اشتهرت هذه الـ«إرحل» بين شباب الفيس بوك و أصبح كل شاب يتمنى أن يصبح بطلا حتى ولو على أنقاض الوطن المهم أن يعيد بطولة وائل غنيم أو إسراء عبدالفتاح وحين تسأل هولاء الذين يحلمون بالبطولة: ماذا بعد إرحل هذه ما هي مطالبك يحل عليه سهم الله !! فهو لا يدري ما هي مطالبه خرج لأن غيره خرج وتمثل فيه قول الشاعر:
وما أنا إلا من غْزية فأن غوت غويتْ وأن ترشد غزية أرشد
من المجحف أن نضع كل الناس في سلة واحدة رئيسنا ليس علمانياٍ ولا يحكم البلاد حكماٍ بوليسياٍ ولم يكن يوما طرف الكماشة التي خنقت أطفال غزة كما أنه ليس جزر واعز ما عليه ان يْسفك دم أبو الأحرار الزبيري لجأ إلى مدارة الإمام يحي ثم ولي عهده أحمد لعل وعسى يسمع ويستجيب لمطالب الشعب بينما الرئيس يطالب كل من له مطلب أن يجتمع به على طاولة الحوار ليسمع منه ويناقشه حول ما طرحه لكن هناك من يعارض للمعارضة ذاتها هناك من يؤجج نار الفتنة المهم أن ينال هدفه حتى لو طحن الشعب نفسه وحتى لو انهارت اليمن على رؤوس أهلها وهناك من يحسب نفسه علينا يمنيا وهو قد باع البلاد ورحل بما قد سرقه ومع ذلك يتبجح عبر القنوات الفضائية ويقوم بدور الوصي على البلاد ومستقبلها وكلما استمعت إليه ظننته احد أصحاب الكهف مع الفارق أن أصحاب الكهف فروا بدينهم إلى الله وصاحبنا فر بما سرق من أموال الشعب إلى الشيطان تستنكر قوله دولة الجنوب العربي وقضايا الجنوب !! ومشاكل الجنوب !!
من السهل ان يحكم عليه الطفل بأنه معتوه لكن ماذا نسمي كل من اعترض على شيء فيلوذ برفع صورة هذا السارق وكأن اليمن قد خلت من النماذج المشرفة والوطنية !!
أني لا ازكي الرئيس فهو بشر يصيب ويخطئ وعلينا قبل أن نلقي بكل اللوم عليه للفساد الذي لا يستطيع أي إنسان ان ينكره لا تعليم ولا صحة ولا قضاء يتسم بالنزاهة علينا أن نسأل.. ماذا فعل كل فرد منا من أجل اليمن.. أنت يا بنت اليمن هل ربيت ابنك أن يحب بلاده وأن يحرص على مصلحتها وأنت أيها الموظف هل وقفت أمام مديرك لتوقفه عند حده وأنت تعرف انه يسرق ويستغل وظيفته وأنت أيها الأستاذ الجامعي هل حاولت أن تجتمع مع زملائك لتعترض على رئاسة الجامعة التي تأخذ أموال الطلاب باسم الموازي ولا يعلم سوى الشيطان أين تذهب تلك الأموال بينما أنت تجلس على كرسي متهالك من زمن الهبات الكويتية وأنت أيها الموظف النائم طوال الشهر ثم تأتي بعين قوية وتسأل لماذا خصم عليك ¿!
وأنت أيها المعلم يا من تلي الرْسل في المقام تدرس منهجاٍ وأنت تعرف أنه منهج عقيم لا يغني ولا يسمن من جوع ايها المعلم أنت من تصنع الغد بيديك.. فِسِلú نفسك بصدق هل أحسنت الصنع وهل راعيت الله في العشرات التي أتت إليك لتنهل من علمك !!
على كل واحد منا أن يسأل نفسه إلى أي حد تورط في أن تصل اليمن إلى هذا الوضع ما هي الأسباب التي جعلت من صعدة تربة خصبة للتطرف ¿! من السبب في جعل بلادنا مثل وكالة ليس لها بواب من المسئول عن أزمة الضمير التي تطلق المهربين بعد أن يدفعوا حق ابن هادي ونحن من علمنا أبناءنا الاستهتار بالممتلكات العامة علينا أن نعيد حساباتنا المشكلة ليست في شخص بعينه كلنا مسئولون أمام الله عن اليمن وعن وحدتها كلنا مسؤولون عن أي دم يراق بسبب فتنة ليست من مصلحة الشعب كلنا مسؤولون عن مصير أبنائنا.. لنتمهل قليلاٍ قبل أن نتورط وتزل أقدامنا إلى الهاوية..
