للريف هذه الأيام نكهة مميزة.. أمطار.. أناس طيبون يسودهم روح التكافل الاجتماعي.. كاتب السطور زار مسقط رأسه الأشمور بعد العيد.. بدعوة لحضور زفاف جماعي.. طريق وعرة اضطر كل سكان المنطقة تسويتها بما يسمى »الجايش« وعملوا وازالوا كل العراقيل في الطريق من صخور وأحجار حتى يسهلوا وصول ضيوفهم الكرام.. ولكن هذا الحل المؤقت يستدعي الوقوف أمامه من قبل وزارتي التخطيط والتنمية لسفلتة الكيلومترات المتعثرة! المهم أن العرس الجماعي لتسعة عرسان أقارب قد أدهش الحضور من المدعوين الكرام حيث أن التكافل الاجتماعي قد جعل من كل فرد في المنطقة أن يقدم نصيبه من الأكل للضيوف.. نصبت خيمة تتسع لألف شخص تقريباٍ في ميدان واسع يسمى »الجْرن« وهو مكان لدك محاصيل الشعير والقمح وغيرها حضور مكثف وأهازيج مرحبة بالزوار الضيوف الكرام وسط دقات »الطيسان« والطبول المرحبة.. في منطقة ضلاع الاشمور..
كان العرسان التسعة يرتدون نفس الزي التقليدي المصنوع بأيد يمنية.. يرقصون ترحاباٍ بالضيوف على نفس إيقاعات الطبول وهو ما يسمى بالبرع »الخميس« بعد أن كانت ليلة الأربعاء الخيمة تكتظ بالشباب إلى الصباح.. عرس كان أكثر من رائع والأروع هو المظهر الحضاري الذي يقول لسان حاله في أعراسنا أعراف ومراقيم لا تحبذ إطلاق النار.
خلود علي محمد