ميرفت عبد الواسع
ما إن يحمل القلم وتبدأ رغبة الكتابة فإذا بالأفكار تتزاحم في الأدمغة الصغيرة التي حباها الله بنعم خصها بالإدراك عن غيرها وتبدأ التساؤولات في التخاطر الواحد تلو الأخر خاصة إذا ارتبط الموضوع بمعان ورموز سامية في حياتنا .
الهوية الوطنية والانتماء والولاء لهذا الوطن أحدها. أول التساؤلات التي تقفز متسللة لماذا لا ندرك عظمة الأشياء التي تمر علينا في مواضع كثيرة إلا وقد بلغ السيل الزبى …. ¿
حتى أن الكثير منا يسمعها فيبدأ باسترجاعها من غياهب وثنايا الأفكار العالقة هل كان من الضروري أن نصل إلى هذه المرحلة من النسيان ¿ لنسخر بعد ذلك الجهود للتذكير بها واستشعار قدسيتها.
نشيد وطني يحمل أروع الكلمات والمعاني نردده كل صباح ويردده أبناؤنا هم أيضا وعلم يرفرف فوق الهامات لم يقف حائلا أمام تلك الدعوات الهدامة التي يحاول البعض أن يلقنها بغرض تضليل أبنائنا ليصبحوا مغمضي الأعين منفذين وحتى لا يقفون حتى ولو للحظة واحدة للتفكير والتأني.
نعم كان هناك خلل يجب أن نعترف به .لم نقدر قيمة ما دفعته قوافل الشهداء فى القضاء على الإمامة الكهنوتية والاستعمار الغاصب للارض لم نقدر ما حققته من رفعة وسمو بالوحدة .
الآن هل سيكون ذلك درسا لنا ألا نهمل الأشياء بعد ذلك مهما بلغت من الصغر .
قد يعتقد القارئ لهذا المقال أن هذا جلد للنفس لا الوقت ولا الموقف يسمح بذلك ¿
أقول جلد النفس ضروري لنصحو من غفوتنا وسباتنا .
اليوم وطننا الحبيب وطن المنجزات وطن الشهداء والعلماء والقادة يتعرض لهجمة ضعفاء النفوس المريضة . لنبدأ من الأول والأول هنا إن اكتفينا بالقليل القليل فقط لنبدأ الحديث عن الجهود مع مطالبة بضرورة إعادة النظر في المناهج الدراسية التي افتقرت في الأصل إلى الرسالة التي كان يجب أن تقدمها لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بتنمية المشاعر وغرس مفاهيم الانتماء والولاء. قد يرى الكثيرون أن ذلك هجوم إلا أن هذه المسالة قد أكدها القائمون عليها وهنا لا تقتصر المسؤولية على هؤلاء القائمين فقط. فالأسباب متعددة ولا نرمى بالمسؤولية هنا على جهة دون غيرها. فالأسرة والإعلام والذات شارك كل طرف في التقصير في عدم لعب دوره الصحيح. هذا لايعنى اننا نستهين بالصحوة ونتمنى الا نطلق عليها المتأخرة.
ولكن لماذا السباق المحموم لكل الجهات التي تعمل بدأب شديد في تنظيم الندوات واللقاءات ناهيك عن البرامج والأناشيد التي تتغنى بالوطن والولاء وتصدح به القنوات لم تكن من قبل ¿
رحماك ياوطنى من الذين لايدركون عظمتك ولتكن تلك رسالة لندرك الخطر ونستعد له قبل الوقوع .
الوقت لم يفت.. ومثلما هناك الضعفاء هناك الشرفاء من أبنائك يحملون الحب لك ولا يتوانون عن دفع كل غال ونفيس لحمايتك ارضآ وجوا.. وأقلام تنقش فوق السطور ببديع الكلمات لك ويقف كل من استنشق نسمات صباحك العليل وارتوى من عذب مائك للحفاظ على منجزاتك
وعهد علينا أن نخط بالدم حبك مع الاعتذار عن التقصير..