نــور باعباد
قد يتبادر منذ أول وهلة أنني أقصد التداول السلمي للسلطة ذلك المصطلح السياسي المأزوم قدر تأزمنا منه عند كل مرحلة سياسية انتخابية ولكن ما أعنيه هو التداول السلمي للوظيفة أتمنى ان يتحقق كمحاولة لامتصاص الغضب الناجم عن تداولات تخرج علينا بين فترة واخرى في التعيينات التي تحمل تجاوزات بل إنه لا تداول ولا تدوير ولا… وتظل الوظيفة إما حقاٍ مكتسباٍ عند أصحاب الوظائف العليا فأعلى وخاصة وزارات ومؤسسات درجة أولى حيث المكافآت والبدلات أشبه بأحوال الطقس فيرث الابن الوظيفة حتى يشتد عوده ويستطيع الجلوس على كرسي الوظيفة إياها التي كان أبوه شاغلاٍ لها – فمن شابه أباه ما ظلم – ونحن بقدر ماننتقد لانرى تأييدا لهذا النقد او كف عن تلك العادات السلبية المكتسبة منذ فترة بتلك التعيينات الخالية من أية معايير تنافسية في المستوى التعليمي المناسب مهارات إدارية لغوية كمبيوترية خبرة ومعياران غائبان آخران هما التدرج والأقدمية فهما عندنا غائبان إلا ما ملك وساطة وجاهاٍ قبلياٍ ومناطقياٍ ومالاٍ بل وجرأة في التقدم على طابور الترقي المزعوم حيث لاترقي بل الترقي هو عند الصفوة كونه مرتبطاٍ بالقفز على حواجز قوانين الخدمة التي تطبق على الضعفاء والمطبرين على سلم الخدمة وحتى ما يزعم باختيار الكفاءات الشابة فهو أمر مردود عليه كون ذلك يفترض أن يخضع للمفاضلة وخاصة أن اليمن تضخ بالكفاءات والنوابغ ومنها الشابة بدليل كثير من الاختراعات والاكتشافات التي حققها أولئك وما يفترض لهم من التأهيل الإداري والفني ولكن لا هذا لا وذاك بل هي لأبناء الصفوة.
أما من معه هوية يمنية منطلقا للعدل فهذا لايغني ولا يسمن من جوع وليس بكاف وللاسف فهو يحال للوظيفة العامة سواء في التعيين لأول مرة او الترقي ومن ثم التعيين في مستوى اعلى وهي خطوات يفترض ان تتم وفق قوانين الخدمة الادارية ولوائحها فعدم التقيد يعمل على احتقان الوظيفة العامة وحرمان الموظف من حقه وما يسمى بالرسوب الوظيفي في الوقت الذي يقفز آخرون دون وجه حق على شكل طفرة إدارية.
لذا فما نعانيه من فوضى إدارية بمفهوم أن الإدارة مجموعة من الخبرات والمهارات المكتسبة تعين على صواب اتخاد القرار ونظراٍ لعدم اعتماد هذه الآلية فهو تحصيل لسوء الإدارة الذي يرتقي في أحيان كثيرة منه الى مستوى الفساد بشقه الإداري فالماليكمحصلة ونتيجة لضعف خبرات وإمكانيات من وضعوا في مواقع صنع القرار بعضهم لايجيدون الكتابة باللغة العربية كما لايجيدون لغة العصر- الكمبيوتر- وهذه نماذج غائبة على صانع قرار الترشيح والتعيين بل المخجل أن بعض من هم في الوظيفة العامة يزينون مكاتبهم بكمبيوتر لايجيدون استخدامه.
إن بلادنا وهي على عتبة فرص دعم كبير من المانحين وأصدقائها الكثر.. ينبغي ان تقتنص الفرصة وتصلح ما أفسدته السياسة والوساطة وتحقق العدالة في الخدمة المدنية وتضع منظومة متكاملة وصولا إلى تداول سلمي للوظيفة العامة عبر التزام واحترام لقوانين الخدمة التي سنتها في التعيين التدريب والتأهيل الترقي والتدوير مما سيعمل على تحقيق خدمة عامة صالحة فالعدالة والفرص المتساوية حقوق دستورية وأخلاقية ومهنية ومنها يتحقق حب الوطن عبر أخلاقيات وليس شعارات جوفاء ينشغل بها الضعاف للتمويه والإلهاء عن قضايا الوطن.
إن التداول السلمي للوظيفة حاجة وطنية على طريق الحكم الصالح أو الرشيد لا تقل أهميته عن التداول السلمي للسلطة لكثرة ما فاح من تراكمات لايحمد عقباها فنحن بحاجة لقائد إداري مؤهل علميا وعمليا..