ناصر البحري.. الحارس الشخصي لأسامة بن لادن والملقب بأبي جندل يعمل الآن كعضو استشاري في عدة مراكز تدريب بالعاصمة صنعاء للتحاور مع الشباب القادمين من تنظيم »القاعدة« ونْصح الشباب الذين يفكرون بالانضمام لهذا التنظيم.
في حديثه لـ»الوحدة« يروي تفاصيل البدايات الأولى لانضمامه للقاعدة وحياته في جبال أفغانستان وعلى جبهات القتال.. وكيف تم اختياره ليكون الحارس الشخصي لأسامة بن لادن. وهو لا يستثني من ذلك ايضاح حقيقة هذا التنظيم وموقفه منه وكيف تم تكفيره وإهدار دمه من قبل التنظيم الذي كان قيادياٍ فيه ذات يوم.. كما تطرق إلى الكثير من الأسرار والخفايا في ثنايا السطور التالية:
في حديثه لـ»الوحدة« يروي تفاصيل البدايات الأولى لانضمامه للقاعدة وحياته في جبال أفغانستان وعلى جبهات القتال.. وكيف تم اختياره ليكون الحارس الشخصي لأسامة بن لادن. وهو لا يستثني من ذلك ايضاح حقيقة هذا التنظيم وموقفه منه وكيف تم تكفيره وإهدار دمه من قبل التنظيم الذي كان قيادياٍ فيه ذات يوم.. كما تطرق إلى الكثير من الأسرار والخفايا في ثنايا السطور التالية:
حاوره: بدور الديلمي وتقوى القاضي
> في البداية نرجو إعطاءنا فكرة شاملة عن شخصيتكم البداية النشأة والدراسة وكل ما يتعلق بها¿
>> اسمي الكامل ناصر أحمد ناصر عبد الله البحري من أهالي محافظة شبوة اليمنية مغترب في السعودية من مواليد مدينة جدة السعودية سنة 1972 تربيت وترعرعت ونشأت في المملكة العربية السعودية من أب وأم يمنيين الوالدة ربة بيت والوالد ميكانيكي يعمل في ورشة للهندسة الميكانيكية وهو رجل عادي جدا درست المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدارس السعودية عشت مع أهلي في الأراضي السعودية وتربيت مع أبناء تلك البلاد احتضننا علماؤها ومشايخها ودعاتها عشت أغلب حياتي في المملكة العربية السعودية وخرجت من السعودية وعمري 21 سنة ومنذ ذلك الوقت وأنا خارج الأراضي السعودية ولكن حياتي الأولى كانت أغلبها في السعودية حتى أن الكثير ممن يستمع إلى حديثي يظن أنني سعودي من خلال اللهجة.
> وماذا عن حالتكم الاجتماعية¿
>> حالتي الاجتماعية حاليا متزوج وأب لخمسة أطفال مقيم في العاصمة اليمنية صنعاء تزوجت بداية العام 1999 وقصة زواجي كانت غريبة حتى أنه لم تكن لدي نية للزواج ولكن قدر الله وما شاء فعل. خرجت من أفغانستان حينذاك ورجعت إلى اليمن وكانت النية أن أذهب إلى الشيشان لكن الشيخ أسامة بن لادن دبر لي مع بعض الشباب وقال لا بد أن يتزوج هذا الرجل فأرسل لي بعض الأخوة وقال زوجوه فقررت الزواج من اليمن رغم أن نيتي كانت الذهاب إلى الشيشان فكانت قصة زواجي أنني بدأت البحث عن فتاة تفهمني وتقدر حالتي ووضعي الجهادي وخصوصا أنني كنت حينذاك لا أرى أن أترك الجهاد على الإطلاق حيث كان تفكيري أن آخذ زوجتي وأولادي وأعيش في ساحة الجهاد مثلي مثل الشيخ أسامة بن لادن وغيره من المجاهدين حيث كنت أتساءل: ما هو الفرق بيننا وبينهم¿ ولذا كنت أبحث عن فتاة مناسبة فطفت أغلب اليمن تقريبا من أقصاه إلى أدناه بحثا عن هذه الفتاة فقدر الله لي أن أتزوج من زوجتي الحالية من مدينة صنعاء.
> هل سافرت معك إلى أفغانستان¿
>> نعم سافرت بها إلى أفغانستان بعد شهر ونصف من الزواج حيث حملتú وأنجبتú في مدينة قندهار طفلي الأول واسمه حبيب وخرجنا من أفغانستان وعمره أربعة أشهر.
> هل كانت تعيش معك في الجبهات أم في بيوت خاصة أم في المدينة مع الأفغان¿
>> كانت تعيش معي في مجمع خاص بأسر المجاهدين في مطار قندهار أما بالنسبة لأسر المجاهدين الذين يعيشون في مدينة كابول فكانوا يستأجرون بيوتا صغيرة مثلهم مثل بقية الأفغان حتى أن المجاهدين العرب القندهاريين والكابوليين كانوا يشاركون الأفغان في مناسباتهم العديدة في أعراسهم وأحزانهم وكان الأفغان يزوروننا ونزورهم ونعيد عليهم ويعيدون علينا ونقضي شهر رمضان مع بعض وكذا قضينا فترات الأفراح والأتراح حيث عشنا حياة اجتماعية طبيعية ولكن في مجتمع غريب عنا من ناحية اللغة والبيئة وطرق العيش.
> أنتم كشباب متدينين بماذا تأثرتم جهادياٍ وما هو تأثير العائدين من ساحات الجهاد في أفغانستان عليكم¿!
>> لا أخفيكم أن الكثير من الشباب المتدين السعودي كان يقضي العشر الأواخر من رمضان في أفغانستان بل كان بعضهم يقضي إجازة نهاية الأسبوع في أفغانستان في ظل الجسر الجوي المفتوح والرحلات المتواصلة بين السعودية ومدينة بيشاور الباكستانية التي لا تصلها من الخارج سوى طائرات الخطوط السعودية وكانت الأمور مسهلة لهم إلى هذا الحد وكان الشباب يغبطون الذين يذهبون إلى أفغانستان ويتأثرون كثيرا بهم أذكر أن أحد زملائنا ذهب إلى أفغانستان وقضى فيها أسبوعين من رمضان وعندما عاد استقبلناه استقبال الفاتحين وأثر فينا تأثيرا بالغاٍ وعندما ننظر إلى البدلة الأفغانية التي كان المجاهدون العائدون يلبسونها ويتجولون بها في شوارع جدة أو شوارع مكة والمدينة كنا نشعر وكأننا نعيش مع جيل الصحابة الفاتحين وبالتالي كنا نتخذهم قدوة ومرجعية لنا وأصبح الشباب يندفعون باتجاه الجهاد وباتجاه حيازة السلاح.
> كيف كانت حياة بن لادن الشخصية في السودان وكيف كان يعيش فيها هل بشكل طبيعي أم كانت لديه أنشطة خاصة¿!
>> حسب علمي بوضعه هناك أنه كان يعيش حياة طبيعية جدا ولكنه كان يتواصل مع الآخرين وكان يتابع الأحداث بعمق سواء الأحداث المحلية أو الإقليمية أو الدولية ويقرأ تأثيراتها على العالم الإسلامي وعرفت أنه كان يتابع الحرب اليمنية في صيف 1994م عن كثب وكان على اطلاع دائم بها وأنه حاول إرسال عناصر من »القاعدة« للمشاركة في تلك الحرب إلى جانب القوات الحكومية الشرعية غير أن الشباب أنفسهم لم يتمكنوا من الاشتراك في تلك الحرب باسم التنظيم بحكم سرعة انفجارها وسرعة إخمادها ومع ذلك شارك في تلك الحرب العديد من عناصر »القاعدة« الذين كانوا في أفغانستان أمثال طارق الفضلي وجمال النهدي اللذين كانت تربطهما بأسامة بن لادن علاقة وطيدة.
> متى إذن تم اختيارك لتكون الحارس الشخصي لأسامة بن لادن¿
>> قبل أن يتم اختياري لحراسة الشيخ أسامة بدأت المساهمة مع الأخ المدرب »أبو عطا« في عمليات التدريب وحينها جاءت دورة تدريب على تكتيك حرب العصابات وبالذات حرب الجبال وفي تلك الفترة جاءتنا رسالة استنفار وقالت نحن بحاجة إلى 16 أخاٍ عربياٍ على الأقل من غير المتزوجين نريد أن يأتونا في أسرع وقت إلى قندهار لأنه حصل نوع من حالة الطوارئ في قندهار وكانت المشكلة أن معظم حراس الشيخ أسامة كانوا متزوجين وكان حملهم ثقيلا ولذا كانت الحاجة ماسة إلى عزاب للحلول مكانهم فقال لي الأخ أبو عطا: ما رأيك يا أبا جندل بالذهاب إلى قندهار¿ فقلت له أنا جندي وحيثما توجهونني فأنا جاهز لذلك فقال توكل على الله اذهب إلى قندهار وحرك معك المجموعة الأولى وكانت عبارة عن 16 أخا أغلبهم يمنيون كانوا هم النواة الأولى للحرس الخاص للشيخ أسامة وكنت أنا الأمير عليهم وعندما وصلنا إلى قندهار أصبحنا تحت قيادة أخ مصري كنيته أبو خالد المصري وكنت أنا حارسا شخصيا عاديا للشيخ أسامة ضمن مجموع الحراسة ولست بأمير أو قائد للحرس وبعد خدمتي هذه بخمسة أو ستة أشهر تقريبا وصل الأخ أبو عطا وقال نحن بحاجة لعودة الأخ أبو جندل إلى معسكر (جهاد وال) لتدريب الشباب هناك. فقال لي الشيخ أسامة إذنú ارجع مع الأخ أبو عطا مرة أخرى للتدريب في المعسكر.
> ماذا كان يكره وماذا كان يحب¿
>> باختصار شديد كان يكره النفاق والكذب والتملق إليه وكان لا يقبل أن يأتي إليه أي أحد للإشادة به أو لإطرائه وكان يحب في الشباب الصراحة والصدق في العمل وفي الطرح ومواجهة القضايا
> هل يمكننا القول ان ناصر البحري الآن طبع حياته بشكل كامل وأصبح يعيش حياة طبيعية في المجتمع اليمني¿
>> علاقتي بالمجتمع علاقة طبيعية جدا بل على العكس هناك نوع من الاحترام والود قائم بيني وبين الكثير من الشباب الذين يتجاوز عددهم المئات لكني لم أستطع أن أطبع حياتي بشكل كامل بسبب إجراءات الأجهزة الأمنية كمسألة التحضير الشهري لدى جهاز الأمن السياسي ومسألة الرقابة في الحي الذي أسكن فيه ومسألة عدم الخروج من مدينة صنعاء إلا بإذن مسبق من الأجهزة الأمنية والتجول داخل المناطق اليمنية صعب فكل هذه الإجراءات وتشعرني بعدم إمكانية التطبيع الكامل لحياتي على الرغم من أن المجتمع يقبلني وأنا أقبله.
> تردِد مؤخراٍ أنكم تسعون إلى نصح الشباب اليمني بعدم الانخراط في تنظيم »القاعدة«.. ما مدى واقعية ذلك مع قناعاتكم الجهادية¿
>> مسألة نصحي الشباب اليمني بعدم الالتحاق بتنظيم »القاعدة« لها أسباب كثيرة جدا بالنسبة لي وقد بدأت التحرك حول هذه المسألة بقوة بعد مسألة الهجوم الأخير على السفارة الأمريكية بصنعاء وأنا أصلاٍ أسكن بجانب السفارة الأمريكية وكنت وقت حدوث الانفجار مستيقظا حيث سمعت الانفجار الأول ورأيت الانفجار الثاني بأم عيني وأيقنت أن ذلك الحادث يكشف أن تلك العملية بلا بعد استراتيجي ارتكبها شباب مغرر بهم شباب مندفع وشعرت حينها أن هناك خطرا كبيرا جدا وأن الكلام الذي كان يربينا عليه الشيخ أسامة بن لادن لا وجود له على أرض الواقع فهناك نربي الشباب على أن ينهضوا بالأمة وما هو ملموس الآن في اليمن عكس ذلك تماماٍ بل هناك أخطاء قاتلة ولذا أنا أمارس آلية إقناع أو محاولة إثناء الشباب عن الانخراط في تنظيم القاعدة وأصرح به الآن مع أني لم أكن أصرح به قبل سنة وحتى الآن استطعت إبعاد أكثر من 80 شاباٍ عن الإرهاب.
> على أي أساس كان انضمامكم لتنظيم »القاعدة«¿
>> كانت »القاعدة« في يوم من الأيام أفضل تنظيم بإمكانياتها وكفاءاتها وقدراتها في مواجهة الغطرسة الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي فضلاٍ عن شعبية الشيخ أسامة بن لادن وشخصيته الكاريزمية وكان انضمامي للقاعدة لأنه كان لدي حلم بالانضمام إلى تنظيم منظم وجماعة منظمة وإلى فريق عمل جماعي ولذا انضممت للقاعدة من أجل تحقيق هذا الحلم والشيخ أسامة رفع راية القاعدة والتف حوله الناس وهناك أناس عارضوه وهناك أناس أيدوه وأناس التحقوا به ثم انسحبوا فأساس عملنا في البدايات الأولى كان الجهاد ضد الولايات المتحدة في العالم الإسلامي وكانت القاعدة من أفضل التنظيمات من حيث الإمكانيات والقدرات وكان لديها عناصر في معظم أنحاء العالم الإسلامي ولذا انضممت إلى القاعدة على هذا الأساس.
> الآن – وبعد اختفاء بن لادن عن قيادة التنظيم – هل اهتزت ثقتكم بتنظيم القاعدة¿
>> لا أخفيكم أن هناك أخطاء وقع فيها التنظيم ومبدأ التناصح قائم وكان الشيخ أسامة يقبل النصيحة وكنا نتخاطب معه لكن الآن بْعد الفجوة المكانية والزمانية بيننا وبين الشيخ أسامة وآلية الصراع في أفغانستان تجعلنا في احترام وتقدير للشيخ أسامة بشخصه ولكن هناك عناصر أخرى فقدت مهارة القيادة وبناء العلاقة مع أفرادها مثل الأخ ناصر الوحيشي أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب نشر بيانا عني في الانترنت يكفرني فعلى أي أساس يكفرني ويخرجني من الملة على الرغم من أننا كنا في أفغانستان ننام في خندق واحد وكنا نحرس بن لادن مع بعض وفجأة في يوم وليلة بسبب ما قيل له يقوم بتكفيري ويستبيح دمي ولدينا خلل آخر وهو خطير.
> ما هو هذا الخلل الخطير وما هي ملاحظاتكم على تنظيم القاعدة في الوقت الحالي¿
>> ملاحظتي الأولى حول التنظيم في الوقت الحالي عدم الانضباط بالاستراتيجية الرئيسية الأم لتنظيم القاعدة وهي مسألة التركيز على اليهود والصليبيين فمثلا في سنة 2005 و2006 وجهت بعض العمليات الهجومية ضد المنشآت الحكومية في مأرب وأيمن الظواهري كان أكثر تشددا من أسامة بن لادن ولكنه كان يقول أتركوا الجوانب الحكومية لا تقتربوا من المنشآت الحكومية ركزوا على الأمريكان والصليبيين ولكن ما نراه اليوم هو خروج عن المنهجية العامة لتنظيم القاعدة ومسألة التجنيد وعدم وجود قدرة على التخاطب مع الآخر والحوار مع الآخر أيضا هذه تؤخذ عليهم لكن بن لادن كان في يوم من الأيام ينزل ويخاطب الإعلام العالمي ويحاضر الآخرين وكان يخاطب حتى العدو ممثلا بأمريكا نفسها وهذا يعكس قدرة إدارية رائعة جدا ولكن معظم عناصر القاعدة الحالية لا تمتلك الخبرة القيادية الجيدة في مسألة احتواء كل عناصر العمل التنظيمي. صحيح قد يكون لديها خبرة في استخدام السلاح أو خبرة في تهييج الرأي العام أما التكامل فيفتقدونه في كل هذه الأمور. والمشكلة الآن أن هناك شبابا يكفر الجيل الأول من القاعدة ولا يرى بالسمع والطاعة لهم ولا يرى بالانقياد لهم ولا يرى حتى أنهم مسلمون فهذه الأخطاء كلها تكشف عن انحراف حقيقي في تنظيم القاعدة. وبهذه المناسبة أرفع خطابا إلى الشيخ أسامة بن لادن وأقول له: يا شيخ إتق الله.. فالأخوة في العراق أرسلوا للشيخ أسامة رسالة بعد أن احتدمت الدماء إلى الرْكب وقالوا للشيخ أسامة اتق الله فأرسل لهم رسالة يوضح المسألة وأنا أقول يا أبو عبد الله أنقذ الموقف في اليمن وأنقذ الناس فالحاصل فيهم مأساوي فالمسألة في اليمن ليست مسألة قتال ولكنها مسألة تحور أفكار القاعدة فمثلا مجاهد وكان في يوم من الأيام يحمل السلاح ويقاتل يْقتل من الخلف من قبل من يدعي الجهاد إذن المعركة مع من¿ هل أخوضها ضد الأمريكان أم ضد المجاهدين إخواني¿ ولذا أرى أن الشيخ أسامة في الأول والأخير يتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل ولا بد أن يتدخل ويوضح المسألة الحقيقية بصريح العبارة لأن هذه انحرافات خطيرة وأنا أحذر منها.
> يقال ان لكم جهوداٍ شخصية لإعادة تأهيل الشباب المتطرف¿
>> طبعا أنا الآن عضو استشاري في مركز تدريب بصنعاء وأمارس آلية شخصية في التحاور مع الشباب الذين يأتون إلي ويتحدثون عن القاعدة ويفكرون بالانضمام إليها أنصحهم من باب الأمانة بعدم الانضمام للقاعدة وأحاول توجيههم نحو اتجاهات أخرى قد يكون له فيها تأثير أقوى من مجرد تفجير نفسه في كتل إسمنتية أو على حائط إسمنتي ولدي وجهة نظر بأن مشروعنا لا بد أن يكون مشروعا حضاريا ويقود مشروعا حضاريا وليس فقط مسألة قتال وتفجير صراع عسكري وانتهينا لأنه حتى ينجح الصراع الحضاري بحاجة إلى جهود سياسية وإلى جهود اقتصادية وعلمية وثقافية وغيرها وهذه كلها مغيبة والجيل الجديد من شباب القاعدة لا يعرف شيئا عن استراتيجية القاعدة ويجهل الكثير عنها.
> عندما تنصحون الشباب بعدم الانضمام للقاعدة هل يعني ذلك أنكم تؤكدون على انحرافها في اليمن عن مسارها الحقيقي وفقدانها بوصلة الاتجاه¿
>> نعم تنظيم القاعدة في اليمن انحرف عن المسار الحقيقي للقاعدة واختلطت الأوراق عليه وانضمام عناصر عجيبة وجديدة إليه لا نعرفها ولا نعرف أين تأهلت وكيف مارست هذا العمل وعندما تقرأ خطاباتهم ومواقعهم وصحافتهم ومنشوراتهم تصل إلى قناعة بأن البوصلة لديهم تاهت وانحرفت عن المسار الحقيقي لها.
> هل تعتقد أن »القاعدة« يمكنها أن تمتلك أسلحة نووية على ضوء ما أثير مؤخراٍ حيال ذلك¿
>> كان الشيخ أسامة يسعى ويحلم أن يمتلك سلاحا نووياٍ وأنا متأكد أنه لو حصل على سلاح نووي لن يتردد في استخدامه لكن هناك نقطة مهمة جدا في هذه المسألة وهي أن القاعدة لديها قدرة على تطوير أسلحتها والمقصود هنا ليس السلاح النووي أو غيره ولكن القصد أن يكون عنده قدرة على إنتاج سلاح ذي أثر فعال والآلية المستخدمة ضد ضباط المخابرات الأمريكية في أفغانستان والآلية التي استخدمت لمحاولة تفجير الطائرة الأمريكية المتجهة إلى ديترويت وهذا دليل على أن القاعدة عندها قدرة على تطوير حقيقي لأسلحتها المستخدمة والمقصود منها حجم ومردود أثر العمليات التي تقوم بها وليس بالضرورة امتلاكه لأسلحة نووية من عدمه.
> هل تعتقد أنها تحاول تطوير آليات تنفيذ عملياتها¿
>> من خلال العمليات التي رأيناها والآليات التي استخدمت فيها والطرق الجديدة التي اتبعت وأساليب التجنيد يثبت هذا الشيء أن الجماعة داخلون للساحة بآليات وأساليب جديدة وهذا يكشف أن هناك تطورا حقيقيا في عمل القاعدة فبعد ما يقارب عشر سنوات من تنفيذ عمليات نيروبي ودار السلام وأحداث 11 سبتمبر تكرر نفس العمليات بنفس الآليات مرة أخرى وهذه تكشف عن عجز الخصم الذي لا يستطيع أن يوقفهم وذلك إثبات مادي على أن تنظيم القاعدة لديه قدرة على تطوير نفسه.
> هل أنتم نادمون على تاريخكم الجهادي مع تنظيم القاعدة في أفغانستان أم فخورون بذلك¿
>> والله أنا من الناس الذين يفتخرون أنني كنت في يوم من الأيام عضوا في تنظيم القاعدة وكنت أحرس رجلا عظيماٍ في نظري مثل الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله وبارك الله في عمره ولا أستحي من هذا التاريخ ومن يحب ناصر البحري فناصر البحري حي والذي يحب أبو جندل فأبو جندل قد توفي الله يرحمه وانتهى موضوعه.
> الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعد بإغلاق معتقل غوانتنامو لكنه لم يِف بوعده وأْرجعت الأسباب إلى كثرة المعتقلين اليمنيين في غوانتنامو. إلى أي مدى تعتقدون بواقعية تلك المبررات¿
>> لا أخفيكم بأنني منذ حملة الدعاية الانتخابية الأمريكية عرفت بأن باراك أوباما يدغدغ مشاعر المسلمين لا أقل ولا أكثر لأنه في الأول والأخير نحن نعرف وضع اللوبيات الضخمة داخل الكونغرس الأمريكي وليس له أي سيطرة على الأمور وهو أدرى الناس بوضعه ويعرف أنه شخصية لا تمتلك قرارها داخل الإدارة الأمريكية أوباما يتعرض لضغوط داخلية ويمثل سياسة الآخرين وأجندة الآخرين أما مسألة معتقل غوانتنامو فهي في الأول والأخير خطأ. وقد وجهت نصيحة للحكومة الأمريكية أكثر من مرة بعدم ممارسة آلية الاعتقال في غوانتنامو لأنها تزيد من عداء المسلمين لها فمثلاٍ إذا كان هناك نحو 90 معتقلا يمنيا في غوانتنامو فلتعلم أن هناك ما يقارب 90 ألف يمني غاضبون على الحكومة الأمريكية لأن كل شاب يمني في غوانتنامو له أسرة وله أخوة وله أقارب وله أصدقاء وله محبون والكل سيفتخر أن هذا الشاب كان في غوانتنامو وأنه بطل لأن هؤلاء في نظر اليمنيين أبطال لأنهم ليس لهم أي علاقة بأي شيء اعتقلوا من أجله فلماذا تفتح واشنطن على نفسها جبهات هي في غنى عنها ولا أعتقد أن المعتقلين اليمنيين خطرون لأنه لا يوجد أخطر من أصحاب المنطلق العقائدي وهم المعتقلون السعوديون الذين تم الإفراج عنهم بالكامل من غوانتنامو فهؤلاء هم أصحاب فكرة الجهاد وهم السباقون في المشاركة بجبهات الجهاد في أكثر من بلد فكيف تم الإفراج عن المعتقلين السعوديين ولم يتم الإفراج عن المعتقلين اليمنيين. وعلى الرغم من أن عملية النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب استخدمت ذريعة للحيلولة دون إغلاق معتقل غوانتنامو لكنها ليست مبرراٍ كافياٍ لذلك ولو كان أوباما صاحب مبدأ وقرار لما أخلف بوعوده ولما أثرت فيه مثل هذه الأعمال البسيطة.
> يلاحظ أن شبكة الانترنت خدمت عناصر تنظيم القاعدة من خلال إيصال رسائلهم عبرها لكنها شوهت أفكارهم وحرفتها عن مسار القاعدة ما رأيكم في ذلك¿
>> من أكبر الوسائل التي أسهمت في تشتيت جهود القاعدة في صراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالأصح مع الغرب الصليبي واليهودي استخدامهم للانترنت وخصوصا مع وجود مسميات لأشخاص غير معروفين وأسماء وهمية وأفكار متشددة وهناك مواقع جهادية متشددة حتى الآن لا نعرف من يتحكم فيها ومن يديرها وعليها علامات استفهام كثيرة ودوائر حمراء من الجيل الأول من شباب القاعدة ويتساءل لماذا لم تغلق هذه المواقع حتى الآن برغم أن لها سنوات وبثها للفكر الجهادي أو الفكر الإرهابي المتطرف كما يقولون فأنا في الآونة الأخيرة أصبحت أسمي شبكة الانترنت »بشيخ الإسلام العلامة الجهبذ« لأنها أصبحت مصدر الكثير من الفتاوى الشرعية وكأن الانترنت أصبحت مصدر إلهام أو دار إفتاء ولا نعرف من هي الشخصيات القائمة عليها.
> ولكن يْقال ان الانترنت سهلت عملية التواصل بين عناصر القاعدة واختصرت المسافات بينهم كما استخدمت كذلك للإيقاع بهم في أيدي الأجهزة الأمنية. ما تقييمكم لذلك¿
>> نعم الكثير من شباب القاعدة اعتقلوا عن طريق الانترنت فشبكة الانترنت سلاح ذو حدين استفادت منه القاعدة وأيضا أضرِ بسمعة القاعدة من جهة أخرى الاستفادة منها كانت من خلال استخدامها كوسيلة اتصال واستخدام بعض المواقع وآلية التواصل بين خلايا القاعدة في أنحاء العالم لكن أيضا أساءت لسمعة القاعدة بسبب تجنيد الكثير من الشباب من خلال هذه الشبكة لا تعلم أي جهة جندتهم وإلى أين جندتهم وأين اختفى هؤلاء الشباب!.
>> اسمي الكامل ناصر أحمد ناصر عبد الله البحري من أهالي محافظة شبوة اليمنية مغترب في السعودية من مواليد مدينة جدة السعودية سنة 1972 تربيت وترعرعت ونشأت في المملكة العربية السعودية من أب وأم يمنيين الوالدة ربة بيت والوالد ميكانيكي يعمل في ورشة للهندسة الميكانيكية وهو رجل عادي جدا درست المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدارس السعودية عشت مع أهلي في الأراضي السعودية وتربيت مع أبناء تلك البلاد احتضننا علماؤها ومشايخها ودعاتها عشت أغلب حياتي في المملكة العربية السعودية وخرجت من السعودية وعمري 21 سنة ومنذ ذلك الوقت وأنا خارج الأراضي السعودية ولكن حياتي الأولى كانت أغلبها في السعودية حتى أن الكثير ممن يستمع إلى حديثي يظن أنني سعودي من خلال اللهجة.
> وماذا عن حالتكم الاجتماعية¿
>> حالتي الاجتماعية حاليا متزوج وأب لخمسة أطفال مقيم في العاصمة اليمنية صنعاء تزوجت بداية العام 1999 وقصة زواجي كانت غريبة حتى أنه لم تكن لدي نية للزواج ولكن قدر الله وما شاء فعل. خرجت من أفغانستان حينذاك ورجعت إلى اليمن وكانت النية أن أذهب إلى الشيشان لكن الشيخ أسامة بن لادن دبر لي مع بعض الشباب وقال لا بد أن يتزوج هذا الرجل فأرسل لي بعض الأخوة وقال زوجوه فقررت الزواج من اليمن رغم أن نيتي كانت الذهاب إلى الشيشان فكانت قصة زواجي أنني بدأت البحث عن فتاة تفهمني وتقدر حالتي ووضعي الجهادي وخصوصا أنني كنت حينذاك لا أرى أن أترك الجهاد على الإطلاق حيث كان تفكيري أن آخذ زوجتي وأولادي وأعيش في ساحة الجهاد مثلي مثل الشيخ أسامة بن لادن وغيره من المجاهدين حيث كنت أتساءل: ما هو الفرق بيننا وبينهم¿ ولذا كنت أبحث عن فتاة مناسبة فطفت أغلب اليمن تقريبا من أقصاه إلى أدناه بحثا عن هذه الفتاة فقدر الله لي أن أتزوج من زوجتي الحالية من مدينة صنعاء.
> هل سافرت معك إلى أفغانستان¿
>> نعم سافرت بها إلى أفغانستان بعد شهر ونصف من الزواج حيث حملتú وأنجبتú في مدينة قندهار طفلي الأول واسمه حبيب وخرجنا من أفغانستان وعمره أربعة أشهر.
> هل كانت تعيش معك في الجبهات أم في بيوت خاصة أم في المدينة مع الأفغان¿
>> كانت تعيش معي في مجمع خاص بأسر المجاهدين في مطار قندهار أما بالنسبة لأسر المجاهدين الذين يعيشون في مدينة كابول فكانوا يستأجرون بيوتا صغيرة مثلهم مثل بقية الأفغان حتى أن المجاهدين العرب القندهاريين والكابوليين كانوا يشاركون الأفغان في مناسباتهم العديدة في أعراسهم وأحزانهم وكان الأفغان يزوروننا ونزورهم ونعيد عليهم ويعيدون علينا ونقضي شهر رمضان مع بعض وكذا قضينا فترات الأفراح والأتراح حيث عشنا حياة اجتماعية طبيعية ولكن في مجتمع غريب عنا من ناحية اللغة والبيئة وطرق العيش.
> أنتم كشباب متدينين بماذا تأثرتم جهادياٍ وما هو تأثير العائدين من ساحات الجهاد في أفغانستان عليكم¿!
>> لا أخفيكم أن الكثير من الشباب المتدين السعودي كان يقضي العشر الأواخر من رمضان في أفغانستان بل كان بعضهم يقضي إجازة نهاية الأسبوع في أفغانستان في ظل الجسر الجوي المفتوح والرحلات المتواصلة بين السعودية ومدينة بيشاور الباكستانية التي لا تصلها من الخارج سوى طائرات الخطوط السعودية وكانت الأمور مسهلة لهم إلى هذا الحد وكان الشباب يغبطون الذين يذهبون إلى أفغانستان ويتأثرون كثيرا بهم أذكر أن أحد زملائنا ذهب إلى أفغانستان وقضى فيها أسبوعين من رمضان وعندما عاد استقبلناه استقبال الفاتحين وأثر فينا تأثيرا بالغاٍ وعندما ننظر إلى البدلة الأفغانية التي كان المجاهدون العائدون يلبسونها ويتجولون بها في شوارع جدة أو شوارع مكة والمدينة كنا نشعر وكأننا نعيش مع جيل الصحابة الفاتحين وبالتالي كنا نتخذهم قدوة ومرجعية لنا وأصبح الشباب يندفعون باتجاه الجهاد وباتجاه حيازة السلاح.
> كيف كانت حياة بن لادن الشخصية في السودان وكيف كان يعيش فيها هل بشكل طبيعي أم كانت لديه أنشطة خاصة¿!
>> حسب علمي بوضعه هناك أنه كان يعيش حياة طبيعية جدا ولكنه كان يتواصل مع الآخرين وكان يتابع الأحداث بعمق سواء الأحداث المحلية أو الإقليمية أو الدولية ويقرأ تأثيراتها على العالم الإسلامي وعرفت أنه كان يتابع الحرب اليمنية في صيف 1994م عن كثب وكان على اطلاع دائم بها وأنه حاول إرسال عناصر من »القاعدة« للمشاركة في تلك الحرب إلى جانب القوات الحكومية الشرعية غير أن الشباب أنفسهم لم يتمكنوا من الاشتراك في تلك الحرب باسم التنظيم بحكم سرعة انفجارها وسرعة إخمادها ومع ذلك شارك في تلك الحرب العديد من عناصر »القاعدة« الذين كانوا في أفغانستان أمثال طارق الفضلي وجمال النهدي اللذين كانت تربطهما بأسامة بن لادن علاقة وطيدة.
> متى إذن تم اختيارك لتكون الحارس الشخصي لأسامة بن لادن¿
>> قبل أن يتم اختياري لحراسة الشيخ أسامة بدأت المساهمة مع الأخ المدرب »أبو عطا« في عمليات التدريب وحينها جاءت دورة تدريب على تكتيك حرب العصابات وبالذات حرب الجبال وفي تلك الفترة جاءتنا رسالة استنفار وقالت نحن بحاجة إلى 16 أخاٍ عربياٍ على الأقل من غير المتزوجين نريد أن يأتونا في أسرع وقت إلى قندهار لأنه حصل نوع من حالة الطوارئ في قندهار وكانت المشكلة أن معظم حراس الشيخ أسامة كانوا متزوجين وكان حملهم ثقيلا ولذا كانت الحاجة ماسة إلى عزاب للحلول مكانهم فقال لي الأخ أبو عطا: ما رأيك يا أبا جندل بالذهاب إلى قندهار¿ فقلت له أنا جندي وحيثما توجهونني فأنا جاهز لذلك فقال توكل على الله اذهب إلى قندهار وحرك معك المجموعة الأولى وكانت عبارة عن 16 أخا أغلبهم يمنيون كانوا هم النواة الأولى للحرس الخاص للشيخ أسامة وكنت أنا الأمير عليهم وعندما وصلنا إلى قندهار أصبحنا تحت قيادة أخ مصري كنيته أبو خالد المصري وكنت أنا حارسا شخصيا عاديا للشيخ أسامة ضمن مجموع الحراسة ولست بأمير أو قائد للحرس وبعد خدمتي هذه بخمسة أو ستة أشهر تقريبا وصل الأخ أبو عطا وقال نحن بحاجة لعودة الأخ أبو جندل إلى معسكر (جهاد وال) لتدريب الشباب هناك. فقال لي الشيخ أسامة إذنú ارجع مع الأخ أبو عطا مرة أخرى للتدريب في المعسكر.
> ماذا كان يكره وماذا كان يحب¿
>> باختصار شديد كان يكره النفاق والكذب والتملق إليه وكان لا يقبل أن يأتي إليه أي أحد للإشادة به أو لإطرائه وكان يحب في الشباب الصراحة والصدق في العمل وفي الطرح ومواجهة القضايا
> هل يمكننا القول ان ناصر البحري الآن طبع حياته بشكل كامل وأصبح يعيش حياة طبيعية في المجتمع اليمني¿
>> علاقتي بالمجتمع علاقة طبيعية جدا بل على العكس هناك نوع من الاحترام والود قائم بيني وبين الكثير من الشباب الذين يتجاوز عددهم المئات لكني لم أستطع أن أطبع حياتي بشكل كامل بسبب إجراءات الأجهزة الأمنية كمسألة التحضير الشهري لدى جهاز الأمن السياسي ومسألة الرقابة في الحي الذي أسكن فيه ومسألة عدم الخروج من مدينة صنعاء إلا بإذن مسبق من الأجهزة الأمنية والتجول داخل المناطق اليمنية صعب فكل هذه الإجراءات وتشعرني بعدم إمكانية التطبيع الكامل لحياتي على الرغم من أن المجتمع يقبلني وأنا أقبله.
> تردِد مؤخراٍ أنكم تسعون إلى نصح الشباب اليمني بعدم الانخراط في تنظيم »القاعدة«.. ما مدى واقعية ذلك مع قناعاتكم الجهادية¿
>> مسألة نصحي الشباب اليمني بعدم الالتحاق بتنظيم »القاعدة« لها أسباب كثيرة جدا بالنسبة لي وقد بدأت التحرك حول هذه المسألة بقوة بعد مسألة الهجوم الأخير على السفارة الأمريكية بصنعاء وأنا أصلاٍ أسكن بجانب السفارة الأمريكية وكنت وقت حدوث الانفجار مستيقظا حيث سمعت الانفجار الأول ورأيت الانفجار الثاني بأم عيني وأيقنت أن ذلك الحادث يكشف أن تلك العملية بلا بعد استراتيجي ارتكبها شباب مغرر بهم شباب مندفع وشعرت حينها أن هناك خطرا كبيرا جدا وأن الكلام الذي كان يربينا عليه الشيخ أسامة بن لادن لا وجود له على أرض الواقع فهناك نربي الشباب على أن ينهضوا بالأمة وما هو ملموس الآن في اليمن عكس ذلك تماماٍ بل هناك أخطاء قاتلة ولذا أنا أمارس آلية إقناع أو محاولة إثناء الشباب عن الانخراط في تنظيم القاعدة وأصرح به الآن مع أني لم أكن أصرح به قبل سنة وحتى الآن استطعت إبعاد أكثر من 80 شاباٍ عن الإرهاب.
> على أي أساس كان انضمامكم لتنظيم »القاعدة«¿
>> كانت »القاعدة« في يوم من الأيام أفضل تنظيم بإمكانياتها وكفاءاتها وقدراتها في مواجهة الغطرسة الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي فضلاٍ عن شعبية الشيخ أسامة بن لادن وشخصيته الكاريزمية وكان انضمامي للقاعدة لأنه كان لدي حلم بالانضمام إلى تنظيم منظم وجماعة منظمة وإلى فريق عمل جماعي ولذا انضممت للقاعدة من أجل تحقيق هذا الحلم والشيخ أسامة رفع راية القاعدة والتف حوله الناس وهناك أناس عارضوه وهناك أناس أيدوه وأناس التحقوا به ثم انسحبوا فأساس عملنا في البدايات الأولى كان الجهاد ضد الولايات المتحدة في العالم الإسلامي وكانت القاعدة من أفضل التنظيمات من حيث الإمكانيات والقدرات وكان لديها عناصر في معظم أنحاء العالم الإسلامي ولذا انضممت إلى القاعدة على هذا الأساس.
> الآن – وبعد اختفاء بن لادن عن قيادة التنظيم – هل اهتزت ثقتكم بتنظيم القاعدة¿
>> لا أخفيكم أن هناك أخطاء وقع فيها التنظيم ومبدأ التناصح قائم وكان الشيخ أسامة يقبل النصيحة وكنا نتخاطب معه لكن الآن بْعد الفجوة المكانية والزمانية بيننا وبين الشيخ أسامة وآلية الصراع في أفغانستان تجعلنا في احترام وتقدير للشيخ أسامة بشخصه ولكن هناك عناصر أخرى فقدت مهارة القيادة وبناء العلاقة مع أفرادها مثل الأخ ناصر الوحيشي أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب نشر بيانا عني في الانترنت يكفرني فعلى أي أساس يكفرني ويخرجني من الملة على الرغم من أننا كنا في أفغانستان ننام في خندق واحد وكنا نحرس بن لادن مع بعض وفجأة في يوم وليلة بسبب ما قيل له يقوم بتكفيري ويستبيح دمي ولدينا خلل آخر وهو خطير.
> ما هو هذا الخلل الخطير وما هي ملاحظاتكم على تنظيم القاعدة في الوقت الحالي¿
>> ملاحظتي الأولى حول التنظيم في الوقت الحالي عدم الانضباط بالاستراتيجية الرئيسية الأم لتنظيم القاعدة وهي مسألة التركيز على اليهود والصليبيين فمثلا في سنة 2005 و2006 وجهت بعض العمليات الهجومية ضد المنشآت الحكومية في مأرب وأيمن الظواهري كان أكثر تشددا من أسامة بن لادن ولكنه كان يقول أتركوا الجوانب الحكومية لا تقتربوا من المنشآت الحكومية ركزوا على الأمريكان والصليبيين ولكن ما نراه اليوم هو خروج عن المنهجية العامة لتنظيم القاعدة ومسألة التجنيد وعدم وجود قدرة على التخاطب مع الآخر والحوار مع الآخر أيضا هذه تؤخذ عليهم لكن بن لادن كان في يوم من الأيام ينزل ويخاطب الإعلام العالمي ويحاضر الآخرين وكان يخاطب حتى العدو ممثلا بأمريكا نفسها وهذا يعكس قدرة إدارية رائعة جدا ولكن معظم عناصر القاعدة الحالية لا تمتلك الخبرة القيادية الجيدة في مسألة احتواء كل عناصر العمل التنظيمي. صحيح قد يكون لديها خبرة في استخدام السلاح أو خبرة في تهييج الرأي العام أما التكامل فيفتقدونه في كل هذه الأمور. والمشكلة الآن أن هناك شبابا يكفر الجيل الأول من القاعدة ولا يرى بالسمع والطاعة لهم ولا يرى بالانقياد لهم ولا يرى حتى أنهم مسلمون فهذه الأخطاء كلها تكشف عن انحراف حقيقي في تنظيم القاعدة. وبهذه المناسبة أرفع خطابا إلى الشيخ أسامة بن لادن وأقول له: يا شيخ إتق الله.. فالأخوة في العراق أرسلوا للشيخ أسامة رسالة بعد أن احتدمت الدماء إلى الرْكب وقالوا للشيخ أسامة اتق الله فأرسل لهم رسالة يوضح المسألة وأنا أقول يا أبو عبد الله أنقذ الموقف في اليمن وأنقذ الناس فالحاصل فيهم مأساوي فالمسألة في اليمن ليست مسألة قتال ولكنها مسألة تحور أفكار القاعدة فمثلا مجاهد وكان في يوم من الأيام يحمل السلاح ويقاتل يْقتل من الخلف من قبل من يدعي الجهاد إذن المعركة مع من¿ هل أخوضها ضد الأمريكان أم ضد المجاهدين إخواني¿ ولذا أرى أن الشيخ أسامة في الأول والأخير يتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل ولا بد أن يتدخل ويوضح المسألة الحقيقية بصريح العبارة لأن هذه انحرافات خطيرة وأنا أحذر منها.
> يقال ان لكم جهوداٍ شخصية لإعادة تأهيل الشباب المتطرف¿
>> طبعا أنا الآن عضو استشاري في مركز تدريب بصنعاء وأمارس آلية شخصية في التحاور مع الشباب الذين يأتون إلي ويتحدثون عن القاعدة ويفكرون بالانضمام إليها أنصحهم من باب الأمانة بعدم الانضمام للقاعدة وأحاول توجيههم نحو اتجاهات أخرى قد يكون له فيها تأثير أقوى من مجرد تفجير نفسه في كتل إسمنتية أو على حائط إسمنتي ولدي وجهة نظر بأن مشروعنا لا بد أن يكون مشروعا حضاريا ويقود مشروعا حضاريا وليس فقط مسألة قتال وتفجير صراع عسكري وانتهينا لأنه حتى ينجح الصراع الحضاري بحاجة إلى جهود سياسية وإلى جهود اقتصادية وعلمية وثقافية وغيرها وهذه كلها مغيبة والجيل الجديد من شباب القاعدة لا يعرف شيئا عن استراتيجية القاعدة ويجهل الكثير عنها.
> عندما تنصحون الشباب بعدم الانضمام للقاعدة هل يعني ذلك أنكم تؤكدون على انحرافها في اليمن عن مسارها الحقيقي وفقدانها بوصلة الاتجاه¿
>> نعم تنظيم القاعدة في اليمن انحرف عن المسار الحقيقي للقاعدة واختلطت الأوراق عليه وانضمام عناصر عجيبة وجديدة إليه لا نعرفها ولا نعرف أين تأهلت وكيف مارست هذا العمل وعندما تقرأ خطاباتهم ومواقعهم وصحافتهم ومنشوراتهم تصل إلى قناعة بأن البوصلة لديهم تاهت وانحرفت عن المسار الحقيقي لها.
> هل تعتقد أن »القاعدة« يمكنها أن تمتلك أسلحة نووية على ضوء ما أثير مؤخراٍ حيال ذلك¿
>> كان الشيخ أسامة يسعى ويحلم أن يمتلك سلاحا نووياٍ وأنا متأكد أنه لو حصل على سلاح نووي لن يتردد في استخدامه لكن هناك نقطة مهمة جدا في هذه المسألة وهي أن القاعدة لديها قدرة على تطوير أسلحتها والمقصود هنا ليس السلاح النووي أو غيره ولكن القصد أن يكون عنده قدرة على إنتاج سلاح ذي أثر فعال والآلية المستخدمة ضد ضباط المخابرات الأمريكية في أفغانستان والآلية التي استخدمت لمحاولة تفجير الطائرة الأمريكية المتجهة إلى ديترويت وهذا دليل على أن القاعدة عندها قدرة على تطوير حقيقي لأسلحتها المستخدمة والمقصود منها حجم ومردود أثر العمليات التي تقوم بها وليس بالضرورة امتلاكه لأسلحة نووية من عدمه.
> هل تعتقد أنها تحاول تطوير آليات تنفيذ عملياتها¿
>> من خلال العمليات التي رأيناها والآليات التي استخدمت فيها والطرق الجديدة التي اتبعت وأساليب التجنيد يثبت هذا الشيء أن الجماعة داخلون للساحة بآليات وأساليب جديدة وهذا يكشف أن هناك تطورا حقيقيا في عمل القاعدة فبعد ما يقارب عشر سنوات من تنفيذ عمليات نيروبي ودار السلام وأحداث 11 سبتمبر تكرر نفس العمليات بنفس الآليات مرة أخرى وهذه تكشف عن عجز الخصم الذي لا يستطيع أن يوقفهم وذلك إثبات مادي على أن تنظيم القاعدة لديه قدرة على تطوير نفسه.
> هل أنتم نادمون على تاريخكم الجهادي مع تنظيم القاعدة في أفغانستان أم فخورون بذلك¿
>> والله أنا من الناس الذين يفتخرون أنني كنت في يوم من الأيام عضوا في تنظيم القاعدة وكنت أحرس رجلا عظيماٍ في نظري مثل الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله وبارك الله في عمره ولا أستحي من هذا التاريخ ومن يحب ناصر البحري فناصر البحري حي والذي يحب أبو جندل فأبو جندل قد توفي الله يرحمه وانتهى موضوعه.
> الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعد بإغلاق معتقل غوانتنامو لكنه لم يِف بوعده وأْرجعت الأسباب إلى كثرة المعتقلين اليمنيين في غوانتنامو. إلى أي مدى تعتقدون بواقعية تلك المبررات¿
>> لا أخفيكم بأنني منذ حملة الدعاية الانتخابية الأمريكية عرفت بأن باراك أوباما يدغدغ مشاعر المسلمين لا أقل ولا أكثر لأنه في الأول والأخير نحن نعرف وضع اللوبيات الضخمة داخل الكونغرس الأمريكي وليس له أي سيطرة على الأمور وهو أدرى الناس بوضعه ويعرف أنه شخصية لا تمتلك قرارها داخل الإدارة الأمريكية أوباما يتعرض لضغوط داخلية ويمثل سياسة الآخرين وأجندة الآخرين أما مسألة معتقل غوانتنامو فهي في الأول والأخير خطأ. وقد وجهت نصيحة للحكومة الأمريكية أكثر من مرة بعدم ممارسة آلية الاعتقال في غوانتنامو لأنها تزيد من عداء المسلمين لها فمثلاٍ إذا كان هناك نحو 90 معتقلا يمنيا في غوانتنامو فلتعلم أن هناك ما يقارب 90 ألف يمني غاضبون على الحكومة الأمريكية لأن كل شاب يمني في غوانتنامو له أسرة وله أخوة وله أقارب وله أصدقاء وله محبون والكل سيفتخر أن هذا الشاب كان في غوانتنامو وأنه بطل لأن هؤلاء في نظر اليمنيين أبطال لأنهم ليس لهم أي علاقة بأي شيء اعتقلوا من أجله فلماذا تفتح واشنطن على نفسها جبهات هي في غنى عنها ولا أعتقد أن المعتقلين اليمنيين خطرون لأنه لا يوجد أخطر من أصحاب المنطلق العقائدي وهم المعتقلون السعوديون الذين تم الإفراج عنهم بالكامل من غوانتنامو فهؤلاء هم أصحاب فكرة الجهاد وهم السباقون في المشاركة بجبهات الجهاد في أكثر من بلد فكيف تم الإفراج عن المعتقلين السعوديين ولم يتم الإفراج عن المعتقلين اليمنيين. وعلى الرغم من أن عملية النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب استخدمت ذريعة للحيلولة دون إغلاق معتقل غوانتنامو لكنها ليست مبرراٍ كافياٍ لذلك ولو كان أوباما صاحب مبدأ وقرار لما أخلف بوعوده ولما أثرت فيه مثل هذه الأعمال البسيطة.
> يلاحظ أن شبكة الانترنت خدمت عناصر تنظيم القاعدة من خلال إيصال رسائلهم عبرها لكنها شوهت أفكارهم وحرفتها عن مسار القاعدة ما رأيكم في ذلك¿
>> من أكبر الوسائل التي أسهمت في تشتيت جهود القاعدة في صراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالأصح مع الغرب الصليبي واليهودي استخدامهم للانترنت وخصوصا مع وجود مسميات لأشخاص غير معروفين وأسماء وهمية وأفكار متشددة وهناك مواقع جهادية متشددة حتى الآن لا نعرف من يتحكم فيها ومن يديرها وعليها علامات استفهام كثيرة ودوائر حمراء من الجيل الأول من شباب القاعدة ويتساءل لماذا لم تغلق هذه المواقع حتى الآن برغم أن لها سنوات وبثها للفكر الجهادي أو الفكر الإرهابي المتطرف كما يقولون فأنا في الآونة الأخيرة أصبحت أسمي شبكة الانترنت »بشيخ الإسلام العلامة الجهبذ« لأنها أصبحت مصدر الكثير من الفتاوى الشرعية وكأن الانترنت أصبحت مصدر إلهام أو دار إفتاء ولا نعرف من هي الشخصيات القائمة عليها.
> ولكن يْقال ان الانترنت سهلت عملية التواصل بين عناصر القاعدة واختصرت المسافات بينهم كما استخدمت كذلك للإيقاع بهم في أيدي الأجهزة الأمنية. ما تقييمكم لذلك¿
>> نعم الكثير من شباب القاعدة اعتقلوا عن طريق الانترنت فشبكة الانترنت سلاح ذو حدين استفادت منه القاعدة وأيضا أضرِ بسمعة القاعدة من جهة أخرى الاستفادة منها كانت من خلال استخدامها كوسيلة اتصال واستخدام بعض المواقع وآلية التواصل بين خلايا القاعدة في أنحاء العالم لكن أيضا أساءت لسمعة القاعدة بسبب تجنيد الكثير من الشباب من خلال هذه الشبكة لا تعلم أي جهة جندتهم وإلى أين جندتهم وأين اختفى هؤلاء الشباب!.