وثانيها تحقيق الأمن المعيشي والغذائي المتكافئ والكامل لكل الناس حتى يحس ويشعر الجميع أن الجمهورية والوحدة والديمقراطية جاءت كلها لخير وصالح المواطن ونعيمه أي أن تسعى السلطة وتعمل بصدق عبر كل أجهزتها على تحقيق الاستقرار والرفاهية المعيشية سواء من خلال رفع رواتب كافة موظفي الدولة وتحسين الدخول عامة والعمل على توفير المساكن الرخيصة التي تتيح لذوي الدخل المحدود الحصول عليها بيسر سواء بالتملك أو الإيجار وأيضا تحسين الخدمات العامة وتوفيرها بالتكلفة الرمزية المعقولة التي لا تقصم ظهر المواطنين ودخولهم المحدودة ..
وحتى لا يجد المعارضون وأعداء البلاد مجالا لبث سمومهم في أوساط عامة الناس ضد النظام الجمهوري وضد وحدة البلاد والعباد يحتم ذلك على السلطة والدولة عامة أن تشعر كل المواطنين أن الجمهورية والوحدة وكل مكتسباتها جاءت مع الرخاء ومع ارتفاع الدخول والرواتب للعامة ولذوي الدخل المهدود بالذات وأن الدخول والرواتب صارت تتوافق وتتواءم مع أسعار السوق بحيث لا يضطر المواطن إلى الاقتراض أو مد اليد للسؤال أو الاستجداء لمواجهة متطلباته لأن واقع الحال يحكي أن كل شيء مرتفع أسعاره وكل شيء غال جدا حتى تلك السلع التي أصبحت تستخرج من باطن الأرض اليمنية كالغاز والبترول ومشتقاته أو التي صارت تصنع داخل البلاد تتصاعد أسعارها بشكل جنوني وغير معقول بينما الدخول المحدودة محلك سر وإذا حصل فيها زيادة فهي لا تغطي نسبة 10٪ من حجم الأسعار المتصاعدة ..
وكمثال على ذلك نجد ( دبة الغاز ) المنزلي التي لا تعبأ إلا بنصف استيعابها الطبيعي صار ثمن تعبئتها يزيد غالبا وليس أحيانا على ( 1500) ألف وخمس مئة ريال بعد أن كان سعرها قبل سنوات قليلة لا يزيد عن ( 200) مئتين ريال هذا في الوقت الذي يصدر فيه الغاز اليمني إلى الخارج بأبخس الأسعار وأقلها حتى صار المواطن في ( كوريا ) أو في غيرها من الدول التي تستورد منا مادة الغاز يحصل على الغاز المنزلي اليمني بأقل القليل مما نشتريه نحن اليمانيين وهكذا حال غيرها من السلع اليمنية المنشأ نعاني أيضا من ارتفاع أسعارها المتزايد..
أما مادة البترول فحدث ولا حرج عن ارتفاع أسعارهاإذú لا تمضي أشهر وليس أعواما إلا والسعر في تزايد منقطع النظير حتى وصل سعر الدبة عبوة ( 20) لترا لا يقل عن (1500) ألف وخمس مئة ريال وهذا الارتفاع يعكس نفسه على كل الأسعار للسلع الأخرى وبالذات أسعار النقل في المركبات العامة الذي وصل سعر المشوار الواحد إلى ( 30) ريالا / مما سبب وأضاف عبئاٍ جديداٍ على كاهل المواطن وهكذا تزداد وتتضاعف الأعباء وتتفاقم على عامة الناس ومتى ¿ في ظل الوحدة والحرية والديمقراطية التي يريد البعض من المسئولين الفاسدين والمفسدين والمتنفذين والتجار الجشعين أن ينفروا الناس من الوحدة ومن كل مكاسبها الطيبة التي كانت وستظل أغلى الأحلام وأجملها ..
ولا يخلو الأمر من بعض ذوي النفوس الضعيفة الجاهلة التي لا تستطيع التمييز ولا تستطيع صبرا فتكون نقطة ضعف في المجتمع وأرضاٍ خصبة للحاقدين وأعداء الوطن فيدخلون ويتسللون إلى عقول ونفوس هؤلاء ويخاطبون غرائزهم ورغباتهم واحتياجاتهم الضرورية ويضخمون الأخطاء ويكبرون الاختلالات فينجرف هؤلاء وراء الباطل بحجة الاحتياج والحاجة كما يحدث للذين ينحرفون وينخرطون في صفوف القاعدة والحوثيين وأصحاب الحراك ..
ولذلك أتمنى وغيري كثيرون على السلطة وفي المقدمة الرئيس الصالح أن يعملوا على تحصين المواطنين حماية للوحدة من أولئك الذين يصطادون دائما في الماء العكر والمتحفزين لأي خطأ أو غلطة أو تقصير أو اختلال ليعملوا على اهتبال ذلك واستغلاله في أغراضهم الدنيئة فلربما يولد ذلك على المدى البعيد لدى العامة قناعة بسوء الوحدة وعدم صلاحيتها وعدم أهمية مكاسبها ولا أقول هذا مبالغة وتضخيما كما يفعل البعض ولكن من باب النصح والحرص على الوحدة والخوف عليها من الذين لا يرجون إلا فشلها وانتهائها فالأعداء لا يأتون ولا ينطلقون إلا من خلال نقاط الضعف والأخطاء المتوقعة في كل مشروع أوإنجاز سامُ وشريف وليس أسمى ولا أشرف من تحقيق الوحدة وعودة اللحمة اليمانية الكاملة التي كان الفضل الأكبر فيها للرجال الوطنيين الشرفاء وللرئيس الصالح ..
وهي أمنية نرفعها لمن يهمهم أمر الوطن ومكاسبه وإنجازاته أن تعالج الاختلالات والعمل على الموازنة الصحيحة بين الأسعار سواء أسعار السوق أو أسعار الخدمات التي تملكها الدولة والضرورية لعامة الناس من ماء وكهرباء وتلفون وبترول وغاز وغيره فلا يصح أبدا أن تكون الدولة المعول عليها تحقيق الأمن والأمان والاستقرار المعيشي والنفسي للمواطنين هي من تزيد الأعباء عليهم خصوصا وأن أسعار كل الخدمات التي تملكها الدولة كانت أرخص بكثير مما هو حاصل الآن رغم أنها في السابق أغلبها كانت تستورد من الخارج كالغاز والبترول ومشتقاته ولا ندري ما هو السر في غلاء أسعار السلع عندما تصير محلية المنشأ ¿.
فهل نأمل الرحمة ¿ وهل يحق لنا أن نحلم بانفراج الأزمة حرصا على مصلحة العامة ومنفعتهم¿ وحرصا على استمرارية الوحدة ومكاسبها التي يصر الحاقدون والفاسدون والمرجفون على تحميلها وزر الواقع السيئ المعاش ووزر شدة المعاناة التي يعيشها المواطنون جراء ارتفاعات الأسعار في السوق وفي أسعار خدمات الدولة والمنتجات المحلية الوطنية ويظل الأمل معقودا بالأخ الرئيس الصالح أن يحقق ثورة إصلاحية جديدة لصالح العامة من الشعب واطمئنانهم ولصالح الوحدة وحماية مكاسبها ..
الأمانة في رواية الأحداث التاريخية !!
أن يتكلم ويتحدث الرئيس الصالح جزاه الله خيرا فيوضح للشعب كيفية عودة الوحدة والملابسات التي سبقتها ورافقتها فهو بذلك يزيح غشاوة عن العيون ويضع النقاط على الحروف في أكثر من مناسبة ولكن ذلك لا يكفي ولا بد أن يتحدث الآخرون من الذين كان لهم دور أو علم بمعطيات وإرهاصات الوحدة وبكل الأحداث والوقائع التي حصلت في البلاد وبالذات من كانوا في مواقع صنع القرار وعاشوا وعايشوا الأحداث سواء عند قيام الثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر أو عقب حصول الاستقلال أو عند عودة الوحدة اليمنية المباركة أو بعدها..
فذلك يجعل الأمور أكثر وضوحا ويفيد في الكتابة الصحيحة للتاريخ الحديث في بلادنا بحيث لا يتاح لأحد أن ينفرد في صياغة الأحداث حسب هواه تضخيما لذاته فيجعل من نفسه ( بارم ذيله ) كما يقول المثل أو (لولا هو لما كان لا شمس ولا قمر ) فتضيع الحقائق التاريخية ويحرف التاريخ لصالح أدعياء لم يكن لهم لا ناقة ولا جمل فيمثل ذلك خسارة فادحة يتم بها تزيف التاريخ وحقائقه..
almujahed_mohammed@yahoo.com