عدن.. فرحة الاستقلال وروعة الاستقبال
> تشهد محافظة عدن الجميلة هذه الأيام اعراسا فنية ورياضية وفلكلورية ايضاٍ وذلك في إطار الاحتفالات الفنية المصاحبة لاحتضان فعاليات كأس الخليج العربي في نسختها العشرين والتي ينظمها اتحاد شباب اليمن والجمعيات الشبابية والتي تستمر حتى الـ30 من ديسمبر الجاري.
حيث قدمت خلالها الفرق الفنية والشعبية والمسرحية على مسارح مفتوحة في مختلف مديريات محافظة عدن باقات متنوعة من الوصلات الغنائية اليمنية المجسدة للموروث الغنائي اليمني بألوانه المتعددة إلى جانب تقديم اغان خليجية وعراقية واسكتشات مسرحية في الوقت الذي تقدم فرق الرقص الشعبي في عدن عروضا فلكلورية في مختلف مديريات عدن تعكس جميعها الفرحة باستضافة بلادنا لهذا الحدث الكروي الكبير وابتهاجاٍ بالعيد الـ43للاستقلال المجيد إلى جانب التحضير والاستعداد للاحتفال باختتام فعاليات الحدث الرياضي الكبير لخليجي 20 الذي يصادف يوم الـ5 من ديسمبر الجاري.
القلب النابض
> عدن الباسلة التي عودتنا دوماٍ على احتضان افراح الانتصارات والحضن الدافىء للمناضلين والحركة الوطنية.. عدن المنتدى الفكري والثقافي الاول لبلورة وصقل الوعي الوطني ضد الاحتلال الانجليزي وطرد الاستعمار هاهي اليوم تواصل مشوار نضالها الوطني وترد على أولئك المشككين بقدرات الوطن عملياٍ وعلى ارض الواقع بان الوطن أكبر من كل تلك التخرصات..
هذه المدينة المتربعة في موقع القلب النابض في مساحة الوطن الجغرافي الذي يضخ دفء الحياة إلى كامل شرايين الوطن.. فيها تم إسقاط علم المستعمر وطرد آخر جندي وفيها ارتفع علم الجمهورية اليمنية والاعلان رسمياٍ عن انهاء زمن التشطير وإلى الأبد إنها حاضنة أهم اللحظات الوطنية في تاريخ الوطن.
عدن.. تاريخ وعطاء.. وفاء بلا حدود.. استطاعت اليمن من خلالها تقديم خارطة من الاعجاب والاحترام والتقدير والثقة امام اخواننا واشقائنا الخلجيين والعالم غير تلك التي نسجتها خيوط التضليل.. انها عنوان لمرحلة جديدة ينشد اليمن خوضها من باب الرياضة..
امتزاج الأفراح
> من محاسن الصدف ان تجتمع عدة افراح مناسباتية في اوقات زمنية متقاربة وبعناوين أكثر تقارباٍ يعيش تفاصيلها هذه الايام وطننا اليمني الكبير وتحتضن فعالياتها مدن يمنية طالما عشقت الانتصارات وتعودت على تجاوز التحديات وقهر المستحيل هما محافظتا عدن وابين الزمان.. المكان الناس الشواطئ الجميلة الساحرة.. التاريخ الوطني..
فما ان حل عيد الاضحى المبارك إلا وبدأت التحضيرات لافتتاح واحتضان بلادنا لفعاليات خليجي 20 في عرس رياضي كروي كبير لا زالت اصداؤه الرياضية والفنية تتواصل على كافة المستويات وفق استعداد سخرت في سبيله كافة الامكانيات الفنية والوطنية.. اثبت من خلالها شعبنا قدراته وقوة ارادته.. وما بين تلك الفرحة والتي تليها ينبلج صبح عيد جديد يذكرنا بمعنى التحرر والاستقلال وامتلاك الحرية والاعتزاز والفخر إنه العيد الـ43 للاستقلال المجيد الذي اضفى بقدومه نوعا من البهجة إلى قائمة الافراح التي يعيشها الوطن ويعايشها معنا اشقاء ضيوف علينا..
انها الرياضة المفتاح والاسلوب المناسب لاصلاح ما تفسده السياسة كما يقولون وهي بالفعل كذلك.. لقد وحدت المشاعر ووحدت أيضاٍ الارادة الوطنية وتلاشت معها جميع الخلافات.. نجاح كبير حققه اليمن باحتضانه لهذه البطولة وفق اعداد وانجاز مشرف ومفخرة رسمها الجميع على جبين التاريخ..
وانجاز وطني اخرس تلك الاصوات النشاز.. نعم.. وبحضور الاشقاء من دول الخليج إلى موطنهم الأول اليمن.. انقلب السحر على الساحر.. برغم تلك الاشاعات والتخويفات التي حاولت للاسف بعض وسائل الاعلام بثها لإفشال اقامة هذه البطولة في اليمن.. نعم انقلب السحر على الساحر وادرك الاشقاء ان اليمن لا تقهره الظروف بل قهر الظروف.. حقيقة شاهدوها واقعاٍ عن قرب.. الارادة الموحدة الطيبة الاخلاق وحفاوة الاستقبال والعادات والتقاليد العربية الاصيلة وارتسمت الفرحة على محيا الجميع لكنها كانت استثنائية بحق في وجه من حضر إلى اليمن من الاشقاء.. فكانت انطباعاتهم عن اليمن وكتاباتهم وتصريحاتهم ورؤاهم عن اليمن استثنائية بكل المقاييس.. كانوا اصدق في التعبير واعمق في التحليل والكتابة عن اليمن واهل اليمن..
> بعيداٍ عن نتائج المباريات وموقع الحظ العاثر لمنتخبنا الوطني وبعيداٍ عن مبدأ الفوز والخسارة فاليمن وان خرج فريقها مهزوما في هذه الدورة إلا أنه يكفينا فخراٍ ان وطننا كان الفائز وباقتدار في تحقيق الطموحات واستضافة الاشقاء إلى اليمن بالنسبة لنا هو الفوز الحقيقي له دلالاته وأبعاده على كافة المستويات وضعنا اليمن من خلاله في دائرة الضوء ومسحنا عن كاهله امام الاشقاء ما علق به من كيد الكائدين وخزعبلات المتربصين.. فوزنا في هذه البطولة كما أكد ذلك فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية سياسي ومعنوي بكل المقاييس.. نعم ليس بالضرورة ان يكون رياضيا طالما كنا البلد المستضيف..
- يكفي اننا حققنا اهدافا غير تلك التي تسجل في مرمى الملاعب واستطعنا ان نقدم انفسنا للآخرين.
- وكسبنا الرهان قياساٍ بالمعطيات والامكانيات المتواضعة.
- واثبتنا للاشقاء بذلك المستوى الرفيع من التنظيم لهذا الحدث ان اليمن جديرة بالتحدى والتطلع إلى المزيد من الاستضافات البطولية الكبيرة.
- وان لدينا توجهاٍ واضحاٍ وعزيمة قوية وراسخة.
- نعم النجاح بالنسبة لنا في اليمن في التنظيم واقامة البطولة بذلك المستوى اهم من الفوز في المباريات الرياضية.
- اوصلنا رسالة من خلال هذه البطولة مفادها تمتين جسور المحبة والتواصل وتعزيز الروابط الاخوية مع الاشقاء.
> شلالات بشرية تقاطرت إلى عدن وابين من كل المناطق اليمنية أتت إلى عدن رغم أنف المغرضين وضعفاء النفوس أتت بقلوب مشحونة بحب الوطن ومشجونة بعشق عدن الساحرة التي تأسر الألباب رسموا بتواجدهم لوحة افراح زاهية..
روح وطنية جياشه اظهر من خلالها شعبنا وتحديداٍ تلك الجماهير التي اكتظت بها الشوارع ومدرجات الملاعب في عدن وابين حفاوة الاستقبال وابراز المخزون الحضاري الاصيل الذي يكنه الشارع اليمني في اعماقه تجاه الاشقاء ليس دول الخليج المشاركة في البطولة فحسب بل مع مختلف الاقطار العربية والدولية..
لقد اثبت الجمهور اليمني بشهادة كل القادمين إلى اليمن والمتابعين خارجها انه مثل ملح المباراة والجمهور الوفي الأرقى في التعاطي مع كل الفرق في التشجيع ومؤازرة كافة المنتخبات المشاركة.
وبغض النظر عن ذلك الحزن الشديد الذي لحق بالجمهور اليمني جراء تعثر منتخبنا الذي للاسف لم يستطع رد الجميل لهذا الجمهور بتحقيق أي تقدم يخلصنا من لقب »أبو نقطة« إلا أن اليمن كانت الرابح الأول لنجاح البطولة والاستضافة..<