الرقص.. على الألم
عوض بامدهف
> في ذات يوم لا ينسى من ذاكرة الأيام.. يوم أكفهرت السماء وعطلت كثافة الغيوم وهج الشمس من البوح بأسراره.. منحنا الدفء الحياة والدماء الحارة تؤكد لنا استمرارية تواصل إيقاعات الحياة بوتائر عالية وما أعذبها من لحظات البوح.. والدفء والجنان والإحساس بالابتهاج وامتلاك قدرات العطاء وبسخاء لا مثيل له.
في ذات يوم اكفهرت السماء واختفت للعيان زرقتها البهيجة التي تمنحها مقادير هائلة من الرضا القناعة والاستمتاع بالحياة حتى الثمالة.
في ذات يوم اكفهرت السماء.. وكأنها قد ضاقت ذرعاٍ بمن تظللهم.. لحظتها انهمرت الدموع.. تغسل كل شيء.. غير الذنوب والآثام ليختفي كل نور وهاج يضيء لنا معالم الطريق لنرحب مهللين بحلول الظلام الدامس ليمحو من حياتنا كل بريق وشعاع للأمل والتفاؤل..
لحظتها لم يتبق أمامنا سوى أن نمارس عادة غريبة علينا وعلى من حولنا وصرحت الأنغام الشاذة تجبرنا على ممارسة الرقص على الألم وعلى كل ما هو بهيج وصادح ومفرح.
عندها أدركنا المعنى الأساسي والبعد الحقيقي لذلك المثل الشهير (أن الطير يرقص مذبوحاٍ من الألم) ويا له من رقص كئيب يجسد الألم في أقسى صورة وأقبح أشكاله وأنماطه..
فمتى تشرق الشمس من جديد.. ونكف عن ممارسة هذا الرقص الكئيب¿.. أملنا في تحقيق ذلك لا حدود له.<
الرقص.. على الألم
التصنيفات: ثقافــة