عوض بامدهف
منذ البداية والفجر الأول لإطلالاتنا على الوجود ونحن نمضي بالفطرة البحثة على غير هدى ولا بوصلة تهدينا إلى بر الأمان وبها نحدد اتجاهات السير لنا.. كما أننا نمضي ولا هدف محدداٍ لنا نسعى لبلوغه وتحقيقه..
> نمضي..على الدرب.. ولا ندري.. هل نحن نمضي على الدرب¿ أم الدرب هو من يمضي بنا إلى حيث يشاء..
> وهكذا نعيش يومنا حتى أخر قطرة وأخر لحظة نتعايش معه بكل مشاعرنا وأحاسيسنا وبكل أدق أدق تفاصيله وبحلوه ومره وذلك لأن اليوم لنا وفي قبضة أسرنا.. فالماضي في ظهر الغيب..وكم يخيب الظن في كل قادم وآت وجديد.. مع العلم بأن ليس كل الظن إثما.. فحاضرنا ضباب ومستقبلنا سراب..!!
> أيامنا تتسرب بين أيادينا كما يتسرب الماء من بين فتحات اليد ويجري بنا العمر في سرعة ماراثونية.. وهذا هو دوران الأيام الأزلي..
> في لحظة قنوط ويأس.. نسعى وبأيادُ مرتعشة نسطر بمداد الأيام شديد السواد.. هذه الهوامش البائسة التي لا تغني ولا تشبع من جوع.. يراودنا الأمل في أن يصبح المجهول أكثر عطفاٍ ورحمة وحناناٍ مما نعلم!!
> نسطرها على حاشية المجهول في غفلة من الزمن وعبر لحظة صمت قد تطول أكثر مما ندرك ونستوعب.. ولعل هذه الهوامش تتمكن من إعطائنا قدراٍ ولو يسيراٍ من الصفاء والهدوء والأمان!!..