واقع عربي مرير!
عزالدين الرباصي
> إن ما آل إليه الواقع العربي اليوم من متغيرات بات لايقوى إزاءه المحللون والساسة والكتاب على الخروج بتحليلاتهم وكتاباتهم إلى نتائج مقنعة أو حلول شافية للحالة المتردية التي تعيشها شعوبنا العربية والاسلامية والتي تتفاقم انحدارآ أو هبوطآ عامآ تلو أخر بشكل سلبي ومؤسف وما تعكسه فقط ليس إلا دون الظواهر العديدة الأخرى تلك القنوات الفضائية العربية والدولية على شاشاتها التي تترك أحداثها ليس على المشاهد العربي وحده بل على مشاهدي شعوب العالم أجمع أثرآ تدمى له القلوب وتدمع فيها العيون من هول ما يعتمل على الساحات العربية والإسلامية من قمع وقتل وتنكيل وقهر وجرائم ضد الإنسانية بمختلف فئاتها العمرية أطفالآ وشبابآ وشيوخآ وثكالى دون أسباب تستدعي كل ذلك سوى أن هؤلأ أوغيرهم من الشعوب المقهورة يتوقون ويناضلون للحفاظ على البقاء والعيش بسلام وأمن وإستقرار كسواهم من شعوب العالم على أرض المعمورة هذا النضال الذي طال أمده خاصة بعد خوضه فترة العشرينيات بمجمل متغيراتها والتي صار لايجدي فيها المناشدات والشجب والتنديد والقمم والمؤتمرات التي غالبآ ماتخرج بمجملها بقرارات سلبية لا تجدي أوتغير أوتضع حدآ لاستمرار هذا التعسف والظلم ضد الشعوب العربية والإسلامية في الكثير من بقاع الأرض خاصة في أرض الديانات القدس وما عاناه ولايزال شعبنا الفلسطيني على مدى ستين عامآ وأكثر وسيظل هذا المستعمر جاثمآ على حياة هذا الشعب يحصد أبناءه تباعا مادامت الفرصة سانحة ومتاحة من أصحاب القضية أنفسهم عرب ومسلمين والذين أصابهم الجمود والاستسلام وكأن هذا الواقع قد فرض عليهم أو أنه قدر محتوم صار متمثلآ لدى الغالبية منهم متناسين بحالهم هذه ماهية وجودهم على أرض اليابسة وحقوقهم المكفولة وواجباتهم المناطة بهم وأحقيتهم في العيش أحرارآ وفق التعاليم السماوية لخالق هذا الكون برمته والتعايش السلمي والعادل والمنصف دون تعدي فئة على حقوق الأخرى دون وجه حق إيمانآ بقوله جل وعلا في محكم كتابه »فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله« إن ما يحدث اليوم من تعسف وظلم ضد أبناء شعوب امتنا لأمر محزن ومخز في ذات الوقت الأمر الذي ترك خيبة الأمل لدى شعوب الأمة التي فقدت ثقتها بحكوماتها وساستها وولاة أمرها وشؤونها فصارت مكبلة لا حول لها ولاقوه سوى المشاهدة عن كثب والتأمل بحسرة وألم يعتصرها ويلامس عيشها وتعايشها اليومي المضطرد وينعكس سلباٍ على نفسيتها وخوفها على مصيرها وأبناء أمتها وواقعهم المؤلم الذي لا ينبىء أو يبشر بالأمل في انفراج هذه الأزمات أو ضمان توقف أطماع هذا المستعمر من الزحف والتسلل ليشمل كافة أقطار الأمة الإسلامية والعربية الواحدة تلو الأخرى خاصة في ظل هذا الصمت المطبق الذي علق بجسم هذه الأمة حكومات وشعوباٍ على الرغم من أن الشعوب قد يبرئها البعض من كل ما يجري على واقعها المعاش وعلى ساحات اراضيها إلا أنه في ذات الوقت وانطلاقاٍ من الحقيقة المطلقة من أن الشعوب وحدها هي من تحقق وتحدد مصائرها بنفسها منذ أن وعت وجودها على أرض اليابسة وبداية الحياة البشرية على الأرض وعيشها وتعايشها تباعاٍ أجيالاٍ متعاقبة إلى يومنا هذا أو إلى ما شاء الله أن يكون فإنها بذلك تتحمل أيضاٍ النصيب الأكبر من الوزر إزاء ما يجري على ساحات أراضيها المستعمرة عسكرياٍ وثقافياٍ وسياسياٍ واجتماعياٍ وما إلى ذلك من الأشكال الاستعمارية المفروضة عليها وذلك مما تعكسه الروح والانهزامية لهذه الشعوب والتي تشبثت طويلاٍ ببراثينها وأن الأوان كي تستفيق من غفوتها وتعمل على تحرير ذاتها الإنسانية التي أوجدها الله بها وكرمها في اختيار أسلوب عيشها بالشكل الذي يحفظ لها كرامتها وحقوقها الإنسانية كاملة دون انتقاص وسيادة واستقلال بلدانها وحقها في العيش والأمن والاستقرار والبقاء على أراضيها لتنعم بخيراتها ومواردها الطبيعية المختلفة كسواها من شعوب العالم المتحررة.
نخلص إلى القول من كل ذلك حتى لا نسهب في الحديث فنفقد الفكرة التي نود إيصالها أن إنقاذ واقعنا العربي والإسلامي من الانهيار واجب يتحتم علينا جميعاٍ أفرادا وجماعات حكومات وشعوبا في إطار الأمة الإسلامية والعربية الواحدة من خلال سبر وتوحيد الرؤى والجهود والطاقات التي تصب في قالب واحد نكتشف به مكامن الخلل في أنفسنا ونحاول بل ونبدأ بالفعل بوضع الحلول الشافية والإيجابية النابعة من توجهاتنا الصادقة والمنطلقة من ذاتنا الإنسانية الصرفة التي تميزنا دون سوانا من كائنات أخرى وكمخلوقات أدمية مسؤولة أمام الله والبشرية متسلحين بالتعاليم السماوية السمحاء المنزلة والواضحة في كتاب الله سبحانه وتعالى في كيفية العيش والتعايش السلمى والمنصف الملىء بالعظات والدروس التي تجسدت في سنة المصطفى الأعظم صلوات الله وسلامه عليه الذي استطاع وهو أشرف الخلق بأميته الحكيمة أن يلم شمل الأمم وأن يوحدها على راية واحدة والتعايش وفقها على مبدأ الحب والتفاهم والتعاون والتعايش السلمي الآمن والمضطرد بين أبناء البشرية جمعاء بهذه العقلية التي أشاد بها أعداء هذه الأمة قبل أبنائها والذين كانوا أحرص بل وأذكى منا في دراسة هذه المرحلة المتقدمة للحضارة الإسلامية في عصورها السابقة التي شهدت تطوراٍ لا مثيل له وفندت عوامل وأسباب تطورها وانتشارها على المستوى الدولي فوجدت فيها ضالتها المضمونة وسلاحها الفتاك الذي تخلى عنه أبناء أمتنا وتشبث به أعداؤنا الذين عادوا فصوبوه علينا واستطاعوا من خلاله السيطرة على أمتنا وشعوبها سيطرة تامة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان باتت واضحة وملموسة على أرضية الواقع العربي والإسلامي برمته بل أن هذا العدو لم يكتف بذلك ليحصن نفسه أو يهتز جبروت ظلمه وقهره لهذه الشعوب عبر الألة العسكرية التي مني من خلالها بالهزائم في بعض مناطق العالم الثالث والدول المختلفة الذي حاول تغيير حربه من الألة العسكرية الى الحرب الباردة التي شملت كافة مناحي حياة الشعوب ومجالات تقدمها ومنها ما يسمي بحرب الاستشراق التي تعني ضرب المسلمين بالمسلمين أنفسهم فما يترتب على هذا العدو سوى اشعال الفتيل بين أبناء الأمة الواحدة التي ستؤول إليه الاحداث على ساحتنا العربية والإسلامية الأمر الذي يحتم علينا جميعاٍ النهوض من سباتنا العميق قبل فوات الأوان وقبل أن يغور هذا السلاح عميقاٍ فيصعب علينا بعد ذلك انتزاعه أو التخلص منه.. فهل أن نتوقف المظالم الواقعة على شعوبنا عند هذا الحد وهذا الزمن¿¿<
واقع عربي مرير!
التصنيفات: منوعــات