أكد عدد من الأكاديميين من مختلف الجامعات اليمنية: أن الحكمة اليمانية مطلوبة في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى باعتبار أن تسارع وتيرة التغيير وما قد يصاحبه من فوضى وخراب شيء تفزع له النفوس وتخشاه حيث لابد أن يظهر أثر الحكمة في مضمون الشعارات المرفوعة وفي المرامي النهائية لمطالب التغيير.
استطلاع/ عاصم السادة
وقالوا في الاستطلاع أن أهل الحكمة أصبحوا اليوم في معزل عما يدور في واقع الحياة السياسية حيث أن من لاعقل لهم ولا حكمة هم من يصادمون الأحداث والمواقف ويتمترسون وراء المصالح الذاتية والنزوات الشخصية غير مبالين بما ستؤول إليه الأمور من سوء العواقب على الجميع.. لافتين إلى أن من الحكمة أن نسير بالحوار الصحيح لكي تتحقق تطلعات الشباب ويستجاب لمطالبهم بما يحقق مصلحة الوطن التي ينبغي أن تعلو ولا يعلى عليها داعين الشباب وكل من فقدوا الحكمة في رؤوسهم وضمائرهم في السلطة والمعارضة إلى تحكيم العقل والحكمة وأن يدركوا أن البلد ليس ملكاٍ لأحد بقدر ماهو وطن يجب أن يتسع للجميع كشركاء لا كأوصياء.. المزيد من التفاصيل في الاستطلاع التالي:
في البداية أكد الدكتور عبدالعزيز الشعيبي رئيس جامعة إب: ان ماتمر به اليمن اليوم من مفترق طرق ينبغي التوجه بحذر نحو الطريق الصحيح والسليم بما يجنب اليمن وشعبه أي آثار سلبية قد تؤدي إلى الاطاحة بكل مقومات الحياة وأن كان المظهر الديمقراطي متمثلاٍ بوجود الأحزاب السياسية وادائها المختلف إلا أنه لا ينبغي بأي حال من الاحوال أن يسير في اتجاه يمكن أن يسبب الأذى وإعادة التشطير والتجزئة نتيجة لوجود ذهنية متشددة وفقاٍ لاعتبارات ضيقة ومصالح محدودة لا تخدم أصحابها ولاتعود على الوطن بالخير .
وقال: إن ما نشاهده يقيناٍ في بعض الدول العربية يجعلنا نستنكر بشدة أن البعض يصر على أنه لا بد من السير بنفس الاسلوب والطريقة مهما كانت التضحيات والاثمان فعلى سبيل المثال ماهو حاصل في مصر حتى اليوم من توجه نحو التخريب والانفلات الأمني ومالاحظناه من استهداف للمباني ومحتويات الاجهزة المؤسسية ومنها مباحث أمن الدولة يدل دلالة خطيرة أن هناك استهدافاٍ لكل مقدرات البلاد وذاكرتها وحاضرها ومستقبلها وشل مقدراتها الكلية حتى لا تستطيع بعد ذلك أن تقف على قدمها أو أن تواجه أي أخطار تتهددها ونعلم من المستفيد من ذلك ليس في مصر فقط وانما أيضاٍ في تونس وليبيا.
عبث بعينه
وأضاف: ان من يقدم التنازل لمصلحة الوطن هو شخص عظيم سوف يكبر في نظر المجتمع بل أنه النصر الحقيقي الذي يتمثل في العطاء بلا حدود وتلك هي القوة الكبيرة التي تدفعنا نحو البناء لمستقبلنا جميعنا من خلال الالتزام بالثوابت الوطنية وبالنظام والدستور لأن التراجع عن ذلك معناه الإطاحة بكل شيء والبحث بعد ذلك عن الديمقراطية والحرية وهذا هو العبث بعينه.
ويرى الشعيبي. أن رفض أحزاب اللقاء المشترك للحوار والمبادرات المقدمة من رئيس الجمهورية يأتي استجابة لما يحصل في بعض الدول العربية على أنها هي المكسب الذي سيجنى من ورائه الثمار.. لافتاٍ إلى أن أية ثمار مهما بلغت قيمتها لا يمكن أن تساوي مقدار الخوف الذي تسبب في فزع الكثير من أبناء الوطن والقلق الشديد وشبه التوقف لكثير من الممارسات الحياتية ولذا لا يمكن أن تساوي قطرة واحدة من جسم أي يمني لأن الغاية والهدف هو الانسان اليمني الذي يجب أن نتقارب جميعاٍ من أجل أبنائنا وأحفادنا ولا نوجد أي نوع من الفرقة أو الضغينة تسبب الألم بل نزيد في تثبيت الوحدة والاخاء والممارسات الديمقراطية والثوابت الوطنية والالتزام بالدستور والقانون.
تمترس
أما الدكتور حمود العودي استاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء فيقول: إن اهل الحكمة اصبحوا اليوم في معزل عما يدور في واقع الحياة السياسية حيث أن من لا عقل لهم ولا حكمة هم الذين يصادمون الأحداث والمواقف ويتمترسون وراء المصالح الذاتية والنزوات الشخصية غير مبالين بما يمكن ان تؤول اليه الأمور من سوء العواقب علينا جميعا.. مشيراٍ الى ان البلد ليس تركة عائلية او اقطاعية قبلية ولا مركزا تجاريا لفئة معينة بقدر ما هو وطن يجب ان يتسع للجميع كشركاء وليس كأوصياء أو ورثة لهذا البلد.
ودعا العودي كل من فقدوا الحكمة في رؤوسهم وضمائرهم في السلطة والمعارضة الى تحكيم العقل والحكمة وعلى الشعب والرأي العام الذي سيدفع الثمن اذا ما تصادمت الفتنة لا سمح الله أن يصعد موقفه ويضع حداٍ لنزوات المتصارعين بغير حق وهو صاحب الحق الاول دون غيره وعلى الرأي العام أن يتحمل مسؤوليته والشباب على وجه التحديد الشباب من أجل أن يحموا حاضرهم ومستقبلهم وإعانة السلطة والمعارضة على انقاذ أنفسهم وانقاذنا من شرورهما عملاٍ بالحديث الشريف »أنصر أخاك ظالماٍ أو مظلوماٍ قيل :يارسول الله كيف ينصر ظالماٍ¿ قال: أن تمنعه من ظلمه« صدق رسول الله.
أثر الحكمة
فيما يؤكد الدكتور حميد العواضي أستاذ اللغة الفرنسية في جامعة صنعاء: أن الحكمة مطلوبة في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى باعتبار أن تسارع وتيرة التغيير وماقد تصاحبه من فوضى وخراب شيء تفزع له النفوس وتخشاه وبالتالي لابد أن يظهر أثر الحكمة في مضمون الشعارات المرفوعة وفي المرامي النهائية لمطالب التغيير بحيث يثق الناس بأن التغيير كما قال فخامة الاخ الرئيس يجب أن يسير نحو الأفضل وبما يحقق المصلحة العامة لكافة شرائح وفئات المجتمع منوهاٍ بأن رفض الحوار يصعب تفسيره خاصة إذا علمنا أنه كان السيناريو المرسوم لما يجري فإن آخره حوار وبالتالي أن من الحكمة أن نسير بالحوار لكي تتحقق تطلعات الشباب وتستجاب لمطالبهم بما يحقق مصلحة الوطن التي ينبغي أن تعلو ولا يعلى عليها.
كلمة سحرية
ويضيف أن الصحيح في ما يجري أن التغيير كلمة سحرية تجذب إليها كل الناس سلطة ومعارضة وتجميد الوظائف والمناصب والمهام سواء في أجهزة الدولة أو في تكوينات الاحزاب أمر يرفضه الشباب ولا بد أن يفهم هذا الرفض وتتم الاستجابة بالتغيير الآمن والمفيد وعلى أكثر من صعيد.
ازمة خطيرة.
وأوضح الدكتور فضل مكوع استاذ التاريخ بجامعة عدن : أن اليمنيين عرفوا بأنهم أهل الايمان والحكمه وهم أرق قلوباٍ وألين أفئدة .. والايمان يمان والحكمة يمانية وبالتالي بلادنا اليوم تمر بأزمة خطيرة وبانقسام حاد والكل يقلق لما يجري مرت اليمن بكثير من الازمات لكنها انتصرت في الأخير بإرادة اليمنيين.. داعياٍ جميع العقلاء والحكماء في اليمن »سلطة ومعارضة« أن يحتكموا إلى صوت العقل وأن يتجهوا إلى الحوار كونه السبيل الأوحد لإخراج البلد من دوامة الصراعات السياسية بحيث يتدارسون في ما بينهم كل المبادرات الخيرة التي تقدم بها رئيس الجمهورية ويبحثون عن مبادرات أكثر إيجابية حتى يخرج اليمن من هذه الازمة وثقتنا في الله كبيرة وفي أبناء اليمن زعيماٍ وشعباٍ وفي أن ينقذوا الوطن بحيث يعيش اليمن موحداٍ آمناٍ مستقراٍ منتصراٍ.
نهج العقلاء
فيما يشير الدكتور محمد الصوفي رئيس جامعة تعز أن تعاليم الإسلام تحثنا على استخدام الحكمة في معالجة الامور كل الامور .فمابالنا إذا كان الامر يتعلق بقضايا ومشكلات تهم الوطن وأبناءه وأمنه واستقراره.. منوهاٍ بأنه من المفترض أن الحكمة لاتغيب عن أذهان الناس وفرقاء العمل السياسي تمثلاٍ لهذه التعليمات الربانية فعندما لايتمثل هؤلاء الافراد المعاني وتغيب الحكمة والآثار المترتبة على مايدور من أحداث في أذهان فرقاء العمل السياسي فإنهم يسلكون ويتصرفون أو يتخذون قراراتهم في ظل غياب هذه المعاني »الحكمة« وبالتالي تغيب الحكمة عندما لاتكون حسابات الناس والمعطيات التي بموجبها يتعرفون ويسلكون سلوكيات غير موضوعية وغير عقلانية.
ويرى الصوفي : أن الحوار هو نهج العقلاء وسبيل الحكماء في تناول القضايا والمشكلات التي تهم اليمن والتعاطي معها تعاطياٍ صادقاٍ وموضوعياٍ وتجنيب الوطن المخاطر والتحديات المحدقة به وتجاوز الواقع إلى غدُ أفضل ينعم فيه أبناؤه وأجياله بالأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.. مشيراٍ إلى أن من يرفض الحوار وتتغلب ثقافة الانانية والاستعلاء والعداء عليه إنما هو أسير ثقافة قد تعمي وتصم وتجعل الحق باطلاٍ والباطل حقاٍ.