(1) المـِلاك
تراءى لهْ
أن فوق الكنيسة
تحت الصليب الذي لاح كالطير في »باب توما«
طفلة زنرتú خصرها بالحزام الملوكي
طارت وصارت حصاناٍ بقرني غزال
فسبــــحانِ مــــنِ كانِ أســــــــرى بها
من أقاصي الحجاز إلى الشام حتى
أعالي أريحا
وحطمها فجأة في الجبال
(2) طريق القوافل
تراءى لهْ
أن ينام عميقاٍ
ويْصغي لأقدام من سافروا في الرمال
ويسترق السمع للريح
تْلقى على الشيخ أسرارها..
ما الذي كان يجري على هذة الأرض
من ألف عامُ مضت¿
وماذا تقول القوافل محمولة
من أعالي الفرات
إلى سهل أنطاكيا في الشمال¿
وماذا لو أنِ العظام
التي انتظرت نفخة الصْور
ملت
وقامت ملوحة في الطريق الطويل بأعلامها¿
وماذا لو أنِ الذي نام لم ينتبه
إلى أنه لم يزل نائماٍ
ولم تنتقل قدم في الظلال¿
(3) اسم العذاب
تراءى لهْ
أنِ ما يجعل الطير عبئاٍ ثقيلاٍ على الأرض
أعناقها في السماء
وأقدامْها في التراب
تراءى له
أن يعيد السحاب
إلى أمه في البحار
وأن يجعل البحر
أدنى إلى نكهة الملح والماء
منه إلى جملة في الكتاب
تراءى له
ولو مرة
أن يعيد إلى كل شيء على هذه الأرض
ما كان من أصله
وأن لا يْسمى العذاب
محمد علي شمس الدين