الآن اكتب الفصل الأخير من كتابك الأحمر..
الآن إشرب كأسك الأخيرة من دم أحمر..
الآن إجلس إلى الشرفة عازفاٍ قيثارة النار فيما تنظر إلى روما وهي تحترق حتى آخر رمق..
الآن يانايرون تحتفي بالليلة الأخيرة التي أردتها مصبوغة باللون الأحمر.
<<<
كتابك أحمر. دمهم أحمر. قيثارتك حمراء ليلهم أحمر فأين ذهب باقي الألوان¿!
هلا صِدقتِ يانايرون أن الأحمر سيد الألوان¿!
هلا خدعتúك نفسك الأمارة بالدم والحرائق¿!
هلا ظننتِ يوماٍ أن العالم كله مصاب بعمى الألوان وأن ثورك وحده يضع نظارات «برسول»¿!
يوم أضاع عمر المختار نظارته أضاع الطريق إلى ثكنة الثورة فقبض عليه جندي أيطالي لا يجيد قراءة الطوبوغرافيا ولا يفقه لغة التاريخ.. وقد أصيب بصدمة عصيبة عنيفة حين عرف أنه قبض على الأسد!!
<<<
الآن أكتب خطابك الأخير.. كتابك الأخير.. سرابك الأخير..
الآن تجِرع شرابك الأخير..
الآن قْمú يانايرون إلى المخبأ السري في بيت الشاطئ.. إحلق ذقنك المضحك وشاربك الأهبل واستحم بماء ورد الحقيقة.. وإلبس رداء الوداع.. واخرج من الباب الخلفي كالسنْور الشارد..
غادر قبل أن ينزل الستار بثوانُ قليلة.. ثم اذهب إلى كوخ الصنوبر فوق تِلة البازلت.. وأكتب وصيتك على صدر الفيس بوك.
<<<
جاء الجميع لتوديعك.. فامتشقú لحظة الكبرياء وإمسك زمام السلام.. «فإنú لم تكن لديك رأس – أيها الجنرال – فيكفي أن تكون لديك قبعة»!!
جاء الجميع.. وأنت لم تحضر بعد.. أو لعلك حضرت ولم يدرك أحد.. فغادروا جميعاٍ..
هل مدحوك إذú وصفوك بأعقل مجانين قومك¿!… أم أنهم يسخرون¿!
حسن عبدالوارث