على الرغم من أن لعبة كرة القدم أثبتت مقدرتها العجيبة على توحيد عامة الناس من كل الأعراق والأجناس وفي مختلف الأماكن والأزمان وهو ما أكدته الكثير والكثير من البطولات التي جرت في عديد من الدول في أرجاء المعمورة!
إلا أن كل ذلك التوحد والالتقاء الذي تكررت صوره ومشاهده على مدى السنوات الماضية مازال يتعرض لبعض المحاولات بغرض تشويه ذلك المشهد الرائع من خلال حدوث منغصات هنا أو هناك إذ يْقدم البعض من ضيقي الأفق ومدمني التعصب المقيت على القيام بتصرفات بعيدة تماماٍ عن الروح الرياضية ومبدأ التنافس الشريف ينتج عنها اندفاع البعض من المهووسين بـ»التعصب« الأعمى لارتكاب حماقات تتسبب في إلحاق الضرر بالعديد من الجماهير المحبة للرياضة ولكرة القدم على وجه الخصوص وفي حالات وصل الأمر إلى تعرض أمثال هؤلاء البسطاء إلى إصابات جسدية بالغة أن لم تؤد إلى بعض الممارسات إلى القتل الشنيع في مناسبات رياضية كما هو الحال في بعض المباريات الكروية خصوصاٍ تلك التي يكون أطرافها فرق محلية شهيرة عندما تلعب مع بعضها البعض في الدوري أو الكأس أو غيرها من المسابقات الأخرى وتعرف تلك اللقاءات »المحلية – المحلية« بمباريات الدربي أو القمة التي يلتقي فيها أشهر ناديين في بلد ما على سبيل المثال مواجهات الأهلي والزمالك في مصر الهلال والنصر بالسعودية القادسية والعربي في الكويت الترجي والصفاقسي بتونس أو قمة الكرة الأردنية »الشهيرة« التي يلتقي فيها فريقا الفيصلي والوحدات!
وقد شهدت مثل هذه المواجهات في الأردن خلال السنوات الأخيرة وقوع العديد من المصادمات عقب نهاية أي مباراة بين الشقيقين »الوحدات والفيصلي« اما بين بعض من أنصار الناديين من هواة التعصب المرفوض أو بين جماهير تتبع أي من الناديين ورجال الأمن »الدرك« كان آخرها ما حدث عقب نهاية المباراة بين الفريقين الكبيرين الوحدات والفيصلي التي انتهت نهاية طبيعية بفوز الوحدات بهدف إلا أن ما حدث بعدها »لا يصدق« فقد اندفع عدد من الجماهير باتجاه أفراد الأمن وتخطوا الحاجز الفاصل بين المدرجات والملعب ليختلط بعدها الحابل بالنابل وتحدث الاشتباكات »غير المبررة« بين الطرفين امتدت إلى خارج الملعب وقد أصيب أكثر من 250 من مشجعي الوحدات »الفريق الفائز بالمباراة«!! والبعض لا يزال يتلقى العلاج في عدد من مستشفيات العاصمة الأردنية عمان وعلى إثر ذلك أصدرت إدارة نادي الوحدات بياناٍ أعلنت فيه تجميد نشاط كرة القدم بالنادي »إلى أجل غير مسمى« احتجاجاٍ على ما »قالت عنه«: تعرض عدد كبير من جماهير الوحدات للاعتداء الوحشي دون مبرر وهكذا تصاعدت ردود الأفعال حتى من أطراف لا علاقة لها بما حدث!!
والكل يتحدث عن الخطر الذي بات يهدد الوحدة الوطنية في الأردن الشقيق جراء تكرر مثل تلك الأحداث المؤسفة وغير المقبولة جملة وتفصيلا..