لم يبق من الزمن سوى بضعة أشهر حتى تْكمل الثورات اليمنية نصف قرن من عمر كل منها فهذان المتحفان العريقان المتحف العسكري في قلب مدينة صنعاء الذي أرْيد له أن يؤرخ لثورة 26 سبتمبر 1962م والمتحف العسكري في قلب مدينة كريتر بمحافظة عدن والذي أرْيد له أيضاٍ أن يؤرخ لثورة 14 اكتوبر 1963م و30 نوفمبر 1967م وبين نشأة وقيام تلك الثورات ماضياٍ وذكراها حاضراٍ الـ 48 لثورة سبتمبر الـ 47 لثورة اكتوبر والـ43 للاستقلال الوطني نجد أن تلك الثورات الثلاث قد بلغت من العمر عتيا 138 عاماٍ هو العمر الزمني لهن جميعاٍ فإن حافظت تلك المتاحف على متانتها فهل حافظت بالمقابل على متنها من وثائق وأدبيات الثورة أو لما له صلة بها كقراءة ومصادر توثيقية منهجية للأجيال الحاضرة واللاحقة غير خاضعة لاجتزائها ففي عدد من المتاحف الوطنية لدول مجاورة يحظى الجانب التاريخي والوثائقي بأكبر حيز من الاهتمام حتى الصخور والكثبان الرملية أدخلت في متونها بينما نجد متاحفنا تزخر عاماٍ إثر عام بدنو وثائق جمة من دهاليزها من صور لثوار حقيقيين ساهموا في صنع هذه الثورات إن لم يكن لهم اليد الطولى في انتصارها فما أحوجنا لأن ترى أجيالنا حقائق تلك الثورات في ثنايا متاحفنا العسكرية والوطنية وأن ترفدها بكل ما يتعلق بتاريخ الثورات اليمنية حتى ترقى إلى مصاف المتاحف العربية المجاورة وليس المتاحف العالمية فالأعمال بالنيات الصالحة خير وأبقى لغرس حقائقها في أدمغة الأجيال.
تعليق وتصوير : صالح الدابيه