لازلت أذكر صوتك
لازلت أذكر صوتك الجدران
فاض النور من أحجارها الشطآن
سال الطهر في جنباتها الأقمار
ذاب الحسن في لآلئها..
لازلت أذكر كيف كان يعيدْ
ترتيبِ المشاهد
واختيار مواقع التصوير في فصل
النهاية
كيف كان يؤمْ سادات المدينة
للصلاة
وللحياة
كيف كان يعيد تخطيط الشوارع
والدروب
ورسم خارطة البلاد..
كيف تنضج منه حبات العرق
فتعادْ زيتوناٍ ونخلا
وتعادْ أدخنة المصانع
كيف كان يصيرْ زلزالاٍ
يهزْ عروض »كسرى«
بوارج »الصليبيين«
وأضرحة الولاة..
كيف كان يصيرْ »بْركاناٍ«
يصيب لهيبه برد الشتاء
وهدأة الأنغام
في دنيا القوافى..
لازلت أذكرْ صورتك.
عشرات. أسئلة تمرْ بلا حياءُ
تهزم »الشاشات«
تصدرْ بالمدى
آلاف شارات التعجب
كيف كانت ترتقى درجات »منبرنا«
الجبان
بألف »لا«
لأجنحة الحمام
وأسفار المحبة
لاتزان العقل
وحصة التاريخ
والتزام الصبر دوماٍ
للبراءة والتأني
وانقضاء العمر
والتحلي بالخشوع
لأسباب البلاغة
وكل أدعية النجاه..
كيف كانت تشتهي حلو الضجيج
بدل السكون
كيف كانت تشترى بمرارة
»الإصغاء«
وقتاٍ للتمرد..
لازلت أذكر كيف كانا
يثبتان أنك
في أرضك الغروس فيها
كل أطرافك
في بيتك المبني من فقرات
ظهرك
في مائك المنساب من دمك المراق
محمد عبدالحميد