لكل عالمه الخاص
عشق الجن يحرم الإنس من الزواج الطبيعي
خاص بـ»الوحدة«
إعداد / خالد مصطفى
> اتفق أهل السنة وجماعة المؤمنين على وجود الجن وقد أنزل الله سبحانه وتعالى سورة كاملة بخصوص الجن تسمى سورة الجن وهي السورة رقم 72 في كتاب الله الكريم0
وقد ذكر أيضا الجن في سور عديدة نذكر منها :
قال الله تعالى : ” وخلق الجان من مارج من نار ” سورة الرحمن.
” يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ” سورة الرحمن.. ” والجان خلقناه من قبل من نار السموم ” سورة الحجر.. ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” سورة الذاريات.. ” قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ” سورة النمل.. ” وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا ” “فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ” سورة الكهف..
عالم الجن
في البداية كان يجب أن نستعرض الأدلة والبراهين على وجود عالم الجن والشيطان وعلى عملية دخول الجن إلى جسد الإنسان.. فليس المراد إثباته ولكن هي رغبة في إنارة عقول الناس ومحاولة وضعها في الطريق الصحيح حتى لا تكون فريسة سهلة المنال من مدعي المعرفة..
الأدلة القرآنية
إن من آمن بالله تعالى وقدرته وكتبه ورسـله وباليوم الآخر وبالقدر وبوجود الملائكة لا يتردد لحظة واحدة في تصديق ما أخبر به ربنا في كتابه الحكيم سواء كانت هذه الأمور المخبر عنها أمورا غيبية أو أمورا عينية حتى وإن كانت هذه الأمور الغيبية لا تدركها حواس الإنسان المعروفة من سمع وبصر ولمس وغيرها..
وقد أثبت القرآن الكريم هذه القضية في عشرات الآيات ونجد أنه أخبر بتلك المخلوقات في بعض الآيات ومم خلقت في آيات أخرى وتوعدها في آيات وبشرها في آيات أخرى.. قال تعالى :”وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون º ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون º إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين “.. وفي هذه الآية نجد التصريح الواضح بعملية الخلق والعلة منها..
وفي آية أخرى يقول الله تعالى:” خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار« وهذا دليل على عملية الخلق والوجود.. ويقول الله تعالى أيضا : ” وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو “.. وفى هذه الآية نجد طاعة الملائكة لله وعصيان إبليس لأمر الله والنهى عن اتخاذ إبليس وذريته أولياء.. ويقول الله سبحانه وتعالى :” قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا “.. وفيها نجد قدرتهم على السمع وعلى العقلانية..
وفي قصة سبأ نجد قدرة الجن الخارقة في الإتيان ببعض الأمور حيث نجد ذلك العفريت الذي تعهد على نفسه أن يأتي بعرش الملكة بلقيس قبل أن يقوم سيدنا سليمان من مقامه على الرغم من المسافة الهائلة بين المكان الذي فيه سيدنا سليمان والمكان الذي فيه الملكة بلقيس.. يقول الله تعالى: ” قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين.
الجان فى القرآن
وقد جاء لفظ الجان في القرآن الكريم في سبع مواضع أولها في سورة الحجر قال تعالى : ” والجان خلقناه من قبل من نار السموم “
وفي سورة النمل قال تعالى :” فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ”
وفي سورة الرحمن ذكر لفظ الجان في أربع آيات قال تعالى : ” وخلق الجان من مارج من نار ”
” فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ”
” فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان “.
وهناك آيات تدور وتتناول حقيقة وجود الجن وإنهم سيدخلون النار وأن لهم ذنوبا في الدنيا يحاسبون عليها في الآخرة قال تعالى في سورة الأعراف : ” قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار”.. وقال تعالى في سورة الرحمن :” فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ”
وهناك آية تدل على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة قال تعالى فى سورة الرحمن : ” فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس ولا جان “..
الجان في السـنة
وقد ورد الكثير من الأحاديث على ثبوت وجود الجن قوله صلى الله عليه وسلم : ” ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا: وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير “
وقوله صلى الله عليه وسلم : ” إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم”.
ويخبرنا رسول الله عن ” العوامر ” وهم سكان البيوت من الجن كما نرى في ذلك الحديث : قال ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: ” اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويسقطان الحمل ” قال عبد الله فبينما أنا طارد حية لأقتلها فناداني أبو لبابة لا تقتلها فقلت إن رسول الله قد أمر بقتل الحيات قال: إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي ” العوامر ”
أنواع الجن
يختلف الجن في طبيعته عن الإنس ففيهم أصناف متعددة كما جاء في الحديث الذي رواه أبي ثعلبه الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الجن ثلاث أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وعقارب وصنف يحلون ويظعنون ” وهذا الحديث رواه الطبراني والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات بإسناد صحيح..
وكذلك فإن الجن يفضلون الأماكن الخالية من الإنس كالأماكن التي يستخدمها الإنسان وتضم المذابل والقمامة لأنهم يأكلون من فضلات طعام الإنس ومنهم من يسكن مع الإنس ومنهم من يسكن الخلاء والشقوق والجحور فقد روى النسائي بسنده عن قتاده عن عبد الله بن سرجس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” لا يبول أحدكم فى جحر”.. قالوا لقتاده: وما يكره في البول في الجحر¿ قال: يقال إنها مساكن : الجن.. والجن تسكن أعطان الإبل فقد ورد أنها مع مأوى الشياطين.
وللجن أنواع أولها :” العمار” ويطلق على هذا النوع العمار والمفرد عامر وسكنوا الأماكن العامرة التي يعيش فيها الإنسان ومنهم مؤمن ومنهم كافر وثانيها :” الشيطان” وهو الجن الكافر الذى سار على نهج إبليس في الخبث والأبلسة وثالثهما : “المارد ” وهو أقوى من الشيطان في كفره وطغيانه وإيذاء بني آدم وإغوائه للفساد ورابعهما: ” العفريت” وهو أقوى أنواع الجن وطاقته الشيطانية تفوق كل أنواع الجن0
مسكن الجن
يسكن الجن في موضع النجاسة مثل الحمامات والمقابر والمزابل وفي القمامة وفي الأماكن المهجورة والمظلمة والجبال وأماكن الماء والصحارى.
ولذلك نجد أن الأشخاص الذين يتعاملون مع الجان وهم ما نطلق عليهم المخاوين (مفرده المخاوي) تجدهم يأوون إلى هذه الأماكن0
ماذا يأكل الجن¿!
يأكل الجن مع الإنسان كل أنواع الطعام إذا لم يذكر اسم الله عليه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا دخل الرجل بيته فذكر الله سبحانه وتعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء “.. ” وإذا دخل فلم يذكر الله سبحانه وتعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء “.
يأكل ويشرب بشماله
عن إبن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” لا يأكلن أحد منكم بشماله ولا يشرب بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها “.. رواه مسلم وأبو داود والترمذي ومالك.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله ويأخذ بشماله ” رواه أحمد ومسلم..
وعن عمر بن سلم رضي الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا بني سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ومن نسي التسمية فليقل : بسم الله أوله وآخره” أبو داود والترمذي.
خصائص الجن
والجن يتشكل في صورة آدمي أو حيوان أو غير ذلك فهو يأكل ويشرب ويمضغ ويبلع مثل الإنسان وطعامهم طعام الإنس إذا لم يذكر اسم الله عليه..
وأيضا من خصائصه التناسل والتناكح كالإنس تماما أيضا يكون انتشار الجن ليلا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إذا نمتم فاطفئوا سراجكم فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم” ومن خصائصه أيضا أنه يصفد في رمضان عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن”0
لبس الجن للإنس
وهذه قضية تعتبر من أكثر القضايا انتشارا بين الناس والأسباب وراء ذلك مجهولة وليست معلومة وإن كنا لا نعلم مصداقية أو كذب دخول الجن في جسد الإنسان أولا لأسباب عديدة منها اختلاف ماهية الجن عن ماهية الإنس وما النفع الذي سيعود على الجن من ذلك..
ونقلا عن أئمة الإسلام يقول “ابن تيميه”: “وجود الجن ثابت بالقرآن والسنة واتفاق سلف الأمة وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة السنة وهو أمر مشهور محسوس لمن تدبره يدخل في المصروع ويتكلم بكلام لا يعرفه بل ولا يدري به بل يضرب ضربا لو ضربه جمل لمات ولا يحمى به المصروع وقوله تعالى :” كالذي يتخبطه الشيطان من المس ” وقوله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يجري من إبن آدم مجرى الدم”.
ويقول ابن حزم : وصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسا كما جاء في القرآن يثير به من طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة من الدماغ كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خوف منهم فيحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده وهذا هو نص القرآن وما توجيه المشاهدة..
القرآن والرقية الشرعية
ويقول الشيخ ” محمد الرملي ” أحد مشايخ الأزهر: قد يسأل البعض منا طالما أن للجن عالمه الخاص وللإنس عالمه الخاص فلماذا يتحرش الجن بالإنس إلى درجة أن يدخل في جسده ويوقع به أشد الضرر فهناك أسباب تجعل الجني يبذل قصارى جهده حتى يدخل داخل الجسد وهذا ما يطلق عليه ” مس الجني للإنس ” الأسباب كالآتي: أولا : ظلم الإنسي للجني بطريقة ما مثل صب ماء حار عليه أو الوقوع عليه بغير قصد ويتخيل الجني بأن الإنسان يقصد ذلك ويكون سبب الدخول هو الانتقام من هذا الإنسي ثانيا: أن يكون مكلفا من أحد السحرة بذلك.. ثالثا : العشق وهذا نوع يحدث عندما يعشق الجني إنسيا أو تعشق جنية إنسياٍ وبالتالي يحرم هؤلاء الإنس من الزواج الطبيعي.
وإذا ما ثبت أن الشخص الذي يقال عنه مصروع أو ملبوس من الجن غير مريض مرضا نفسيا أو عضالا فبالتالي يمكن علاجه عن طريق القرآن الكريم والأدعية النبوية ويزيل الله أسباب مرضه ويشفي المريض ويحرم استعمال أي من المهاترات الفارغة التي يستعملها الدجالون الذين يعتقدون أنفسهم معالجين بالقرآن وأنهم لهم القدرة على إخراج الجن من جسم الإنسان..
والسحر والحسد والجن كلها مرتبطة بالجن ولكن العلاج عن طريق بعض الآيات القرآنية المخصصة لذلك وقد يعجز الطب البشرى عن علاج هذه الحالات المرضية وينجح فيها القرآن الكريم..
ولكن أحب القول أنه ليس كل مريض يتخبط من المرض ويقول أنه ملبوس أو مصروع من الجن يكون كلاما صحيحا بل لابد أن يقرأ عليه آيات الكشف وقبل كل ذلك عرض المريض على الأطباء البشريين للتأكد إذا لم يكن مريضا مرضا نفسيا أو غيرها وبعد ذلك يتم الإقرار بالعلاج بآيات القرآن الكريم والرقية الشرعية هي الأساس والثانية القراءة القرآنية المجملة بعموم القرآن.<
خاص بـ»الوحدة«
إعداد / خالد مصطفى
> اتفق أهل السنة وجماعة المؤمنين على وجود الجن وقد أنزل الله سبحانه وتعالى سورة كاملة بخصوص الجن تسمى سورة الجن وهي السورة رقم 72 في كتاب الله الكريم0
وقد ذكر أيضا الجن في سور عديدة نذكر منها :
قال الله تعالى : ” وخلق الجان من مارج من نار ” سورة الرحمن.
” يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ” سورة الرحمن.. ” والجان خلقناه من قبل من نار السموم ” سورة الحجر.. ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” سورة الذاريات.. ” قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ” سورة النمل.. ” وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا ” “فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ” سورة الكهف..
عالم الجن
في البداية كان يجب أن نستعرض الأدلة والبراهين على وجود عالم الجن والشيطان وعلى عملية دخول الجن إلى جسد الإنسان.. فليس المراد إثباته ولكن هي رغبة في إنارة عقول الناس ومحاولة وضعها في الطريق الصحيح حتى لا تكون فريسة سهلة المنال من مدعي المعرفة..
الأدلة القرآنية
إن من آمن بالله تعالى وقدرته وكتبه ورسـله وباليوم الآخر وبالقدر وبوجود الملائكة لا يتردد لحظة واحدة في تصديق ما أخبر به ربنا في كتابه الحكيم سواء كانت هذه الأمور المخبر عنها أمورا غيبية أو أمورا عينية حتى وإن كانت هذه الأمور الغيبية لا تدركها حواس الإنسان المعروفة من سمع وبصر ولمس وغيرها..
وقد أثبت القرآن الكريم هذه القضية في عشرات الآيات ونجد أنه أخبر بتلك المخلوقات في بعض الآيات ومم خلقت في آيات أخرى وتوعدها في آيات وبشرها في آيات أخرى.. قال تعالى :”وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون º ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون º إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين “.. وفي هذه الآية نجد التصريح الواضح بعملية الخلق والعلة منها..
وفي آية أخرى يقول الله تعالى:” خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار« وهذا دليل على عملية الخلق والوجود.. ويقول الله تعالى أيضا : ” وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو “.. وفى هذه الآية نجد طاعة الملائكة لله وعصيان إبليس لأمر الله والنهى عن اتخاذ إبليس وذريته أولياء.. ويقول الله سبحانه وتعالى :” قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا “.. وفيها نجد قدرتهم على السمع وعلى العقلانية..
وفي قصة سبأ نجد قدرة الجن الخارقة في الإتيان ببعض الأمور حيث نجد ذلك العفريت الذي تعهد على نفسه أن يأتي بعرش الملكة بلقيس قبل أن يقوم سيدنا سليمان من مقامه على الرغم من المسافة الهائلة بين المكان الذي فيه سيدنا سليمان والمكان الذي فيه الملكة بلقيس.. يقول الله تعالى: ” قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين.
الجان فى القرآن
وقد جاء لفظ الجان في القرآن الكريم في سبع مواضع أولها في سورة الحجر قال تعالى : ” والجان خلقناه من قبل من نار السموم “
وفي سورة النمل قال تعالى :” فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ”
وفي سورة الرحمن ذكر لفظ الجان في أربع آيات قال تعالى : ” وخلق الجان من مارج من نار ”
” فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ”
” فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان “.
وهناك آيات تدور وتتناول حقيقة وجود الجن وإنهم سيدخلون النار وأن لهم ذنوبا في الدنيا يحاسبون عليها في الآخرة قال تعالى في سورة الأعراف : ” قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار”.. وقال تعالى في سورة الرحمن :” فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ”
وهناك آية تدل على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة قال تعالى فى سورة الرحمن : ” فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس ولا جان “..
الجان في السـنة
وقد ورد الكثير من الأحاديث على ثبوت وجود الجن قوله صلى الله عليه وسلم : ” ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا: وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير “
وقوله صلى الله عليه وسلم : ” إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم”.
ويخبرنا رسول الله عن ” العوامر ” وهم سكان البيوت من الجن كما نرى في ذلك الحديث : قال ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: ” اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويسقطان الحمل ” قال عبد الله فبينما أنا طارد حية لأقتلها فناداني أبو لبابة لا تقتلها فقلت إن رسول الله قد أمر بقتل الحيات قال: إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي ” العوامر ”
أنواع الجن
يختلف الجن في طبيعته عن الإنس ففيهم أصناف متعددة كما جاء في الحديث الذي رواه أبي ثعلبه الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الجن ثلاث أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وعقارب وصنف يحلون ويظعنون ” وهذا الحديث رواه الطبراني والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات بإسناد صحيح..
وكذلك فإن الجن يفضلون الأماكن الخالية من الإنس كالأماكن التي يستخدمها الإنسان وتضم المذابل والقمامة لأنهم يأكلون من فضلات طعام الإنس ومنهم من يسكن مع الإنس ومنهم من يسكن الخلاء والشقوق والجحور فقد روى النسائي بسنده عن قتاده عن عبد الله بن سرجس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” لا يبول أحدكم فى جحر”.. قالوا لقتاده: وما يكره في البول في الجحر¿ قال: يقال إنها مساكن : الجن.. والجن تسكن أعطان الإبل فقد ورد أنها مع مأوى الشياطين.
وللجن أنواع أولها :” العمار” ويطلق على هذا النوع العمار والمفرد عامر وسكنوا الأماكن العامرة التي يعيش فيها الإنسان ومنهم مؤمن ومنهم كافر وثانيها :” الشيطان” وهو الجن الكافر الذى سار على نهج إبليس في الخبث والأبلسة وثالثهما : “المارد ” وهو أقوى من الشيطان في كفره وطغيانه وإيذاء بني آدم وإغوائه للفساد ورابعهما: ” العفريت” وهو أقوى أنواع الجن وطاقته الشيطانية تفوق كل أنواع الجن0
مسكن الجن
يسكن الجن في موضع النجاسة مثل الحمامات والمقابر والمزابل وفي القمامة وفي الأماكن المهجورة والمظلمة والجبال وأماكن الماء والصحارى.
ولذلك نجد أن الأشخاص الذين يتعاملون مع الجان وهم ما نطلق عليهم المخاوين (مفرده المخاوي) تجدهم يأوون إلى هذه الأماكن0
ماذا يأكل الجن¿!
يأكل الجن مع الإنسان كل أنواع الطعام إذا لم يذكر اسم الله عليه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا دخل الرجل بيته فذكر الله سبحانه وتعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء “.. ” وإذا دخل فلم يذكر الله سبحانه وتعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء “.
يأكل ويشرب بشماله
عن إبن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” لا يأكلن أحد منكم بشماله ولا يشرب بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها “.. رواه مسلم وأبو داود والترمذي ومالك.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله ويأخذ بشماله ” رواه أحمد ومسلم..
وعن عمر بن سلم رضي الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا بني سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ومن نسي التسمية فليقل : بسم الله أوله وآخره” أبو داود والترمذي.
خصائص الجن
والجن يتشكل في صورة آدمي أو حيوان أو غير ذلك فهو يأكل ويشرب ويمضغ ويبلع مثل الإنسان وطعامهم طعام الإنس إذا لم يذكر اسم الله عليه..
وأيضا من خصائصه التناسل والتناكح كالإنس تماما أيضا يكون انتشار الجن ليلا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إذا نمتم فاطفئوا سراجكم فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فيحرقكم” ومن خصائصه أيضا أنه يصفد في رمضان عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن”0
لبس الجن للإنس
وهذه قضية تعتبر من أكثر القضايا انتشارا بين الناس والأسباب وراء ذلك مجهولة وليست معلومة وإن كنا لا نعلم مصداقية أو كذب دخول الجن في جسد الإنسان أولا لأسباب عديدة منها اختلاف ماهية الجن عن ماهية الإنس وما النفع الذي سيعود على الجن من ذلك..
ونقلا عن أئمة الإسلام يقول “ابن تيميه”: “وجود الجن ثابت بالقرآن والسنة واتفاق سلف الأمة وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة السنة وهو أمر مشهور محسوس لمن تدبره يدخل في المصروع ويتكلم بكلام لا يعرفه بل ولا يدري به بل يضرب ضربا لو ضربه جمل لمات ولا يحمى به المصروع وقوله تعالى :” كالذي يتخبطه الشيطان من المس ” وقوله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يجري من إبن آدم مجرى الدم”.
ويقول ابن حزم : وصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسا كما جاء في القرآن يثير به من طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة من الدماغ كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خوف منهم فيحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده وهذا هو نص القرآن وما توجيه المشاهدة..
القرآن والرقية الشرعية
ويقول الشيخ ” محمد الرملي ” أحد مشايخ الأزهر: قد يسأل البعض منا طالما أن للجن عالمه الخاص وللإنس عالمه الخاص فلماذا يتحرش الجن بالإنس إلى درجة أن يدخل في جسده ويوقع به أشد الضرر فهناك أسباب تجعل الجني يبذل قصارى جهده حتى يدخل داخل الجسد وهذا ما يطلق عليه ” مس الجني للإنس ” الأسباب كالآتي: أولا : ظلم الإنسي للجني بطريقة ما مثل صب ماء حار عليه أو الوقوع عليه بغير قصد ويتخيل الجني بأن الإنسان يقصد ذلك ويكون سبب الدخول هو الانتقام من هذا الإنسي ثانيا: أن يكون مكلفا من أحد السحرة بذلك.. ثالثا : العشق وهذا نوع يحدث عندما يعشق الجني إنسيا أو تعشق جنية إنسياٍ وبالتالي يحرم هؤلاء الإنس من الزواج الطبيعي.
وإذا ما ثبت أن الشخص الذي يقال عنه مصروع أو ملبوس من الجن غير مريض مرضا نفسيا أو عضالا فبالتالي يمكن علاجه عن طريق القرآن الكريم والأدعية النبوية ويزيل الله أسباب مرضه ويشفي المريض ويحرم استعمال أي من المهاترات الفارغة التي يستعملها الدجالون الذين يعتقدون أنفسهم معالجين بالقرآن وأنهم لهم القدرة على إخراج الجن من جسم الإنسان..
والسحر والحسد والجن كلها مرتبطة بالجن ولكن العلاج عن طريق بعض الآيات القرآنية المخصصة لذلك وقد يعجز الطب البشرى عن علاج هذه الحالات المرضية وينجح فيها القرآن الكريم..
ولكن أحب القول أنه ليس كل مريض يتخبط من المرض ويقول أنه ملبوس أو مصروع من الجن يكون كلاما صحيحا بل لابد أن يقرأ عليه آيات الكشف وقبل كل ذلك عرض المريض على الأطباء البشريين للتأكد إذا لم يكن مريضا مرضا نفسيا أو غيرها وبعد ذلك يتم الإقرار بالعلاج بآيات القرآن الكريم والرقية الشرعية هي الأساس والثانية القراءة القرآنية المجملة بعموم القرآن.<