كان الـ22 من مايو 1990م منعطفاٍ جديداٍ في حياة الشعب اليمني وبداية لحقبة تاريخية طوت صفحات الماضي البغيض وظهرت الديمقراطية والتعددية السياسية وكل المنظومة التي طوت ودفنت الماضي إلى الأبد..
عقدان من الزمن ودع الشعب كل مخلفات النظام الشمولي والوجبات الدموية التي اعتادت عليها تلك الأنظمة كل أربع إلى خمس سنوات أطيح خلالها بخيرة العقول تحت شعارات القفز على الواقع الذي كان غير منطقي من اسفل السلم إلى اعلاه..
كان الكلام ممنوعاٍ والنقد مرفوضاٍ «واللحس» ساري المفعول.. تلك كانت الانجازات في المحافظات الجنوبية والشرقية.
وكانت الوحدة هي المدرسة والجامعة والطريق وكل البنى التحتية.. التي أسستها الوحدة المباركة المرتكزة على الدستور والتداول السلمي للسلطة.. هذه الانجازات التي سابقت الزمن ببناها وبنيتها.. وقد انهت الديمقراطية العقود الشمولية واطلقت العنان للأفكار والابداع لبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة..
والارتضاء بالخيار الديمقراطي وسيلة.. ها نحن على ابواب الانتخابات البرلمانية ولكن بعض الاحزاب أو قياداتها بدلاٍ من أن تخوض غمار الديمقراطية لبناء وطن الـ22 من مايو.. أخذت تبحث لنفسها عن مواقع تتمترس خلف اجنداتها الصغيرة وتحاول مستميتة أن تعيد الزمن إلى الوراء!!
وفي العالم المتحضر والنامي نجد أن الأحزاب المعارضة هي الوجه الآخر للحكم وبها ومعها رؤى اقتصادية سياسية وجماهير مؤيدة تنبذ العنف والتطرف والقتل بالهوية.. شعارها الوطن والمواطن وليس المناكفات والمكايدات السياسية والتقطع واعادة مسلسل السحل واللحس غير المأسوف على ماضيه الأسود المستورد¿!
علي الاشموري