القاهرة »وكالة أنباء الشعر العربي«
ولاء عبـــدالله:
> ما هو تقييمكم للواقع الثقافي العربي بوجه عام والوقع الثقافي اليمني بوجه خاص¿
– المشهد الثقافي يعكس دوماٍ الحالة السائدة في أي بلد فالاختلاط والتمازج بين ما هو اقتصادي وماهو سياسي واجتماعي ينتج إبداعا وهذا الإبداع يمثل رافداٍ أساسياٍ في البحر المتعاظم المتكاثر كل يوم الذي يشكل الثقافة بشكل عام هذا استناداٍ لتعريفنا للثقافة فهي تفاعل الإنسان مع بيئته وفق مرئياته والقواعد التي تعلمها والتي هو ملتزم بها أو ملزم بها من خارج كينونة نفسه في هذا الإطار الإنساني فالإنسان يبدع فهو يبدع حين يفرح حين يطمح حين يبكي حين يندم حين ينجح حين ينتقص منه فكل هذا الإبداع يشكل ثقافة تفاعل الناس مع هذا الإبداع يشكل نقدا إيجابياٍ أو سلبياٍ وهو يصب أيضاٍ في إثراء نهر الإبداع وهذا الإبداع سواء كان ماضويا أو حاضراٍ أو يتهيأ للفعل المستقبلي يشكل أيضاٍ روافد أساسية ففي نهر الثقافة هذا المشهد الثقافي العربي اليوم فيه انكسارات لأن الوضع العربي فيه انكسارات وفيه جروح لأن الوضع العربي في جروح وفيه نجاحات وتألق لأن الوضع العربي أيضاٍ لا يخلو من بعض نجاحات وتألق ولكن مما يلفت النظر أن يعمل مجموعة من المثقفين إلى انشاء وكالة لأنباء الشعر فهذا مظهر مبهر في المشهد الثقافي العربي الممتلئ بالجروح يشكل بلسماٍ يحاول أن يداري بعض الجروح أو أن يغطيها أو أن يداويها في بعض الأحيان فالشعر كان ولا يزال وسيبقى روح أمتنا وكل عربي لا بد أن يكون شاعراٍ حتى لو لم يكن يكتب الشعر فالعربي ذواقة للشعر يتذوقه وإن لم يكتبه فالعربي دوماٍ إما قائل أو ذائق للشعر وما غير ذلك فهو ليس عربيا فالشعر في القديم احتل مكانة كبيرة عندنا وكان لدى القبيلة يقوم بمقام الإعلامي اليوم وهو المتقدم في الصف الأول محرضاٍ حينما تكون جلائل الأمور ومشاكلها أو مهدئاٍ حينما يحتاج إلى المسائل في الصلح فهو الرائد في الصلح أو المحرض في الحرب وحينما تهدأ الأمور هو المثير لنوازع الغزل والمتحدث عن أماكن العاطفة فهذا الشاعر يشكل لنا في المشهد الثقافي العربي الآن رائدا ويبقى دوره لم يختف ولن يختفي بفعل الآليات الجديدة في نشر الثقافة.
أما المشهد الثقافي في اليمن فهو اختصار للمشهد الثقافي العربي إلا أنه على مصغر فلليمن مشاكله وطموحه وجروحه واليمن يشكو كما تشكو الأقطار العربية من آلام محددة منها الفقر وهي شكوى عامة في الوطن العربي والجهل وهو أمر نشكوه كلنا والمرض وهو إرث نحاول أن نتحرر منه بمفهومه العام يبدأ نفسياٍ وجسدياٍ ثم تتوسع دائرته لتشمل كل شيء في الحياة وإن اشد ما يؤلم المواطن العربي ذاك الجرح الغائر في صدورنا النازف في فلسطين وطعنة أخرى في العراق واستعدادات ومناجزات واستفزازات من أطراف متعددة تناقضت مصالحهم مع مصالحنا لذلك هم يستعدون للهجوم علينا كأستعداد الجراثيم للهجوم على الجسد المنهك المتعب الذي خفت مناعته ولم يعد لديه جدار يستند عليه إلا استدعاء مناعاته من الماضي وقدرتها أن تحميه من هجمات الحاضر.
> ما هو تقييمكم للمؤسسات الثقافية القائمة حاليا¿ وما مدى مسؤوليتها إزاء الواقع الثقافي العربي¿
– الواقع المؤسساتي على قسمين حكومية وغير حكومية الحكومية منها تؤدي عملها بروتينية هي لا تصنع ثقافة هي تسهل للثقافة أطرها والياتها الذي يصنع الثقافة المثقفون غير أن الصورة المثلى للمثقف عندنا لا بد أن يكون له اهتمام بقضايا أمته ولا يكون منقطعاٍ عنها الكتاب مثقف صامت المثقف كتاب لا يتحرك يتفاعل مع الأمة ويتحرك المؤسسات الخاصة ربحية أو غير ربحية فالأولى تلك التي تقوم على تجارة الثقافة كالتي تقدم على إصدار الكتب وبيعها وهذا نشر للثقافة وأن كان يهدف الربح لكن بعضهم وأزعم أن دور النشر بعضهم ينشر ويربح والبعض الآخر يربح قليلاٍ لو أنه انشغل ببضاعة أخرى لكان الربح أفضل وكونه يضحي من أجل الثقافة العربية فهذا يحمد له لأنه ينفع الأمة بنشر الثقافة وهناك مؤسسات أخرى لا تبحث عن الربح وهي قليلة.
> الحوار بين الحضارات من واقع الثقافة هي تراه أقوى وأوقع من غيرها من صور الحوارات¿
– في جزئية الحوار بين الأديان الأصل في تعريف الحوار هو الوصول إلى شيء مشترك وبالتالي هناك تبادل تنازلات للوصول إلى مشترك وهو مقبول في الحوار الثقافي لكنه غير مقبول في الدين لذا فالقول في الحوار بين الأديان فيه بعض من الاعتساف لأنه يتصور لأي متدين أن يتنازل عن جزئية من دينه لكن يْتصور من أي مثقف أن يتنازل عن بعض من ثقافته ليستوعب ثقافة الآخرين لذا بين الأديان نقول: غايتنا أن نقول إن هناك حوار بين المتدينين وأن يعترف كل طرف بدين الآخر أما في الثقافة فغايتنا الوصول إلى المشترك الإنساني وإلى اعتراف بعضنا ببعض والتبادل الثقافي وهنا التمازج فالحضارة في الأصل قائمة على التراكم والتدين ليس كذلك لذا هناك فرق كبير بين الحوار الديني والحوار الحضاري.