أوراق متناثرة على جدران الوطن
علي الأشـــــموري
- 1 -
> قامت الثورة اليمنية السبتمبرية الأم 62م وعلى خلفياتها انطلقت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 63م ومرت بمنعطفات خطيرة فالعقبات التي واجهتها الثورة اليمنية كانت من مخلفات الكهنوت والاستعمار.. ولكن الشعب اليمني بكافة أطيافه السياسية والشبابية وجه فوهة مدفعه ضد من تبقى من فلول الكهنوت وأذناب الاستعمار.. ومثلما كانت ثورة سبتمبر الخالدة هي الرافد والحضن الدافئ لثورة الـ14 من أكتوبر الخالدة استطاعت الثورة الأكتوبرية أن تقف على أرضية صلبة وتجاوزت كل المعوقات رغم ما حدث من أهوال ومؤامرات فالاستعمار البريطاني رحل وغابت عن »فكتوريا« الشمس بالاستقلال واندحر بقايا النظام الكهنوتي إلى الخلف ليعودوا إلى مخابئهم.. وكانت آخر الملاحم النضالية البطولية ملحمة السبعين يوماٍ التي اثبت قادتها الصغار والرموز الكبار قدرتهم على التصدي لتلك المؤامرات فاحبطوا الدسائس وخذلوا بعملياتهم البطولية أذيال الكهنوت فكان الشرشف رمزاٍ لأولئك المنبوذين فيما كان »الشيذر« هو الرمز لأولئك العملاء الذين فروا مع رحيل الاستعمار وكانت كل هذه الأعياد قد أفضت إلى تحقيق الحلم الشعبي العظيم وهو قيام الوحدة اليمنية المباركة التي كانت بمثابة إشراقة في عالم عربي حالك السواد.
استطاعت الجمهورية اليمنية أن تقهر المستحيل وتكسر الرهانات والمراهنات لذوي العقول المريضة والأنفس الميتة وأصحاب الأجندات المشبوهة.. فنجحت بامتياز في استضافة خليجي 20 بشهادة الضيوف الأكارم والمشاركين والواقع الذي كذب ادعاءات وافتراءات أولئك الحاقدين على الوطن وأمنه واستقراره وتنميته وحسب الوفود والضيوف الذين تبددت مخاوفهم من الإرهاصات التي سبقت الحدث.. فكان نجاح الرهان أقوى دليل وبرهان على أن الإيمان يمان والحكمة يمانية..
فاليمن قد كسب الرهان وحقق نجاحات باهرة باستضافة خليجي 20 في عدن وأبين.
- 2 -
> باعتبار أن منظومة الإصلاحات الوطنية تحقق الرخاء الاقتصادي والاستثماري والتنموي وتجنب اليمن وجيرانها.. خطر تلك الآفات.. باعتبار أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار الخليج وهو الداعم والظهر الحامي والدرع الواقي لدول الخليج العربي وأمنها واستقرارها..
ولأن الأمن القومي والغذائي ومكافحة الإرهاب وغيرها هي مسؤولية الجميع وتقع على عاتق الجمهورية اليمنية ودول الإقليم.. فإن من الضرورة بمكان من الجيران في دول مجلس التعاون الخليجي استيعاب مليوني عامل يمني لما لذلك من مردودات كبيرة على الخليج واليمن على السواء.
- فالعامل اليمني من مميزاته كما يعرف أشقاؤنا ينفق ثلثي راتبه في المكان الذي يعمل فيه.
- وأمانته في العمل تساعد المجتمع الخليجي على إنشاء جيل سليم خال من أوبئة ومساوئ العمالات المستقدمة الأخرى.
- كما أن اليمني العامل في أي قطر شقيق ليست له مطامع »التجنيس« مثلاٍ وخطورته على الديمغرافيا السكانية لأهل البلدان الشقيقة.
ولو تمعنا ما حدث ويحدث من الضغط على إنشاء فضائيات لتلك الجنسيات وخطورتها على مستقبل الأجيال ولغتهم ودينهم وانتمائهم لعرفنا المغزى.
ناهيك عن خطورة التجنيس والذي يوازي 300٪ من نسبة السكان الأصليين إذا كان الكفيل يستقدم 3 أفراد.. وهنا التساؤل والذي أثير في أكثر من قناة خليجية وأعضاء برلمان عن المصير الديمغرافي للسكان الخليجيين وضياع لغة »الضاد« في الكثير من الأسواق.
وهنا لا أدافع عن مأمونية العمالة اليمنية.. بل أن هذه الخاطرة قد لامسها الجميع على أرض الواقع.. وهذه الخاطرة ليست دفاعاٍ عن اليمني العامل والمتفاني الذي يطلب الرزق وإنما أيضاٍ هي صورة تتجلى معاملها في المستقبل الآني والمنظور والبعيد وكثيرة هي المنافع والمصالح المتبادلة فاليمن ستستفيد اقتصادياٍ كما كانت في الماضي وستساعد الدول الشقيقة اليمن في إنهاء البطالة ونستفيد مع أشقائنا وجيراننا في القضاء على الإرهاب من خلال إيجاد فرص للعمل والقضاء على الفقر والبطالة..<