القاهرة/ منى صفوان
بخطوات هادئة وعيون حائرة دخل “ياسين” بوابة السوق القديم في مشهد “هيثم زكي” الأول في فيلمه الجديد كف القمر وهو فيلم للمخرج “خالد يوسف” الذي يعيد تقديم “هيثم زكي” بعد أن ظل بعيدا عن كاميرا السينما طيلة ثلاث سنوات فقد ظلمة التقييم في فيلم “حليم” وكاد أن ينتهي مشواره السينمائي بعد فيلم “البلياتشو” بسبب سوء الإخراج. “فحليم” الذي جسده أحمد زكي كان هو بداية “هيثم” وظهوره الأول وهي البداية التي لم تفلح بتقديم موهبته لسبب بسيط أنه ابن أحمد زكي فقيم على أنه الفنان ابن الفنان وجاء البلياتشو ليدفن موهبته تماما. “هيثم زكي” شخصية خجولة ومتواضعه وفيه من لطف الفنانين وحساسيتهم ولذا أصيب بخيبة أمل بعد هذه البداية ويؤكد أنه أصيب بعقدة بعد فيلم البلياتشو وكاد بسببها أن يترك التمثيل يقول : قعدت في بيتنا ثلاث سنوات انا كنت خلاص بفكر اسيب التمثيل فنفسي عزيزة مقدرش أقول لحد شغلني وفي نفس الوقت اللي كان يعرض علي لم يكن بالمستوى الذي أريده يعني عرضت علي أعمال لكن صعب أقبلها”
إن “هيثم” الآن يدخل بذات الخطوات الهادئة بوابه السينما ذات البوابة القدية التي دخل منها عباقرة السينما يدخلها من ذات الباب “باب الموهبة” في صباح باكر في أول أيامه و يؤكد حقيقة أنه ممثل موهوب حسن الإدراك والإحساس والتواصل البصري ممثل مجتهد وصادق وانه موهوب لأنه موهوب فليس في الفن واسطة أو توريث فبوابه الواسطة والتوريث يؤديان للفشل الحقيقي وهو هنا ليس لأنه ابن العظيم أحمد زكي بل لأنه يحب هذا المجال ولايخفى على أحد أن هيثم الان في مرحلة تاكيد الذات.
وهي مرحلة ممزوجة بالتحدي تحد يبدو إن سيجتازه بهدوء وثقة ويستعد لاستقبال سلسلة نجاحات تعيد لنا ألق موهبة نفتقدها خاصة أنه شديد الشبه بوالده. وعلاقة هيثم بوالده علاقة لم يكتب لها أن تكمل خطوات “هيثم” الأولى في السينما ولعل هذا في مصلحة هيثم فالقدر لم يمهل هيثم أن يستفيد من تجربة والده وأن ينقل له “احمد زكي” خبرته و يعلمه أسرار تجسيد الشخصية لكنه اليوم مع “خالد يوسف” يأخذ ذات الخبرة التي يحتاجها خصوصا في بدايته.
يقول هيثم: لم يلحق والدي ان يعلمني كيف أجسد الشخصية وهو ما أتعلمه الأن من خالد يوسف الذي علمني كيف أراجع تاريخ الشخصية وكيف أتوحد فيها خاصة أني لم أدرس التمثيل فحين قلت لوالدي إني أريد أن أمثل تمهل وقال إذن. ليكن الأمر خطوة خطوة وكان يريدني في البداية أن أنهي دراستي ثم بعد ذلك أمثل لكن بعد ذلك لم يلحق أن يعلمني شيئا في التمثيل ” إذِنú لم يسمح القدر أن يكون احمد زكي هو موجه هيثم ولعل هذا سبب في إخفاقه الأول في فيلم لمخرج لا يجيد التوجيه لكنه هذه المرة في “كف القمر” لخالد يوسف أي أن الأمر مختلف وهذا ما يجعل الخطوات واثقة. وربما هذا في مصلحة هيثم فعدم أخذه أي توجيه من والده يؤكد أنه فنان موهوب ومستقل بذاته. وربما يريد له القدر أن يعيش بداية متعثرة كتلك التي عاشها أحمد زكي ليتأكد إن كان يحب التمثيل أم أنه فقط يجده بابا سهلا وبعد ما حدث له يتاكد ويؤكد هيثم أنه يستحق البقاء وأن هناك موهبة تستحق الظهور. فليس على الطريق أن يكون ممهدا في البداية وخالد يوسف واثق جدا من موهبة “هيثم” وسعيد بالتعاون بينهما ومتحمس جدا ليكون هذا بدء سلسلة تعاون بينهما فهو مهتم بتوجيه هذه الموهبة وإخراج إحساسها العالي وهذا هو المعروف عن خالد يوسف الذي يجدي توجيه ممثليه ويسمح لهم بإظهار قدراتهم وفي كثير من الأحيان أعاد اكتشاف ممثلين مثلوا لسنوات ولم يشعر بهم أحد يؤكد هيثم أنه سعيد بالتعاون مع مخرج كبير كخالد يوسف هذ ه هي بداية هيثم زكي الحقيقية ربما يجب أن يعد هذا هو عمله الاول كفنان موهوب و مستقل وأن يكون ما سبق كأنه تمهيد له في عالم السينما برغم ان إحساسه كان عاليا في “حليم” و لم يكن حضوره باهتا في “البلياتشو” غير أن خطأ “حليم” أنه كان فيلماٍ لأحمد زكي فوضع هيثم في خانة انه يمثل لأن أباه هو أحمد زكي وأما خطأ البلياتشو فهو خطأ مخرج لم يستطع توجيه واستثمار موهبة هيثم وإحساسه وهذا الخطأ يمكن ان يحدث لأي نجم حتى في عز تألقه.. الآن نستعد أن نرى وجها جديدا لهيثم زكي أو “ياسين” ونستقبل على بوابة السينما ممثلا من طراز رفيع وحين يلمع نجم هيثم سنعيد مشاهدته في “حليم ” بعين أخرى ونتاكد من موهبته و ظهوره الأول أنه لم يكن بهذا السوء. بعض النقاد قالوا” في فيلم حيلم ذبحوه وفي فيلم البلياتشو قبروه والان خالد يوسف يخرجه مره أخرى ويعيد إحياء الموهبة المدفونة فيه .. هذه هي السينما والمواهب الحقيقية لابد أن ياتي لها يوم وتظهر.. على الجمهور أن يستعد لاستقبال نجم بحالة خاصة موهبه جديرة بالاحترام والتشجيع عليهم أن يستعدوا أن يروا “ياسين” يخرج هيثم ويعرفنا “بهيثم” كما عرفنا “حيلم” “بهيثم أحمد زكي ” وسيكون حليم هو فيلمه الأروع دائما لأنه جمعه بوالده فحليم الذي جمع أحمد زكي بهيثم أحمد زكي سيكون هو الفيلم الأعظم في تاريخ هيثم بعد ان نتاكد انه ممثل موهوب ويحب هذه المهنة وليس وارثا لها.