في كل البلدان وجل الاديان وعبر مختلف الأزمان لعب رجال الدين دوراٍ بارزاٍ في تعزيز وتمتين جسور التصالح والتسامح بين الشعوب هكذا هم رجال الدين أو ما يجب أن يكونوا عليه دائماٍ وابداٍ.. وكلما أختلف شعب من الشعوب في أمر من أمور دينه أو دنياه عاد إلى رجال دينه ليشاورهم في أمره وإذا به يأتلف بعد اختلاف ويرنو للسكينة والاطمئنان بعد اضطراب وهيجان..
ولدور هؤلاء الرجال في تثبيت وتعميد مشاعل النور والتنوير في سويداء الوعي والوجدان الجمعي ووأد الأحقاد والأحزان والضغائن في جوف الأرض إرضاءٍ للرب والشعب والذمة ارتقت مكانتهم بين الشعوب إلى درجات التمجيد والتبجيل وحد التعظيم الجم.
لكن ماذا حين يغدو رجل الدين محفلاٍ من محافل التثوير الباعث على الفوضى والفرقة لا يأتي منه إلاِ كل ما يدعو لتناحر وتصادم وتآكل واندثار الشعوب.. والسؤال بصيغة أخرى: هل سبق وحدث ذلك¿!!
قد يكون حدث.. وقد لا يكون!! حقيقةٍ لا أدري فلست ذلك المتدين العتيق أو ذلكم الحصيف المطلع على تفاصيل سير ومسيرات رجال الدين في غير زمان ومكان! فضلاٍ عن أنني لا أدري أصلاٍ لماذا قفز هذا التساؤل الغريب العجيب إلى ناصية خواطري في هذا التوقيت بالذات!!¿ لكن ومن باب الاجتهاد ليس إلا فإذا سبق وحدث ذلك – واقول إذا – فأستبعد تماماٍ أن يكون من أحدث الحدث هو رجل دين وإن بدا كذلك أو ممن يتدارك ما يْحسب هيناٍ وهو عند الله عظيم بل هو أقرب ما يكون إلى قسيس في لبوس رجل دين وهبِ نفسه لخدمة تعاليم الغوغائية المميتة والأصولية المقيتة بما يتوافق ومصالحه الكهنوتية التي أسبغ عليها القداسة!!