سألت يوماٍ ناقداٍ كبيراٍ عْين للإشراف على إحدى المسابقات الثقافية التي كنت إحدى المشاركات فيها أي القصيدة أختار لإلقائها في مسابقة الغد¿ أهذه التي نظمتها على البحر الطويل¿!! أم تلك التي نثرتها نثراٍ¿!
ليس تخوفاٍ مني على مصير مجهول تتضارب عواقبه ومحامده ولا تغييبا لذاتُ قد رويتها من جْل مناهلها.. ولكنا كنا نخشى النقد الذي يكسر لا يجبر.. نقداٍ يهدم لا يبني.. يستعرض فيه الناقد براعته في استخراج الأخطاء.. ويبرز فاعليته وأهميته من خلال تصيد الهفوات ليجعل منها جسراٍ يصله إلى ما يسميه هو شهرة!! فأصبح الجميع يختار القصائد التي يعتقد في صميم نفسه أنها ستنال إعجابه أو رغبته لسماعُ عن هذا أو ذاك اللون..
فلم يعد يعنيهم ما الذي كانوا يريدون بل المهم ما الذي يريده هو¿!!
ما وددت قوله هو: عندما نقيم حظر الأفكار وحصرها وترميمها بشكل لا يتوافق إلا مع مصالح شخصية تضلل إرادات الشباب وتسحق مواهبهم وقدراتهم لأنهم ما رعوها حق رعايتها.
وإنما كان خيرها وحصادها يصب لصالح تجار الثورة الذين يزعمون بأنها الآن ثورة شبابية خالصة تطالب بحقوق وبعد ان كانت كذلك.. شمرت الأحزاب ألاعيبها ولوثوها بأطماعهم الحزبية التعصبية وزيفوا حقائقها وضللوا الشباب ثمة لجنة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب..
أيها الشباب ألم تكن لكم تطلعات ومطالب وأمنيات رسمتموها وظللتم تتوقون لتحقيقها..¿!! فلم لا تستغلون هذه اللحظة الثمينة للاستجابة لمطالبكم وتنفيذها كما تريدون تنفيذها أنتم لا كما تريد تلك الأحزاب الحاقدة والساعية وراء مطامعها ومكنونها الذاتي..
فهي تستغل طاقاتكم وقدراتكم كوقود لانطلاقها إلى مغانمها ومكاسبها.. ولنعد لماضيها.. ما الذي صنعته لهذا الوطن الذي تتباكى الآن عليه غير بث الفرقة والفتن والنزاعات والصراعات الحزبية والطائفية بين أبناء المجتمع الواحد.. والآن يتحدثون عن مصلحة الوطن..
نقول: لهم: إن مصلحة الوطن فوق الجميع..
وإذا كنتم حقاٍ تحبون وطنكم فلماذا هذا التخريب¿ ولماذا تحاولون تعطيل مسار البلاد وتنميتها وبث الرعب في أوساطها¿!!
نحن لا نختلف معكم بأن هناك فساداٍ لا بد أن يستأصل من جذوره وهناك فوضى وفوارق طبقية وهناك مِنú هْمú أسياد القانون ولكن الخطأ لا يْعالج بما هو أسوأ منه.. لنتكاتف كلنا يداٍ واحدة ولنطالب بالإصلاح الجذري في مختلف الميادين والمجالات ولنطالب بمحاسبة الفاسدين محاسبة عسيرة أمام الجميع وإعادة النظر في تشكيل حكومة ائتلافية وطنية جديدة تضم مختلف فئات الشعب وأطيافه وأحزابه.
أسماء حيدر البزاز
