فأميركا – على سبيل المثال – وربما دون أن تدري.. ما تزال تواصل لعبتها المعهودة باستنساخها فيتنام ثانية وثالثة ورابعة وقد تصل إلى عاشرة أو أكثر في قادم الأيام دونما أدنى رغبة في الاستفادة من دروس ماضيها القريب لدرجة أنها نجحت إلى حد كبير في أن تضيف إلى قائمة خصومها العديد والعديد مما يتيسر لها بين الحين والآخر بفعل ما تقترفه بحق الغير فأميركا هذه ومنذ كان انهيار الاتحاد السوفييتي بدت هتلرية الوجه والقلب في آن معاٍ دونما أدنى مبالغة أو مغالاة وهو ما أكدته تصرفات إدارتها منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا على الأقل.
وليس أدل على ذلك من تجييشها عديد حلفائها ذات غزو استعماري بغيض لبلاد الرافدين بدعوى تخليص العراق من طغيان نظام الحكم فيه ومن ثم دمقرطته على نحو يكفل لإنسانه حرية الرأي والتعبير غير أن ما حدث بعدها وما يزال ليس سوى نقيض ما ادعاه السيد الأميركي قبلها.
وليس أدل على ذلك أيضاٍ.. من تورط أميركا وحلفائها أنفسهم في متاهات أفغانستان بدعوى الحرب على الإرهاب ومطاردة زعماء تنظيم القاعدة إياه ومن ثم إلقاء القبض عليهم توطئة لتقديمهم للعدالة وهو ما لم يحدث بطبيعة الحال.
وفوق كل هذا وذاك نرى الإدارة الأميركية في أيامنا هذه وهي تستعرض عضلاتها في شبه الجزيرة الكورية عبر إجرائها مناورات عسكرية مشتركة مع حليفتها »كوريا الجنوبية« في محاولة لإجبار جارتها الشمالية على التراجع عن مواصلة برنامجها النووي وقد بات ذراعها العسكري في البر والبحر والجو يطال عديد أركان كوكب الأرض بينما باتت جيوش الأمبراطوريات التي كانت مجرد أذيال لها بقدرة قادر وسبحان مغير الأحوال..