يعتبر القطن أو ما يعرف بالذهب الأبيض أحد أهم المحاصيل الزراعية كونه يوفر أكبر قدر من فرص العمل أثناء زراعته ثم جنيه وصولاٍ إلى مرحلة المحالج بل ومراحل صناعة القماش منه ولنا أن نتصور كم يمكن أن يستوعب من أيادي عاملة خاصة إذا ما عرفنا أن مئات الأسر تتخذ من تلك المهنة مصدراٍ للرزق وأدى التدهور في زراعة القطن وتراجعه الكبير إلى انقطاع مثل تلك المصادر وتحول معظم المزارع إلى مزارع للتمباك(التبغ) والذي يستخدم في صناعة السجائر بل والأخطر من ذلك استخدامه في صناعة ما تعرف ( بالشمة ) وهي أحد أهم الأسباب لأمراض السرطان خاصة سرطان الفم واللثة لكن يبدو أن الجهات الرسمية لم تقم إلى الآن ببوادر عملية لإعادة حضارة إنتاج القطن.
وفي هذا الصدد رفع رؤساء وأعضاء جمعيات القطن في الحديدة ولحج وأبين مناشدة عاجلة إلى فخامة الأخ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية جاء فيها :
فخامة المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية راعي النهضة الزراعية حفظكم الله ورعاكم… وبعد
نحن مزارعي القطن والجمعيات العاملة فيه بمحافظات الحديدة وأبين ولحج نرفع إليكم هذا النداء العاجل نظراٍ لما آلت إليه أوضاعنا المعيشية من تدهور نتيجة لما قامت به وزارة الزراعة خلال الثلاثة المواسم السابقة وهذا هو الموسم الرابع قد تحول وزارة القطن من سيىء إلى أسوأ حتى توقفت تماماٍ نظراٍ للسياسة التي تنتهجها وزارة الزراعة تجاه مزارعي القطن.
ولخص مزارعو القطن مجموعة من الأسباب التي تسببت في تدهور زراعة القطن منها :
رفض وزارة الزراعة تقديم القروض البيضاء وقرض الديزل للمزارعين على ذمة المحصول برغم توجيهاتكم الصريحة للوزارة.
عدم تقديم شبكات الري المناسبة بدعم 60٪ وتقسيط الباقي بحسب توجيهات الحكومة بالإضافة إلى عدم الاهتمام بحملات الرش التي تحولت إلى حملة من أصل ثلاث حملات.
ومنها عدم معالجة سعر الكيلو القطن فالمفترض رفعه إلى 200ريال نظراٍ لارتفاع أسعار المشتقات النفطية ثلاثة أضعاف ما كانت عليه أثناء ما كان سعر الكيلو80ريالاٍ وعدم توفر السيولة لشراء المحصول مما يحمل الجمعيات أعباء المديونيات.
وتابعت جمعيات مزارعي القطن الشكوى بالقول:
فخامة الرئيس هذه بعض أسباب التدهور التي لم تقدم الوزارة أي حلول تذكر مما أدى إلى تفاقم مشاكل زراعة القطن وقطع الطريق أمام مئات الأسر التي كانت تقتات من العمل في زراعة وجني القطن وإغلاق المئات من المزارع وحرمان عشرات الآلاف من أبناء كل وادي من الأسر الفقيرة والمعدمة من مصدر رزقها.
وأيضاٍ زيادة معدلات البطالة والفقر وهجرة الشباب للمدن والكارثة الأكبر هي توسع زراعة التمباك على حساب القطن حتى وصل إلى 80٪ في وادي سهام والذي تعتبر الشمة أحد منتجاته.
وتساءل أعضاء جمعيات القطن ومزارعوه عن سبب ممارسة وزارة الزراعة لمثل تلك السياسة التي حرمت الأسر الفقيرة من مصدر رزقها والخزينة العامة للدولة من العملة الصعبة كون القطن (الذهب الأبيض) أحد أهم الصادرات الخارجية.
وناشدو في ختام شكواهم فخامة الرئيس مبادلة أبناء تهامة ولحج وأبين الوفاء بالوفاء كونه من يدعم ويشجع الزراعة في كل مناطق الوطن مطالبين بتنفيذ توجيهاته الكريمة وسرعة اتخاذ المعالجات السريعة لإعادة مجد القطن في هذا الموسم والله يحفظكم ويرعاكم..<
جمعيات مزارعي القطن بمحافظات الحديدة وأبين ولحج