وصايا مْشفقú..
أتى رجل معاذ بن جبل – رضي الله عنه – ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه فقال: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حْفظت: إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى تنتظمه لك انتظاماٍ فتزول به معك أينما زلت.
وعنه أيضاٍ أنه كان يقول لابنه: يابني إذا صليت صلاة فصلي صلاة مودع ولا تظن أنك تعود إليها أبداٍ واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين حسنة قدمها وحسنة أخرها.
مِنúِ مثúلْ عْمِرú¿!
روي أن عمر بن عبدالعزيز أتاه ليلة ضيف وكان يكتب فكاد السراج أن يطفأ فقال الضيف: أقوم إلى المصباح فأصلحه¿ فقال: ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه فقال: أفأيقظ الغلام¿ فقال: هي أول نومة نامها فقام وأخذ البسطة (إناء الزيت) وملأ المصباح زيتاٍ فقال الضيف: قمت أنت بنفسك يا أمير المؤمنين¿ فقال: ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ما نقص مني شيء! وخير الناس من كان عندالله متواضعاٍ.
إنها النار!!
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراٍ وقودها الناس والحجارة)..
وقال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (ناركم التي توقدون جزءاٍ من سبعين جزءاٍ من جهنم) قالوا: يا رسول الله وإن كانت لكافية قال: »فإنها فضلت بتسعة وستين جزءاٍ«
يقول ابن رجب الحنبلي – رحمه الله – وأكثر المفسرين على أن المراد بالحجارة حجارة الكبريت توقد بها النار ويقال: إن فيها خمسة أنواع من العذاب ليس في غيرها: سرعة الإيقاد وكثرة الدخان وشدة الالتصاق بالأبدان وقوة حرها إذا حميت..
وقال كعب الأحبار: والذي نفس كعب بيده لو كنت بالمشرق والنار بالمغرب ثم كشف عنها لخرج دماغك من منخريك من شدة حرها.. يا قوم هل لكم بهذا قرار¿ أم لكم على هذا صبر¿
يا قوم طاعة الله أهون عليكم من هذا العذاب فأطيعوه..
والخلاصة.. حياتنا إنما هي ساعات ودقائق وثوان لا شك ولا ريب أنها ماضية وكلما انقضى يوم.. نقص من عمرك وازددت قرباٍ من قبرك..
وما زلنا في دار ابتلاء وامتحان وما تزال صحائفنا مفتوحة..
فالبدار البدار إلى التوبة..
فكما أن الجنة أقرب إليك من شراك نعلك فكذلك النار أقرب إليك من شراك نعلك.. والكيس.. من دان نفسه وعمل لما بعد الموت..