الملاحظ لهذا الكم الهائل من الصحف الأهلية والحزبية سيعتقد أن الفائض الصحافي وصل ذروته في بلادنا واننا نعيش نهضة ثقافية وصحافية تضاهي البلدان التي تحررت شعوبها من الأمية.
والحقيقة أننا على العكس من هذا المفهوم تماماٍ وأن هذه الإصدارات الكثيرة إنما هي نتيجة المساحة الديمقراطية الواسعة من حرية الرأي والتعبير التي منحتها لنا دولة الوحدة منذ قيامها في الثاني والعشرين من مايو عام ٠٩٩١م وعملت على صيانتها والحفاظ عليها كمنجز مهم في حياة شعبنا لكي تتبارى على رحاها الأقلام وتتحقق الأحلام في ربوع هذا الوطن وشعبه المقدام ايماناٍ منها بعظمة الرسالة الصحافية وبالدور المهم الذي تقوم به الصحافة في حياتنا العامة واستوجب من حملة الأقلام إدراك هذه الأهمية والنأي بكتاباتهم عن سفاسف الأمور التي تضرهم وتنزل من شأنهم ومن قدرهم قبل غيٍهمú.
وهو ما يجب أن يفهموه ويعملوا على تأطيره في كتاباتهم وجعل أقلامهم محاريث لإصلاح ذات البين وزرع بذور الخير والحب والوئام بدلاٍ من فتقها وتحويلها إلى معاول هدم وخناجر مسمومة يطعنون بها الوطن ويحدثون فيه جراحات عميقة تدمي قلوب أبنائه الشرفاء ووطنيتهم المثالية حيث يتألمون لألمه ويفرحون لفرحه بعيداٍ عن مزامير المرجفين وأبواقهم المأجورة التي تريد أن تحول نعمة الوحدة إلى نقمة تحدث شرخاٍ داخل الجسد الواحد والبيت الواحد مع أن الواقع يفرض عليهم أن يقابلوا هذا الجميل بالجميل لا بالقبيح فهذه الأعمال ليست من شيم اليمنيين ولا من أخلاقهم التي اتصفوا بها.
عبدالله أحمد مرعي