أكد رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد المهندس احمد محمد الانسي أهمية دور وسائل الإعلام في مساندة جهود الهيئة في مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية.. وقال في افتتاح الدورة التدريبية حول دور المؤسسات الإعلامية في تعزيز ثقافة مكافحة الفساد التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة (undp ) على مدار خمسة أيام وتختتم فعالياتها اليوم أن وسائل الإعلام أدوات رئيسية في جهود مكافحة الفساد لتأثيرها الكبير في المجتمع..وأشاد الآنسي بجهود وسائل الإعلام في كشف عدد من قضايا الفساد منوهاٍ إلى ان بعض وسائل الإعلام ساهمت في الدفاع عن بعض أوجه الفساد والفاسدين مما أضاع كثيراٍ من الحقائق.
وحث رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد وسائل الإعلام على التحري والاستقصاء في ما ينشر لافتا إلى أن الكلمة أمانة دينية وأخلاقية وأن مساوئ الفساد تعم الجميع بلا استثناء.. داعياٍ إلى تضافر الجهود في مواجهة الفساد والفاسدين لان مكافحة الفساد مسؤولية جماعية ولا تستطيع مؤسسة أو هيئة وحدها مهما كانت قوتها مكافحته.
وأضاف الأنسي “إن الفساد أصبح ظاهرة عالمية أضرت العالم بأكمله ولن يتم القضاء عليه بسرعة أو في يوم وليلة بل يحتاج لوقت طويل” مشيدا بتعاون الأجهزة القضائية مع جهود الهيئة في مكافحة الفساد.. مؤكداٍ وجود إرادة سياسية قوية لمكافحة الفساد
وبين أن الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد ساءلت وزراء ومسؤولين كباراٍ في عدد من قضايا الفساد وأحالت منذ تأسيسها 24 قضية فساد وأكثر من 130 متهما إلى النيابة العامة منهم مسؤولون في مناصب كبيرة بالإضافة إلى اتخاذها عدد من الإجراءات أسهمت في استرداد مئات الملايين من الريالات إلى خزينة الدولة.. ولفت إلى أن الهيئة بدأت عملها من الصفر وتعمل على الاستعانة بالمخلصين وأصحاب الضمائر الشريفة في مختلف الجهات والمؤسسات مؤكدا أن الفساد ظاهرة متجددة ومتضافرة.
وتابع “إن الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد لاتريد أن تبني سمعتها على أعراض الآخرين مهما قيل عنها لأن قضايا الفساد تدخل فيها أعراض أشخاص لانستطيع أن نقول عنهم أنهم فاسدون إلا بحكم قضائي بات” لافتا إلى وجود حاجة ملحة للمواءمة في القوانين النافذة بهدف مكافحة الفساد.
وحث الانسي المشاركين في الدورة على الاستيعاب الأمثل لمفردات الدورة التدريبية معربا عن أمله في أن تكون لهذه الدورة أثر كبير في تعزيز جهود مكافحة الفساد .. وفي افتتاح الدورة التي يشارك فيها 30 إعلاميا وإعلامية من مختلف المؤسسات والوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وتنظمها الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد على مدى خمسة ايام بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.. أكدت نائب رئيس الهيئة الدكتورة بلقيس ابو اصبع أن الهيئة تعتبر أي بلاغ عن قضية فساد في أي وسيلة إعلامية بلاغاٍ رسمياٍ وفقا لقانون مكافحة الفساد.. وأشارت إلى أن الهيئة تلقت 89 بلاغ فساد عبر وسائل الإعلام أصبح بعضها قضايا منظورة أمام النيابة العامة وأقصي على إثرها عدد من المسؤولين.. واستعرضت دور مركز التدريب التابع للهيئة في تدريب عدد من الكوادر من مختلف الجهات في مجال مكافحة الفساد مشيرة إلى أن الهيئة تطمح لأن يصبح هذا المركز مركزاٍ إقليمياٍ للتدريب في هذا المجال.. وأعربت عن أملها في أن يعمل الإعلام على إيصال رسالة حقيقية وفاعلة إلى المجتمع بضرورة مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة.. عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد رئيس قطاع الإعلام ياسين عبده سعيد نعمان من جهته قال إن هذه الدورة تأتي انطلاقاٍ من إدراك الهيئة لأهمية دور الإعلام في تعزيز الشفافية.
وأشار إلى أن الإعلام يلعب دورا حيويا مقاوماٍ ومكافحاٍ للفساد باعتباره شريكا أساسيا في عملية مكافحة الفساد معتبرا هذه الدورة ثمرة عمل بين الهيئة والمؤسسات الإعلامية. . من جهته أشاد مدير مشروع دعم منظمات المجتمع المدني في مناصرة الشفافية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حسن العنسي بالشراكة القائمة بين الهيئة والبرنامج في إنجاح جهود دعم الشفافية..وبين أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل على دعم وإبراز جهود الهيئة في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد معربا عن أمله في أن يكون لوسائل الإعلام دور فاعل في غرس قيم النزاهة والشفافية بغية تحقيق الأهداف التنموية..فيما اكدت المؤسسات والوسائل الإعلامية في كلمة ألقاها رئيس قطاع قناة اليمن الفضائية حسين باسليم أن الإعلام أداة وشريك فاعل ووسيلة لا يستغنى عنها في مكافحة الفساد وتنوير المجتمع في مكافحة هذه الظاهرة.. وقال باسليم إن الإرادة السياسية في مكافحة الفساد تمثلت في إنشاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد مؤكدا أن الإعلام يجب أن ينتصر لتحقيق قيم الشفافية ومكافحة الفساد.. وأشار إلى وجود إرادة قوية للإعلام اليمني في دعم جهود الهيئة في مكافحة الفساد مستعرضا جهود قطاع قناة اليمن الفضائية في إطار الجهود الداعمة لمكافحة هذه الظاهرة التي تضر بعملية التنمية في اليمن.
بدورها استعرضت مدير مركز التدريب التابع للهيئة الدكتورة ريناتا شميث عددا من مفردات الدورة وما قدمه المركز منذ إنشائه العام الماضي..