خاص بـ»الوحدة« من القاهرة
تبت/ سامية زي يحيى
الثورة العلمية الكبـرى التى غمـرت العالم كله منذ بداية عصر النهضة º كان لها أثرها الهائل على تقدم العلـوم الطبية والبيئية وأدت إلى زيادة كبيـرة فى متوسـط عمر الإنسـان فالإحصائيات تشير إلى أن متوسط عمر الإنسان زاد نحو 22 عاما على الأقـل فى الثلاثين سـنة الأخيرة كما تشـير إلى أن عمر الإنسان العادى قد يصل إلى المائة والعشـرين سنة فى الثلاثين سنة الأولى من القرن الحادي والعشرين0
لذا يجب العمل على إحداث تغيير كامـل فى أسـلوب حياتنا حتى نستطيع مواكبة الزيادة الكبيرة فى متوسط العمر وجعل الثلاثين سنة الأخيرة فى العمر تجربة إيجابية مثمرة والعمل النشـط المستمر فى خدمة المجتمع والحياة والبيئة التى نعيش فيها0
الحياة بعد السـتين
أحدث الكتب التى انضمت إلى المكتبة العربية ألفه الدكتور ” محمد أبو زيد” أستاذ وطبيب العظام بكلية الطب جامعة القاهرة سابقاº والمشرف على عدد من دور المســــنين فى مصر والخارج وهو أيضا عضو متطوع فى هيئة الأمم قسم ” أطباء بلا حــــدود ” والتى تخدم البشـــــرية فى أى دولة مــــن دول العالم بصرف النظر عن الدين أو اللغة أو اللون 0
فى بداية كتابه الذى قدمه لنا يقول دكتور ” محمد ” : لا تستسلم لدواعى اليأس والإحباط ولا تكن عالة على غيرك فى القيام بأعمالك الخاصة ولا تتبنى الأنماط السلوكية المرتبطة فى أذهان الناس بالتقدم فى العمر مثل الانسحاب من الأنشطة الحياتية المتنوعة ومن المساهمة الإيجابية فى حركة الحياة والمجتمع أخطر ما يواجه المسن هو الآراء التقليدية النمطية التى تربط بين التقدم فى العمـر والضعف القـوي للذاكرة والكرسى المتحرك والخوف لقد ثبت أن المسنين الذين فى السـبعينات من العمـر لديهم القدرة على المزيـد من التعلم وقادرون على مواجهة التحديات التى تقابلهم بطريقـة خلاقة والذين تجاوزوا الستيناتº لديهم الإمكانية للتدريب على مهارات جديدة وتنمية اهتمامات متنوعة مثل ممارسة الرسم والموسيقى.
ولعب الشــــــطرنج والمشـاركة فى النــــشـاطات الخيرية والبيئية وإنشاء عـــــلاقات شــــخصية دافـــــئة مع أقرانهم وبذلك نجحــــــوا فى تطوير شخصيتهم إلى شخــــصية متطورة وجذابة للآخرين0
مواهب متفجرة
فى خريف العمر
ويدلل ” د0 محمد أبو زيد ” على ذلك بقوله أن النحـات والفنان الشهير ” مايكل أنجلو ” قام بأروع أعماله º رسم جدران الكنائس الإيطالية بعد أن تعدى سن السـتين0
كذلك لا ننسى أن العالم الشهير ” فرويد ” مؤسـس علم النفس الحديث كان فى الخامسة والسـتين عندما كان يعمل ويمارس الطـب فى عيادته الخاصـة وكتب أروع كتبـه ” الحضارة والاكتئاب ” وهو فى سن الرابعة والستين وأغلب إسهاماته الكبرى فى وضع ” أسس علم النفس” على أساس عـــــلمى بحت كان عنـــــدما كان فى السبعينات من عمره 0
المخرج السينمائى الشهير ” سيسيل دى ميل ” أخرج أروع أعماله الفنية فى السبعين من عمره º وهو فيلم ” الوصايا العشر” 0
والمعمارى الأميركى الشــــهير ” فرانك رايت ” قدم أعظـم أعماله الخــــلاقة فى نهاية الســــتينات من العمر0
كل هذا يؤكد أن الإنسـان إذا اسـتمر فى تدريب عقله مع العمل الجاد والقراءة º يستطيع أن ينشط هذا العقل º ولا يتركه للصدأ والكسـل.
في النهاية يؤكد ” د0 محمد أن السر فى احتفاظه شخصيا بلياقته العقلية والبدنية أنه لا يتوقف أبدا عن العمل والسفر والمشى والرحلات والتمتع بالصداقات وحضـــور النـــدوات والمشــــاركة فى الأنشــــطة المخــــتلفة فى النوادى ” وحل الكلمات المتقاطعة ” فى الجرائد والتمتع بالعـــــطاء والحب والتسامح مع الناس وكل هذا مكنه من أن يحيا حياة متوازنة متمتـــعا بالصـــحة رغم تخـــطيه الثمانين من العمر !!..