له في الرسم باع قذفته أمواج الشرق إلى جزيرة نائية بها كل تناقضات العالم فاحتضنته أشجارها وتعاطفت معه دلافينها الطيبة فشاع خبر وصوله الجزيرة فتزاحمت عليه ثعالبها واحتوته وافتخرت بسيطرتها عليه وما إن مر حين من الدهر حتى انقلبت الموازين فأصبح يقود فصيل الثعالب ويهاجم بعض الأسود فاقدة المخالب فبنى له بيتاٍ من عظام الصراعات المتراكمة واستغل خلافات الجزيرة في إدارة مصالحه الخاصة فأنشأ وكالة لاستيراد اللحم الأبيض وتصدير الورق المشفر.. وفي إحدى مغامراته استطاع بمساعدة بعض الطيور الساذجة التي تحب الظهور أن يعرف أسباب صراع الديناصورات قديماٍ فاستغل هذا الأمر في إثارة الأحقاد في الصدور تمهيداٍ لإشعال الحرب الأهلية إكمالاٍ للمخطط الذي يعمل هو وزملاؤه في الجزر الأخرى لإنجازه وما أكد سوء نيته ما قاله أحد زبانيته في تصريح خاص لاذاعة الرصيف انه يعمل لحساب سمك القرش بهدف تدمير وحدة أبناء الجزيرة ليسهل دكها وتحويلها إلى ماء وتقول آخر الأنباء أن خيط مؤامراته الدنيئة بدأ ينكشف وتتضح لعبته الشيطانية وحينها لن يبقى أمامه إلا أن يرقص رقصة الموت ويرحل من حيث جاء..
ناصر شريف العتْولي