تب / علي الريمي:
انهى الاتحاد العام لكرة القدم مهمة المدرب الكرواتي / يوري ستريشكو ومعاونيه من قيادة المنتخب الوطني لكرة القدم على اثر الفشل الذريع الذي تعرض له المنتخب في خليجي »20« تحت قيادة المدرب ستريشكو وجاءت عملية فسخ العقد المبرم بين الاتحاد وستريشكو بصورة ودية ودون أي مشاكل بين الطرفين بعد أن توصلا إلى اتفاق ودي قضى بان يمنح ستريشكو ومواطنيه مساعد المدرب ومدرب حراس المرمى راتباٍ شهرياٍ فقط أي عن شهر ديسمبر الجاري فقط .. علماٍ أن الشرط الجزائي المنصوص عليه في العقد المبرم بين الاتحاد والمدرب ينص على أن يحصل الأخير على مرتبات »ثلاثة أشهر« كاملة في حال قام الاتحاد بفسخ العقد »من طرف واحد« !!
ويبدو أن الخواجة ستريشكو ومواطنيه اقتنعوا جميعهم بعدم جدوى إستمرارهم في المهمة التي كانوا قد تولوها في يونيو من العام 2009 ومرد هذه القناعة »الكرواتية« يعود إلى أن الأجواء لم تعد مهيئة كما كانت عند تسلم مهمة الإشراف على تدريب المنتخب اليمني وقد تلبدت تلك الأجواء اكثر واكثر على اثر الاخفاق المريع الذي رافق نتائج المنتخب اليمني في دورة كأس الخليج العشرين التي نظمها اليمن ـ لاول مرة ـ في تاريخه في مدينتي عدن وابين من 22 نوفمبر حتى الخامس من ديسمبر 2010 إذ نجحت البطولة نجاحاٍ مبهراٍ »من جميع النواحي« عدا التعثر الذي وقع فيه منتخب البلد المضيف إذ مني بثلاث هزائم متتالية امام السعودية في الافتتاح صفر/ 4 ثم 2/1 من قطر واخيراٍ خسارته بثلاثية نظيفة امام منتخب الكويت الذي توج باللقب في ختام البطولة !
المدرب ليس المتسبب الوحيد!!
} المؤكد أن الخروج المبكر للمنتخب الوطني »المستضيف« من الدور الاول شكل صدمة مؤلمة لكل الجماهير اليمنية التي كانت قد عقدت الآمال العريضة بان ترى منتخبها يسجل حضوراٍ لائقاٍ به كمستضيف للبطولة وقياساٍ إلى ماتم توفيره من برنامج إعداد »غير مسبوق« وما صرف له من ميزانية وصلت إلى ما يعادل (6) مليارات ريال يمني أو عشرة ملايين يورو !! وهو رقم قياسي لم يسبق وأن تم رصد مثله لاي منتخب يمني آخر منذ بدء المشاركات الخارجية للكرة اليمنية في المحافل العربية القارية الدولية ومع كل ذلك وبالنظر إلى عدد المباريات التجريبية التي خاضها المنتخب طوال رحلة اعداده الممتدة لاكثر من عام ونصف العام ووصل عددها إلى (35) مباراة ودية ورسمية دولية مع العديد من المدارس الكروية من مختلف القارات إلا أن كل ذلك لم يأت أكله !! وهو مازاد من قوة ومرارة ذلك الفشل الذريع للمنتخب اليمني في خليجي (20) الأمر الذي اصاب كل عشاق وانصار المنتخب بخيبة أمل شديدة ستظل عالقة في الأذهان لفترة طويلة من الزمن! وفي المحصلة فان ما هو مؤكد أن لذلك الإخفاق اسباب ومسببات تتوزع على عدد من الأفراد والجهات وان بنسب متفاوتة لكنها ـ بالطبع ـ وبالمنطق ليست مسؤولية الجهاز الفني (التدريبي) للمنتخب ممثلاٍ في الكوتش ـ يوري ستريشكو ـ وباقي افراد الطاقم المعاون له بما فيهم المساعد الاول لستريشكو المدرب الوطني القدير ـ الكابتن أمين السنيني!
وعلى كل ماسبق فإن من الضروري والمنطقي أن يقوم المعنيون في قيادة الاتحاد اليمني العام لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة وحتى اللجنة الاولمبية بفتح ملف شامل عن خبايا وخفايا ما حدث ومنذ البداية اي منذ اليوم الاول لانطلاق رحلة إعداد المنتخب لخليجي (20) وحتى آخر يوم للفريق في البطولة! وهنا ينبغي أن يتحلى بروح المسؤولية والشجاعة في سبيل الكشف عن مكامن الخلل وكل أوجة التقصير التي رافقت تلك الرحلة الطويلة من الاعداد والتحضير للمنتخب ليس من أجل تحميل البعض التبعات ولكن من أجل معرفة الكيفية التي أدت إلى بروز تلك القصور وكيف أن أحداٍ لم يتنبه لها في أي وقت من الأوقات سواء في جانب عملية التهيئة للمعسكرات الخارجية أو على صعيد الترتيب للمباريات التجريبية التي لعبها المنتخب في الداخل والخارج خصوصاٍ بعد أن ثبت أن معظم المنتخبات التي قابلها منتخبنا اليمني لم يكن بالمستوى المنتظر وتأكد أن معظمها لم تكن منتخبات وطنية بالمعنى العام للكلمة بل أنها لم تحمل منها سوى (الاسم) فقط ¿!
ماذا بعد¿¿
} لا جدال في أن الإقرار بالفشل وتفنيد حيثياته لهو الخطوة الاولى باتجاه العودة ـ من جديد إلى الطريق السليم نحو النجاح ! ومثل هذا الأمر من ابسط الابجديات في أي عمل وفي أي مكان وزمان وبالتسليم بان ما حدث قد حدث ولم يعد مجدياٍ الخوض في معطياته فإن المطلوب بعد التوصل إلى إنهاء عقد المدرب ستريشكو مع الاتحاد العام لكرة القدم (بأقل الأضرار) وبتلك الصورة الرائعة فأن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا الوقت يتمثل في وماذا بعد¿
بمعنى ما الخطوة التالية بعد كل الذي حصل مع المنتخب¿ الذي ينوي اتحاد كرة القدم القيام بها للبدء في صفحة جديدة من المسار..!
هل سيبادر الاتحاد إلى استقدام مدرب بديل يناسب تطلعات المرحلة القادمة خصوصاٍ في ظل التوجة الجديد لقيادة البلد نحو البدء في محطة جديدة من العمل الجاد لتطوير الواقع الرياضي العام في البلد ¿ ماذا عن مسألة التوقيت المطلوبة للانتهاء من مهمة البحث عن جهاز فني تدريبي (كفؤ) للمنتخب كون عملية البحث عن مدرب المنتخب في الماضي القريب استمرت قرابة العام ونصف العام حتى الاستقرار على اسم المدرب الكرواتي ستريشكو¿ ثم ماالذي يعد الاتحاد في هذا الاطار لينتهي سريعاٍ من مهمة تسمية المدرب القادم لمنتخبنا وماحجم السقف المالي الذي يمكن لاتحادنا العمل بموجبه مع ذلك المدرب المنتظر بالنظر إلى الرقم المهول الذي تم به التعاقد مع ستريشكو ومساعديه إذ بلغ مليوناٍ ومئتي الف يورو في السنة!¿
عن اللجنة الفنية وأشياء اخرى!
} من أجل البداية الصحيحة لتصحيح المسار السابق ينبغي إدراك عامل الوقت خصوصاٍ ونحن في مستهل موسم كروي لايزال في بدايته وبالتالي لابد من القيام بالعديد من المهام المطوبة في عملية إعادة بناء وتشكيل منتخب جديد يمكنه تعويض مافشل المنتخب الحالي وهنا ينبغي أن يعمل الاتحاد على تفعيل العمل داخل اللجنة الفنية ولجنة المنتخبات الوطنية على صعيد المتابعة المستمرة لسير منافسات الموسم الكروي الجديد 2011/2010 بكل بطولاته للوقوف على ماستفرزه هذه المسابقات من دماء جديدة ستحمل اللواء في الفترة المقبلة خصوصاٍ اذا ماأدركنا أن هناك استحقاقاٍ خارجياٍ ليس ببعيد والمتمثل في شهر مارس 2011 اذا ينتظر الكرة اليمنية المشاركة في غمار التصفيات الآسيوية التمهيدية المؤهلة للدورة الأولمبية الصيفية (2012) في لندن
وقبل الاقرار بخوض غمار مثل هذه التصفيات الصعبة والطويلة لابد أن نحدد الهدف المطلوب من خوضها.. ومنذ الآن !¿وغير ذلك فسنظل ندور في حلقة مفرغة.. حتى نصطدم بفشل (آخر) ليس ببعيد إذا مااستقرت بنفس الآليات (المنتهية الصلاحية ) فيما ينتظرنا من استحقاقات قادمة !! فهل نتخلى عن مثل ذلك النهج.