ذوي الأنفس الميتة والضمائر والقلوب المتحجرة التي انتزعت منها الرحمة ولديها اجندات تحاول أن تنفذها في وطن ال22 من مايو لإعادة التاريخ إلى ما قبل الثورة اليمنية..
ومن منطلق الحرص على وأد الفتن وإخماد الحرائق.. لا بد للأجهزة المختصة الأمنية – القضائية التي ستقول الثانية كلمتها.. الفصل.. ومشاركة – منظمات المجتمع المدني والعلماء.. العقلاء وغيرهم من الجهات ذات العلاقة أن تلاحق وتضبط مرتكبي الجرم البشع بالأدلة الدامغة وتحاكم علناٍ عبر الفضائيات اليمنية ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار وسكينة الوطن والمواطن وحفاظاٍ على حياته وممتلكاته العامة والخاصة.. وعبرة لكل ذي نفس مريضة وعقلية مطموسة تحاول إشعال فتنة لا تبقي ولا تذر.. وتحاول مستميتة أن تجعل الوطن اليمني مسرحاٍ للأهواء وملاذاٍ للمتربصين بأمنه واستقراره ووحدته.. لأن الدماء التي سالت في ذلك اليوم الذي كان يدعو كل مواطن ومواطنة في الداخل أو الخارج ويده على قلبه بأن يكون ذلك اليوم يوم الوفاق والاتفاق للخروج من النفق الذي يراد لليمنيين الوصول إليه.. صعقتنا أخبار تلك الجريمة الدموية التي استفزت كل يمني غيور على دماء إخوانه وابنائه ووطنه ومنجزاته وأمنه واستقراره وهنا وفي مثل هذه الجرائم التي تمس الوطن وتسيء إلى سمعته.. وهنا فلا بد من جمع الاستدلالات وملاحقة الجناة أياٍ كانوا وأينما وجدوا لقطع دابر الشائعات والاحتقان.. فالشهداء والمصابون هم من ابنائنا وإخواننا وتبعات الجريمة لا تخدم إلا أعداء الوطن.. الذي يهدد بكوارث لا يسلم منها أحد..
ومن هنا لا بد للأجهزة المختصة والعلماء والعقلاء أن يقوموا بدورهم لدرء الفتن وعلى المنظرين الذين لا يعون خطورة »الشائعات« والتنظيرات واخواتها التي تفتقر إلى المصداقية والاتهامات التي لا تستند على دليل أن يتوقفوا حتى يتم وفي الوقت المناسب القبض على القتلة ومحاكمتهم علنياٍ والاقتصاص منهم.. لإعادة الاعتبار للمواطن وأمنه واستقراره.. ووطن الـ22 من مايو وانجازاته وكشف الحقائق بخيوطها »المحركة« للتآمر ليتسنى للعقلاء والعلماء الوصول حتماٍ إلى الحوار البناء والصادق بعيداٍ عن الكيد السياسي والتمترس خلف ذرائع واهية.. وها هي مبادرة فخامة رئيس الجمهورية كفيلة بخروج اليمن من مآزق لا تحمد عقباها.. وستطال الكل لأننا في سفينة واحدة..
وهناك لا بد من التأكيد للمرة الألف على دور العلماء الأنقياء بعيداٍ عن »جلابيب« الحزبية والعقلاء الذين تهمهم مصلحة الوطن أن يدرأوا الفتنة ببث روح المحبة والإخاء بدلاٍ من ثقافة الكراهية والأحقاد التي يحاول عبرها تجار الحروب جر اليمن واليمنيين إلى المجهول فهل للعقلاء والعلماء والمفكرين أن يثبتوا للعالم بأن »الإيمان يمان والحكمة يمانية« كما قال أفضل وأشرف الخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم..
ربنا أحفظ اليمن واليمنيين من الفتن ما ظهر منها وما بطن ورد كيد الكائدين إلى نحورهم.. وعزاؤنا في شهداء الديمقراطية لذويهم وللشعب اليمني المكلوم.>
قراءة في الراهن !!
التصنيفات: الصفحة الأخيرة