30 نوفمبر.. يمنيا وعربيا
ابن النيل
ibnuneel@yahoo.com
> ربما يتصور البعض من قصار النظر أن ما جرى إشهاره في الثلاثين من نوفمبر عام 1976م حيث الإعلان التاريخي لاستقلال الشطر الجنوبي لبلاد اليمن مجرد حدث وطني يمني فحسب وهو ما ينسحب بالضرورة على ما جرى توقيعه في الثلاثين من نوفمبر عام 1989م.. حيث اتفاق الوحدة بين شطري وطننا اليمني بعد طول ترقب وانتظار.
ولما كنا نحن الوحدويين العرب المسكونين بهموم إنساننا العربي أينما كان والحالمين بوحدة وطننا الأم من خليجه وحتى المحيط قد أدركنا مبكرا حقيقة الارتباط الوثيق بين كل ما هو وطني وكل ما هو قومي من هنا يبقى للثلاثين من نوفمبر عامي ٧٦/٩٨٩١م مكانته المستحقه في عميق وجداناتنا ككل.
صحيح أنه فعل وطني يمني خالص وبامتياز لكن الصحيح أيضا أن له أبعاده القومية لا ينبغي أن يتجاهلها أيَ منا على وجه الإطلاق من هنا أيضا.. ينبغي أن ندرك كْنúهِ التعجيل بإعلان استقلال الثلاثين من نوفمبر عام 1967م لما في ذلك من بالغ أثر وتأثير في استعاده ثقة أمتنا في قدرة أبنائها على تجاوز الصعاب خاصة في أوقات المحن والشدائد ذلك أنه جاء في أعقاب ما منيت به أمة العرب في نكسة يونيو من العام نفسه كأول رد فعل قومي على تلك النكسة العسكرية العارضة وإن كان قد أعقب ذلك ردود فعل قومية أخرى مماثلة لتشكل في مجملها ما من شأنه المساهمة في استعادة ثقة جيش العرب في قدرة رجاله على الثأر مما كان قد أصابه في الصميم آخذين بعين الاعتبار حقيقة أن إعلان الاستقلال ذاته قد وضع الشطر الجنوبي لبلاد اليمن على بداية الطريق الصحيح باتجاه بلوغ إنساننا اليمني أنبل غاياته وأمانيه.
أما اتفاق الثلاثين من نوفمبر عام 1989م وقد جاء في الاتجاه ذاته فقد أكد للعالم بأسره.. مدى قدرة أمة العرب على امتلاك حيثيات نهوضها.. مهما تكالبت عليها الانكسارات الوطنية والقومية المضنية وعلى كافة الصعد والمستويات.
وفوق كل هذا وذاك.. فإنه لا ينبغي أن نسقط من حساباتنا حقيقة أن ما حدث صبيحة يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990م حيث اكتمال الشخصية الوطنية اليمنية بعد طول تشرذم وانقسام وهو المحصلة المنطقية لإعلان الثلاثين من نوفمبر عام 1967م واتفاق الثلاثين من نوفمبر عام 1989م إنما هو وبكل المقاييس بمثابة الفاتحة الأبجدية التي لابد منها لبلوغ ما نبتغيه في قادم أيامنا حيث الوحدة العربية الشاملة.
ولما كانت الشعوب الحية هي التي تستخلص من كل مناسبة حكمة التاريخ من كل نصر ومن كل هزيمة فلا أقل من أن نتوقف بقدر مستحق من الاهتمام أمام ذكرى الثلاثين من نوفمبر عامي ٦٧/٩٨٩١م مدركين في ذلك أهمية ما تحقق لجميعنا بفعل هذين الحدثين العظيمين وكل عام ويمننا الحبيب بألف خير..<
هامش مختلف
التصنيفات: منوعــات