انقضى شهر رمضان شهر التوبة والغفران والرحمة والعتق من النار ليغفر الله لمن اجتهد في طلب مغفرته ورحمته فكان موسماٍ لتجارة رابحة لمن اجتهد فيه وأحسن صيامه وقيامه وسعى فيه للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة وكان أيضاٍ موسماٍ لتجار الدنيا لممارسة جشعهم برفع الأسعار على المستهلكين والمغلوبين على أمرهم والمجبرين على توفير متطلبات الشهر الكريم والعيد المبارك أولئك التجار الجشعين الذين ربما زادت أرصدتهم وموازين أموالهم وتناقصت وخفت موازين حسناتهم فجشعهم ربما قد أربحهم شيئاٍ من متاع الدنيا ولكنهم بالمقابل خسروا أرباح ومكاسب الحياة الأخرة فيا تجار الدنيا انقضى شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار لتمارسوا فيه جشعكم ومرضكم المتمثل في حب الحصول على المال بشتى الوسائل والطرق المحللة أو المحرمة لقد وصل حبكم للمال حد العبودية وصار ذلك مرضاٍ وسقماٍ ابتليتم به وليس لكم رغبة الشفاء منه والكبح من جماح أنفسكم وأطماعكم وجشعكم الذي سيرديكم فتصبحوا خاسرين.
أيها الجشعون المحبون العابدون للمال رفقاٍ بأنفسكم فليس من أجل المال خلقتم ولستم في هذه الدنيا بخالدين انما هي أعمالكم يحصيها المولى عز وجل لكم فإن أحسنتم فلأنفسكم وإن أسأتم فعليها ومن أساء فلا يلومن إلاِ نفسه فانظروا لأنفسكم أي منزلة تريدون وأي دار تحبون الخلود فيها وأي دار تستحق أن تحرصوا وتعملوا على كسبها والفوز بها¿!..
زايد منصور الجدري
