تعرفنا على اللاعب الدولي المرحوم علي محسن المريسي في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في عدن وكان يلعب ويشارك مع أكثر من فريق لكنه كان أكثر مبارياته مع فريق شباب التواهي الرياضي وعندما سافر إلى مصر لمواصلة دراسته العليا بسبب حصار الاستعمار الانجليزي للتعليم في عدن طوال تواجده هناك في مصر تعرفوا الاخوة المصريون على اللاعب علي محسن المريسي فاستقطبوه ليكون أحد أعضاء فريق الزمالك المصري حتى سطع نجمه واشتهر شهرة كبيرة ولو كانت أجهزة الإعلام آنذاك متطورة كما هو الآن لنافس اللاعب »بيليه« أحد نجوم العالم.
استمر علي محسن يلعب مع فريق الزمالك المصري لمدة خمس سنوات وهي الفترة التي بقي فيها في مصر للدراسة وعندما عاد إلى الوطن كان يسافر كلما استدعوه للمباراة مع فريق الزمالك كانت معرفتي به عندما حضر ذات مرة إلى دار جمعية الاخاء والتعاون الإسلامي لأبناء شرجب والقريب من نادي شباب التواهي الرياضي وكانت جمعية الاخاء والتعاون مقراٍ لشباب اليمن الرياضي كان رئيس الجمعية حينها الأستاذ عبده سلام أما رئيس الفريق الرياضي فهو الأستاذ محمد سلام سعيد حزام وكان كابتن الفريق الأستاذ التربوي سليمان طربوش وكان في الجمعية حينها حراك ثقافي ورياضي وتربوي لم نعهده من قبل وكان للفريق ميزة خاصة لدى الجماهير اليمنية بقمصانه التي تحمل علم اليمن وبمجرد نزول اللاعبين إلى الاستاد الرياضي تسمع هتافاته المدوية ترتفع عنان السماء تهتف لليمن الطبيعية وهو شعار الطبقة العمالية آنذاك والمؤتمر العمالي ولا زلنا نتذكر تلك المباراة القوية التي جمعت بين فريق شباب اليمن وفريق اليخت البريطاني التابع لملكة بريطانيا عندما ما زارت عدن مع زوجها »دوق دنبرء« وعندما تغلب فريقنا عليهم مما اثار حفيظة أحد لاعبي الفريق الانجليزي وقام بالاعتداء على لاعب الدفاع سليمان طربوش أراد أن يوجه له لكمة لكنه بحكم لياقته البدنية انحنى للأسفل ورفع الانجليزي عالياٍ ليلقيه أرضاٍ ساعتها اخترقت الجماهير الحواجز حاملة العصي والقوارير الفارغة ولولا تدخل الأمن الانجليزي لفتكوا بالفريق هذا من ناحية الفريق أما فريق الأشبال فقد كان يتكون من نخبة مميزة ومعظمهم لا يزالون متواجدون إلى يومنا هذا على رأسهم د/قاسم سلام علي قاسم سلام عبدالواحد المرحوم عبدالغني كليب محمد علي كليب عبدالقهار طربوش أحمد مهيوب سعيد علي عبده أحمد كان معظمهم طلاباٍ في المدرسة الأهلية في التواهي.
هذه نبذة مبسطة عن الفرق الرياضية التي كانت في عدن لكن الذي أريد توضيحه في المقالة أنه إذا كان ولد بيتهوفن للموسيقى فنحن نقول أن علي محسن ولد للكرة كما ولد بيتهوفن للموسيقى وإذا كان خبراء الرياضة في خمسينيات القرن الماضي قالوا أن لعبة كرة القدم انتقلت في أوروبا من العصر الحجري بواسطة بيلية إلى عصر النفاثات وغزو الفضاء فقد انتقلت وكانت وستظل الكرة اليمنية بواسطة علي محسن المريسي بهذا التعريف.
لقد كانت الكرة اليمنية هي الوحيدة في المنطقة لها صولات وجولات واستاد مدينة كريتر الرياضي والشيخ عثمان والتواهي والمعلا والبريقة خير شاهد على ذلك أما الذين يروجون الاشاعات ضد اليمن وخليجي ٠٢ والاشاعات ضد الوطن من قصار النظر فنقول لهم لا تظنون أن أعمالكم ستغطي أو ستحد من معرفة عيوبكم عاملين بالمقولة السائدة »يشتمون أنقاهم أو أصفاهم ليستروا عوراهم« فإن الشعب اليمني قد عرفكم على حقيقتكم فأنتم مجرد أبواق ومروجو أخبار وهذا العمل هو من عمل المفلسين أخلاقياٍ وأدبياٍ وثقافياٍ وسلوكياٍ وتربوياٍ..
محمد سلام الشرجبي