حتى الآن تم إنجاز عملية المسح التربوي الشامل الذي نفذته وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2010- 2011م وقد انتهت الوزارة من عملية المسح الشامل بعد مرور اسبوعين من البرنامج الزمني المحدد لتنفيذه في جميع المدارس سواءٍ التي تشرف عليها الوزارة أو التي يشرف عليها التعليم الأهلي والخاص والتي تشمل المدارس الأساسية الأهلية والثانوية ورياض الأطفال ومحو الأمية وتحفيظ القرآن الكريم وغيرها في عموم محافظات الجمهورية ويفترض أن يمثل هذا المسح نقلة نوعية لتحديث قاعدة البيانات والمعلومات التي تبنى عليها الخطط والاستراتيجيات القادمة حسب تأكيدات المسؤولين في الوزارة.. فهل فعلاٍ سيكون هذا المسح بمثابة العدسة التي تشخص الواقع كما هو في ظل تدني مستوى التربية والتعليم في بلادنا ووجود مؤشرات خطيرة متمثلة في الهبوط الذي يلمسه الجميع في مستوى التحصيل العلمي لطلابنا في المدارس¿ وهل سيستطيع متخذو القرار أن يصنعوا التحول بواسطة هذه المؤشرات لتطوير التعليم في اليمن أم سيظل الوضع كما هو مأساوياٍ كالمسوحات السابقة ¿..
الأخ حمود ناجي مدير عام الإحصاء بوزارة التربية والتعليم سلط الضوء على أهم القضايا المرتبطة بعملية المسح حيث قال: المسح يمثل نقلة نوعية لتحديث قاعدة البيانات والمعلومات التي تبنى عليها الخطط والاستراتيجيات ومن ضمن أهداف المسح أنه يوفر مؤشرات لدعم القرار التربوي إلى جانب أنه يعمل نوعاٍ من أنواع التدريب على المستوى المركزي والمستوى المحلي ويتم هذا الجانب عن طريق الدورات التربوية حيث تم عقد ثلاث دورات تدريبية على المستوى المركزي للمشرفين ومساعديهم ودورة للمعاونين ورؤساء الفرق ودورة للباحثين وهناك دورتان أخريان على مستوى المديريات والمحافظات وفي كل محافظة – على حده نفذها الأخوة الشرقيون ومساعدو المشرفين..
وأضاف: المسح يستهدف تحقيق عملية الشمول للمدارس الأساسية والثانوية ورياض الأطفال ومحو الأمية وتحفيظ القرآن الكريم سواءٍ تلك التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم أو التي يشرف عليها التعليم الأهلي والخاص أو جهاز محو الأمية.
آلية علمية
وعن الآلية التي يتبعها المسح.. أوضح مدير عام الإحصاء بالقول: المسح يتبع آلية علمية واضحة تبدأ باللجان الإدارية المختلفة.. فهناك اللجنة العليا للإشراف ولجنة فنية ولجنة تنفيذية ولجان للتجهيز والإدخال المكتبي ولجنة العمل الميداني يتولاها المشرف ومساعد المشرف على مستوى المحافظات ثم المعاونون واينما تكون كثافة المدارس أكبر وفرنا ما يسمى برؤساء الفرق الذين يتبعون المعاونين وكلما كانت التضاريس الجغرافية صعبة وفرنا ما يسمى بالفرق الراجلة هؤلاء يتحركون ولديهم بدل مواصلات ويتحركون بالأقدام أما على مستوى المناطق والمدن التي تصلها السيارات وفرنا لكل معاون سيارة ولكل رئيس فريق أيضاٍ سيارة لنقل الباحثين من وإلى المدارس..
وطبعاٍ لا توجد مشاكل بالشكل الذي قد يتبادر إلى الأذهان وأعتقد أنه إذا وجدت بعض الاشكاليات هناك آليات إحصائية للمعالجة وهذه ان وجدت فهي نادرة ومع ذلك تغلبنا عليها.
مشاكل ومعوقات
لا شك أن هناك صعوبات في العمل الميداني أهمها يتمثل في أن نطاق البحث أحياناٍ يكون أكبر من الوقت المتسع هذا خاصة في المدن الرئيسية ولأن العد يتم من الشعبة الدراسية يستغرق الباحث في المدرسة أحياناٍ يوما أو يومين وقد يصل إلى اليوم الثالث خاصة في المدارس التي توجد بها كثافة طلابية وكثافة للقوى العاملة ومع ذلك الأمور حتى اللحظة تبشر بالخير وعن البرنامج الزمني يقول: لدينا برنامج زمني للباحثين يقوم على معدل محدود 14 يوماٍ تقريباٍ ونحن الآن دخلنا الأسبوع الثاني ومعدلات الانجاز تكاد تصل في المدن إالى حوالي 50% وإن شاء الله خلال الأسبوع الحالي نتمكن من استكمال النتائج المستهدفة للمسح أما بالنسبة لكيفية التغلب على المشاكل هناك المشرفون هم مسؤولون بشكل مباشر أمام اللجنة التنفيذية واللجنة الفنية وهم يتواصلون معنا أولاٍ بأول في حال وجود مشكلة ونحن نعمل على حل هذه المشكلات..
الاستفادة من الأخطاء
آخر مسح شامل كان في 2005-2006م لأن آلية المسح الشامل تختلف عن المسوحات الدورية والمسوحات الشاملة تتم كل خمس سنوات بهدف تصحيح الاختلالات للمسوحات الدورية والتي كان آخرها في عام 2007-2008م وعن الاستفادة من السلبيات السابقة أضاف قائلا: أمكن تلافي الكثير من الأخطاء للاستمارة الموجودة لديكم والدليل وبدون شك أن الشخص عندما يعمل في مكان ما يستفيد ويعمل على تطوير عمله والآليات التي يعمل فيها.. وما ساعدنا نحن في الإدارة العامة للاحصاء والتخطيط أعتقد أن ثبات العاملين فيها بشكل أفضل من أي إدارة أخرى لأنها إدارة فنية ومع ذلك كان هناك اختبار للمشرفين بشكل دقيق ولا نستطيع أن نقول عدم مرافقة أي عمل جوانب سلبية لكن الاشراف والنزول الميداني المكثف لأن كل يوم رؤساء الفرق والمعاونين كل يوم يعملون جنباٍ إلى جنب مع الباحثين في الميدان ..
تفرغ
وعن الاستفادة من هذا المسح بشكل أفضل لتطوير العملية التربوية في بلادنا خاصة أن هناك مؤشرات كثيرة وخطيرة تؤكد مسألة تدني التعليم في اليمن أوضح ناجي بالقول: المسح التربوي هو عدسة أو كاميرا تشخص الواقع كما هو وبالتالي متخذو القرار هم الذين يصنعون التحول بواسطة هذه المؤشرات وادعو الاخوة الباحثين والمعاونين ورؤساء الفرق وبشكل خاص الإدارة التعليمية والإدارة المدرسية إلى التعاون مع الباحثين وعدم تعطيلهم وتسهيل مهامهم لأن العرف الذي تعودوا عليه عن طريق جمع البيانات بواسطة الإدارة المدرسية لا بد من تفرغ الاخوة المربين ورواد الفصول لتسهيل مهام الباحثين خاصة أن جمع البيانات يتم من الشعبة الدراسية وعن الإجراءات المتبعة للحصول على معلومات دقيقة اختتم مدير عام الاحصاء التربوي حديثه موضحاٍ: أولاٍ تصميم أسئلة الاستبيان كل سؤال يعكس درجة الدقة في الآخر كون الأسئلة مترابطة وأي خطأ في اتلاف الشعب ممكن نستسقيه من نصيب المعلم من الحصص الدراسية ولترابط الأسئلة فإنها تخدم بعضها البعض إلى جانب أن التعليمات مشددة بالنسبة للمراجعة الميدانية هذا وارد إلى جانب أن الطرق الاحصائية تفيد بعضها البعض حتى البرامج الآلية التي وضعناها حالياٍ لا يمكن أن تقبل الخطأ إذا وجدت اختلالات على سبيل المثال معلم من المعلمين لدينا حصة دراسية ولا يوجد معلمون لا يمكن أن نأخذ بيانات الطلاب بدون حصص دراسية للمعلمين هذا لا يمكن أو وجود معلمين بدون طلاب هذا أيضاٍ يكشفه الجهاز مباشرة..
احصائيات
ويوضح التقرير العام لنتائج المسح التربوي العام للعام الدراسي 7002 – 8002م أن عدد المباني المدرسية الإجمالية بلغ «35941» مبنى وبنسبة 31% في الحضر و 78% في الريف منها «48141» مبنى قائماٍ وتشمل 19331 مبنى مصمماٍ كمدرسة 673 مسكناٍ مستقلاٍ و 714 عمارة وشقة أما عدد المباني المؤقتة فكان 813 والمباني المرتجلة 154 وقد بلغت نسبة المباني القائمة والمؤقتة في الجمهورية آنذاك 79% تمثل نسبة الحضر منها 31% والريف 78% وقد حازت المباني القائمة فقط على 59% وتمثل نسبة المصممة كمبنى مدرسي 49% وغير المصممة كمبنى مدرسي 6% في حين وجد أن المدارس التي ليس لها مبنى «المرتجلة» تمثل 3% تقريباٍ.
ويشير التقرير إلى أن المسح الدوري استهدف تحديد أوضاع المدارس البالغ عددها «18551» مدرسة منها 76151 مدرسة في الحضر 2491 و 52231 مدرسة في الريف وتمثل المدارس التي تشرف عليها الوزارة 79% من إجمالي المدارس العاملة التي تشرف عليها الوزارة أما المدارس العاملة وهي قيد التشييد وهي المدارس التي يمارس فيها النشاط التعليمي وهي قيد البناء فقد بلغ عددها 321 مدرسة بينما بلغ عدد المدارس المغلقة مؤقتاٍ والتي يتوقع استعادة نشاطها في وقت لاحق للمسح بعد زوال أسباب التوقف فقد بلغت 31 مدرسة منها 51% في الحضر وبلغ عدد المدارس المغلقة نهائياٍ والتي كانت تمارس عملها في سنوات سابقة للمسح ولا يتوقع استعادة نشاطها التعليمي لاحقاٍ 442 مدرسة منها 691 مدرسة في الريف وبنسبة 29% وتتبع وزارة التربية والتعليم.
فيما بلغ عدد المدارس التي كانت قيد التشييد ولا يمارس فيها أي نشاط تعليمي وتربوي 43 مدرسة وقد مثلت نسبة المدارس العاملة بما فيها العاملة وهي قيد التشييد 89% من إجمالي مدارس التعليم العام الأساسي الثانوي في الوقت الذي بلغ عدد المدارس الأساسية والثانوية المشتركة 09251 مدرسة منها 67% مدارس تعليم أساسي و 2% مدارس ثانوية و 22% مدارس مشتركة «أساسي – ثانوي» على مستوى الجمهورية أما على مستوى الحضر والريف فبلغت نسبة المدارس المشتركة 91 % و 18 % على التوالي أما المدارس التي توجد بها تجهيزات مدرسية صالحة فبلغت 44531 مدرسة منها ما نسبته 78% في الريف.
وأظهرت نتائج المسح وجود 193331 شعبة دراسية في التعليم الأساسي و 96751 شعبة في التعليم الثانوي في عموم الجمهورية وقد بلغ متوسط عدد الشعب لكل صف في المرحلة الأساسية «3.1» شعبة بينما بلغ في الحضر 2 والريف 2.1 شعبة على التوالي.
أما متوسط عدد الشعب لكل مدرسة في التعليم العام إجمالاٍ فبلغ حوالي 51 شعبة لكل مدرسة بينما وصلت في الحضر إلى 81 شعبة وفي الريف إلى 9 شعب.
وبلغ إجمالي عدد الطلاب في مدارس التعليم العام بالجمهورية حسب هذا المسح الدوري 7002 – 8002م 8850574 طالباٍ وطالبة تقريباٍ منهم 1869814 طالباٍ وطالبة في المرحلة الأساسية يتضمن 2760671 طالبة وبلغ عدد الطلاب في المرحلة الثانوية 709065 طلاب وطالبات عدد الاناث منها 140491 طالبة كما وجد أن متوسط عدد الطلاب لكل مدرسة أساسية مستقلة ومشتركة 082 طالباٍ وطالبة متوسط الحضر فيه 386 طالباٍ وطالبة وفي الريف 522 طالباٍ وطالبة كما وصل المتوسط على مستوى الصف في الجمهورية «04» وفي الحضر «98» وفي الريف 33 وفي كل شعبه 13 و 24 و82 طالباٍ وطالبة على مستوى إجمالي الجمهورية والحضر والريف على التوالي ووصل متوسط عدد الطلاب لكل مدرسة ثانوية «مستقلة ومشتركة» إلى 251 طالباٍ وطالبة بينما بلغ متوسط عدد الطلاب على مستوى الشعبة حضر وريف إلى 63 و 54 و 03 على التوالي في الجمهورية.
وبلغت نسبة الاناث في المرحلة الأساسية لإجمالي التلاميذ ذكوراٍ واناثاٍ 24% و 53% في المرحلة الثانوية وترتفع هذه النسب في الريف إلى 79% في المرحلة الأساسية و 34 % في الثانوية في حين وصلت نسبة الطلاب في الثانوية «ذ أ» 21% لإجمالي الطلاب في المرحلتين الأساسية والثانوية وتصل هذه النسبة إلى 64% في الحضر و 45% في الريف أما نسبة الطالبات في المرحلتين لإجمالي الجنسين فيهما فتمثل 14% أي أنها تمثل ما يقارب من ثلث الطلاب المستوعبين في كلتا المرحلتين على مستوى الجمهورية في حين تختلف هذه النسبة في كل من الحضر والريف لتصل في الحضر إلى 53% من إجمالي الطلاب ذ أ في الحضر.
وحسب التقرير ذاته فقد بلغ عدد العاملين في المدارس بكافة مهنهم 618522 عاملاٍ و 264191 مدرساٍ منهم 69% يعملون في المدارس الواقعة تحت إشراف الوزارة المباشر و 4% في المدارس الخاصة المحلية والأجنبية.
ووصلت تغطية المدارس بالمدراء في عموم الجمهورية إلى حوالي 77% تقريباٍ في حين تصل نسبة التغطية في الحضر إلى 61% ووصلت نسبة المدرسين المساهمين وغير المساهمين في جدول الحصص مقارنة بإجمالي القوى العاملة إلى حوالي 58% وتصل نسبة المدرسين المساهمين في جدول الحصص إلي حوالي 99% من إجمالي المدرسين في الجمهورية ويعمل 49% من المساهمين كقوة عاملة ثابتة ومستمرة بينما تمثل هذه الحالة بين المدرسين غير المساهمين في جدول الحصص إلى حوالي 18% وهناك ما نسبته 6% من المدرسين غير المساهمين منقطعون عن العمل وتصل هذه النسبة في الحضر إلى 73% وفي الريف إلى 36% وتمثل نسبة اليمنيين إلى غير اليمنيين «معارين – متعاقدين في الخارج» حوالي صفر% مقارنة بإجمالي المدرسين المساهمين كما وجد أن نسبة المدرسين المساهمين من الحاصلين على المؤهلات غير التربوية إلى حوالي 71% من إجمالي المدرسين المساهمين في الوقت الذي وصلت فيه نسبة المدرسين غير التربويين وغير المساهمين في جدول الحصص حوالي 33% بالنسبة لإجمالي المدرسين غير المساهمين..
مقارنة
وفي مقارنة للتعليم في اليمن بالدول الأخرى تشير التقارير الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن مؤشر تحقيق هدف التعليم للجميع في اليمن يقع في المرتبة 511 من 821 دولة حيث يصل معدل الالتحاق الصافي في المرحلة الأساسية إلى المرتبة 511 من 821 دولة ومعدل تعليم الكبار في المرتبة 211 من 821 دولة بينما يقع مؤشر التعليم للجميع الخاص بالنوع الاجتماعي في المرتبة 721 من 821 ونسبة البقاء أو الاستمرار حتى الصف الخامس في المرتبة 211 من 821 دولة..