تقرير ومتابعة/ زكريا حسان
أكدت دراسة رسمية حديثة ارتفاع معدلات الزواج المبكر والقسري للفتيات النازحات وانتشار عمالة الأطفال في مخيمات المحافظات المتضررة من الحرب بين الحكومة والمتمردين الحوثيين.
وأفادت الدراسة التي نفذتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع عدد من المنظمات المحلية والدولية المختصة بحماية الطفولة بأن كثيرا من الفتيات تم تزويجهن في أعمار تتراوح ما بين 13-17 سنة وبعض هذه الزيجات تكون من رجال متزوجين وكبار سن كما رصدت الدراسة حالات من زواج الشغار أو التبادل.. مرجعة أسباب انتشار الظاهرة إلى اعتقاد أولياء الأمور بأن الزواج يقي الفتاة من المخاطر ويعد آلية للحماية حيث تخاف الأسرة أن تصبح الفتاة بدون أب أو أخ يحميها خاصة أن المعيل للأسرة قد يكون مقتولاٍ أو غائباٍ أو تكون الأسرة النازحة مجزأة بين عدد من الأسر المضيفة.
وأشارت الدراسة إلى أن الفقر في مجتمع النازحين قد أسهم في زيادة معدلات الزواج المبكر وربما يعد الدافع المالي أبرز الأسباب التي تدفع الأسرة إلى هذا الزواج باعتباره وسيلة لتخفيف العبء على كاهل الأسرة أما الزواج القسري فان أهم أسبابه هو شعور الأسرة النازحة بالالتزام تجاه العائلات المضيفة فيكون عرض الزواج كهدية وعرفان بالفضل والجميل خصوصاٍ إذا طالت الإقامة لشهور.
وحذرت الدراسة من الزواج المبكر والقسري للفتيات لما يترتب عليه من أثر سلبي يمتد لفترات طويلة ويزيد من المخاطر المرتبطة بالولادة التي تعاني منها اليمن عموماٍ والمناطق المتضررة من الحرب على وجه الخصوص وتتمثل بزيادة معدلات وفيات الأمهات علاوة على المشاكل الاجتماعية وصعوبة تربية وتنشئة الأطفال والحرمان من التعليم منوهة بأن أولياء الأمور اعتبروا هذا الزواج هو الخيار الأفضل لحماية شرف العائلة من أن ينتهك كما اعتبرت الفتيات أن الزواج المبكر هو الأضمن لهن ولمستقبلهن.
إلى ذلك أشارت الدراسة إلى توسع رقعة الأطفال العاملين في المخيمات يمثل الذكور 75٪ بينما تمثل الإناث 14٪ يعمل 14٪ منهم فترتي الصباح والمساء وربما يضطرون إلى النوم بعيداٍ عن الأسرة ويعمل 26٪ منهم خلال العطل المدرسية.
لافتة إلى أن الأطفال اضطروا للعمل من أجل إعالة أنفسهم وأسرهم نتيجة للأوضاع المعيشية الصعبة ويعمل العديد منهم في الأنشطة الزراعية ويزاول آخرون أعمالا يدوية شاقة أو في الشوارع لفترات طويلة ويتعرضون خلال فترة عملهم لكل أنواع المخاطر والاستغلال وحذرت من أن إبعاد الأطفال عن أسرهم في مراحل تطورهم الأولى سوف يؤثر على حياتهم النفسية والاجتماعية والتعليمية على المدى البعيد.
وحول نوعية الأعمال التي يقوم بها الأطفال أوضحت الدراسة أن ثلثي الأطفال يعملون في مجال الزراعة بما في ذلك زراعة القات وبيعه و32٪ منهم يعملون في الورش والمحلات والمطاعم والفنادق ويقوم الباقون بالتسول في شوارع المدن أما الفتيات فيقمن بالذهاب إلى الجبال القريبة من المخيمات لجمع الحطب والماء والحشيش دون توفير الحماية لهن وعادة ما يستخدم الحطب من قبل الأسرة أو يباع في الأسواق.. وذكرت الفتيات أنهن يتعرضن لقدر هائل من المخاوف والانتهاكات والإساءات بشكل يومي.
وأضافت الدراسة أن أولياء الأمور يعتبرون عمل الأطفال يسهم بشكل كبير في تنمية شخصيتهم واحترام الذات ويمكنهم من اكتساب خبرات مفيدة ويرى 33٪ من أولياء الأمور بأن توقف طفله عن العمل سيؤثر على دخل الأسرة وتوفير الاحتياجات الأساسية لها.
وخلصت الدراسة إلى ضرورة تنظيم حملات فعالة وشاملة لتوعية النازحين والمجتمعات المضيفة والقائمين على الخدمات المتعلقة بحماية الأطفال والتأكد من توفير الخدمات لجميع النازحين في المخيمات وخارجها وتوفير الأمن والغذاء والمأوى والخدمات الطبية وضمان التنسيق الفعال بين المجموعات التي ترصد وتستجيب لقضايا حماية الأطفال وتوسيع وتحسين الخدمات على المستوى المحلي والمركزي لضمان مراقبة فعالة واستجابة سريعة في المحافظات المتضررة في عمران وصعدة والجوف وصنعاء بالإضافة إلى التأكد من أن جميع المنظمات الإنسانية والوكالات على علم بمدونة قواعد السلوك المتعلقة بالاعتداء والاستغلال الجنسي والتوقيع عليها وتدريب الموظفين على الالتزام بهذه المعايير وتعزيز الوعي عند النازحين والمتضررين بمخاطر الزواج المبكر وإنشاء آلية لتقديم الشكاوى.
كما أوصت بإقامة المزيد من المساحات الصديقة للطفل وزيادة فرص الوصول إلى الأنشطة الترفيهية..