رئيس المركز اليمني للشفافية ومكافحة الفساد لـ"الوحدة"

رئيس المركز اليمني للشفافية ومكافحة الفساد لـ”الوحدة”
الفساد قضية مجتمعية لا تقتصر على الحكومة
المنظمات المدنية شريك أساسي‮ ‬في‮ ‬مكافحة الفساد
‮> ‬قال المحامي‮ ‬حسن أبو حليقة‮ – ‬رئيس المركز اليمني‮ ‬للشفافية ومكافحة الفساد‮ ‬أن الفساد لا زال‮ ‬يمثل أبرز التحديات التي‮ ‬تواجهها الدول والمجتمعات في‮ ‬مختلف أنحاء العالم‮.‬
وأشار إلى أنه لابد من‮  ‬تعزيز قيم الشفافية والنزاهة لمكافحة الفساد في‮ ‬اليمن والتي‮ ‬تعد قضية مجتمعية لابد أن تتكامل الأدوار بين الجهات المختلفة أكانت حكومية أو مدنية للوقاية من الفساد ومكافحته وتجفيف منابعه من خلال جهود الشراكة مع أجهزة الدولة وفي‮ ‬مقدمتها المؤسسات الارشادية والتوعية ووسائل الإعلام لرفع وعي‮ ‬الجمهور بمخاطر هذه الآفة المستشرية في‮ ‬البلاد‮.‬
وأضاف أبو حليقة في‮ ‬هذا الحوار أن مخرجات التعليم في‮ ‬بلادنا لا تلبي‮ ‬احتياجات التنمية وأن ثقافة ومفاهيم الولاء الوطني‮ ‬لدى الشباب‮ ‬غائبة تماماٍ‮ ‬عن المناهج التعليمية فإلى التفاصيل‮:‬
حاوره‮/ ‬نجيب علي‮ ‬العصار
‮> ‬كيف تبلورت لديكم فكرة إنشاء هذا المركز¿
‮>> ‬في‮ ‬البدء لا بد من الاشارة إلى أن الفساد مثل ولا‮ ‬يزال أحد أبرز التحديات التي‮ ‬تواجه الدول والمجتمعات في‮ ‬مختلف أنحاء العالم‮.‬
لذلك تمثل عملية مكافحة الفساد عاملاٍ‮ ‬أساسياٍ‮ ‬في‮ ‬احداث التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية‮ ‬غير أن هذه العملية ليست مهمة جهة بعينها بل باعتبارها مسؤولية مجتمعية وقضية مجتمع‮ ‬يجب أن تتضافر فيها الجهود للمؤسسات وكافة فئات المجتمع في‮ ‬تعزيز قيم النزاهة والشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد‮.‬
لذا فإن تأسيس المركز اليمني‮ ‬للشفافية ومكافحة الفساد جاء نتيجة للجو الديمقراطي‮ ‬الذي‮ ‬تعيشه بلادنا والذي‮ ‬يحظى باهتمام القيادة السياسية في‮ ‬خلق منظمات مدنية تعد شريكاٍ‮ ‬أساسياٍ‮ ‬في‮ ‬مكافحة آفة الفساد‮ ‬‮ ‬وهذا الجو هيأ لنا إنشاء مثل هذا المركز وفقاٍ‮ ‬للدستور اليمني‮ ‬المادة‮ »٨٥« ‬الذي‮ ‬كفل للمواطنين الحق في‮ ‬تنظيم أنفسهم فجاءت فكرة التأسيس بعد دراسة مستفيضة ودقيقة انبثقت من عمق الولاء الوطني‮ ‬وحب هذا البلد أولاٍ‮ ‬قبل أي‮ ‬شيء‮.‬
لكننا نؤكد أنه لابد من تعزيز قيم الشفافية والنزاهة‮ ‬‮ ‬فمكافحة الفساد هي‮ ‬قضية مجتمع لابد أن تتكامل الأدوار بين الجهات المختلفة للوقاية من الفساد ومكافحة وتجفيف منابعه وازدراء الفاسدين ومحاربتهم ويأتي‮ ‬ذلك من خلال جهود الشراكة المتكاملة مع أجهزة الدولة وفي‮ ‬مقدمتها المؤسسات الارشادية والتوعوية ووسائل الإعلام لرفع وعي‮ ‬الجمهور بمخاطر الفساد‮.‬
دور‮ ‬غائب
‮> ‬ثمة دور مجتمعي‮ ‬غائب عن محاربة آفة الفساد‮.. ‬برأيك من‮ ‬يتحمل‮ ‬غياب هذا الدور¿
‮>> ‬حقيقة منظمات المجتمع المدني‮ ‬تعد شريكاٍ‮ ‬اساسياٍ‮ ‬في‮ ‬عملية مكافحة الفساد باعتبارها عاملاٍ‮ ‬مهماٍ‮ ‬في‮ ‬تقدم المجتمعات وتطورها‮ ‬‮ ‬ناهيك عن مناصرة الشفافية ومتابعة الموارد العامة وهل‮ ‬يحسن التصرف بها لتصب في‮ ‬عملية بناء المجتمع وتطوره‮.‬
وهناك أدوار بدأت لمحاربة هذه الظاهرة‮ ‬‮ ‬فالحكومة بدأت بهذا الدور وانشأت اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد برئاسة الأستاذ عبدالقادر باجمال‮ ‬‮ ‬ثم تلى ذلك إنشاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد وفقاٍ‮ ‬للقانون‮ (‬39‮) ‬لسنة‮ ‬2006م بشأن مكافحة الفساد والتي‮ ‬أنشئت بموجبه بأنها هيئة وطنية مستقلة لها صلاحيات قانونية في‮ ‬مكافحة الفساد إضافة إلى توعية أفراد المجتمع بمخاطره‮.‬
والهيئة حققت حتى الآن نجاحات وإنجازات لا بأس بها في‮ ‬هذا الجانب‮ ‬‮ ‬وانما وكما قلت هناك‮ ‬غياب لدور المجتمع المدني‮ ‬في‮ ‬مكافحة الفساد‮ ‬‮ ‬وهنا لا بد من آلية وبمشاركة مجتمعية للتعريف بالفساد ومخاطره‮ ‬‮ ‬فالفساد لا‮ ‬يمكن انكاره وأصبح مستشرياٍ‮ ‬ليس في‮ ‬بلدنا فقط‮ ‬‮ ‬بل وفي‮ ‬البلدان النامية بشكل كبير وملحوظ‮ ‬‮ ‬وأنا أعزو بل وأؤكد أن أغلب المشاكل التي‮ ‬حدثت مثلاٍ‮ ‬في‮ ‬صعدة هي‮ ‬نتيجة لمشكلة الفساد وسأوضح لك هذه النقطة أولاٍ‮: ‬انه لم‮ ‬يتم تعميق وغرس مفاهيم الولاء الوطني‮  ‬لدى هؤلاء الشباب المغرر بهم الذين رفعوا السلاح في‮ ‬وجة الدولة‮ ‬كذلك جيل الوحدة في‮ ‬بعض المحافظات الجنوبية‮ ‬يسيئون لها‮ ‬ومثل هذا الامر‮ ‬يعد فساداٍ‮ ‬يتحمل مسؤوليته بالدرجة الاولى المجتمع بكافة شرائحه نتيجة سوء التربية وعدم تعميق مفاهيم الولاء الوطني‮ ‬في‮ ‬نفوس أجيالنا‮ ‬‮ ‬فمكافحة الفساد‮ ‬غائبة في‮ ‬المجتمع بشكل عام وأوجه سؤالاٍ‮ ‬من خلال هذا المنبر‮.. ‬هل تحب اليمن¿ وماذا صنعت من أجلها¿ هذا السؤال أرجو أن‮ ‬يوجه للعامة بلا استثناء‮. ‬
حلول والمعالجات
‮> ‬ذكرت أن الفساد آفة مستشرية في‮ ‬مجتمعنا بشكل لافت من وجهة نظرك ما هي‮ ‬الوسائل الناجعة لمحاربة هذه الظاهرة وأنتم حديثو التجربة وستشهرون المركز قريباٍ‮ ‬دائماٍ‮ ‬ما‮ ‬يقرأ المواطنون أن هناك‮ ‬هدراٍ‮ ‬للمال العام من خزينة الدولة‮ ‬‮ ‬بينما لا‮ ‬يرون فاسداٍ‮ ‬واحداٍ‮ ‬تمت محاكمته أمام القضاء‮ – ‬ما تعليقك¿
‮>> ‬اعتقد أن تشخيص الخلل أصعب من علاجه وينبغي‮ ‬الاعتراف أولاٍ‮ ‬بوجود الفساد ثم معالجته ثانياٍ‮ ‬‮ ‬فنحن نقرأ أن هناك فساداٍ‮ ‬ونحن كواحدة من منظمات المجتمع المدني‮ »‬توعوية‮ – ‬اجتماعية‮« ‬نسعى إلى توعية الجماهير والنشء والمجتمع بمخاطر الفساد ولدينا أهداف معينة ومفيدة لدينا دائرة خاصة بالبحث العلمي‮ ‬‮ ‬وكذلك بنك للمعلومات هذه مهمتها البحث عن أسباب الفساد ومخاطره وآلياته وكيفية معالجته بأسلوب علمي‮ ‬عبر نخبة من الأكاديميين وباشراك كافة المجتمع في‮ ‬هذه الآلية التي‮ ‬نسعى إليها‮ ‬‮ ‬كما أن هدفنا الثاني‮ ‬هو التعاون مع هيئة مكافحة الفساد والسلطتان التشريعية والقضائية في‮ ‬مجالي‮ ‬التوعية والأبحاث‮..    ‬
لسنا سلطة‮!‬
‮> ‬هل سيقتصر دوركم على التوعية فقط¿
‮>> ‬لا‮.. ‬لدينا طموح‮.. ‬فنحن لسنا سلطة كي‮ ‬نحاسب أحداٍ‮ ‬ولكننا سنحاول أن نشخص ونعطي‮ ‬العلاج المناسب‮ ‬وهناك جهات تتولى هذه المسائل‮ ‬ونحن نقف إلى جوار الحكومة في‮ ‬مكافحة الفساد‮ ‬ونحاول قدر الامكان تحسين صورة اليمن أمام الآخرين أينما كانوا‮ ‬وهذه الصورة التي‮ ‬بدأ قلة‮ ‬يسيئون اليها في‮ ‬تصرفاتهم‮ ‬سواءٍ‮ ‬من الفساد المالي‮ ‬والاداري‮ ‬أو الفساد السياسي‮ ‬وكذلك نخاطب شريحة العلماء بما هو مفهوم الفساد في‮ ‬نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ومن‮  ‬خلال النزول إلى الشارع ولدينا أهداف اخرى كثيرة‮.‬
خطط مستقبلية
‮> ‬هل لديكم برامج موسعة للنزول الميداني‮ ‬وتوعية الناس بمخاطر الفساد في‮ ‬المجتمع¿
‮>> ‬نعم لدينا برامج توعوية لذلك لدينا دائرتان دائرة الثقافة والتوعية والارشاد والدائرة الاعلامية وكذلك لدينا مشروع انشاء صحيفة بإسم المركز وإقامة ندوات من ضمنهما الندوة التي‮ ‬ستدشن عقب الافتتاح بعنوان‮ »‬القوى السياسية ودورها في‮ ‬مكافحة الفساد‮« ‬وتستهدف هذه الندوة الخروج بآلية مكثفة للأحزاب والقوى السياسية حول كيفية مكافحة الفساد‮ ‬ومن ضمن الانشطة التي‮ ‬نحن بصدد تنفيذها على مراحل مدروسة ومسبقة‮ ‬ولا زال اعتمادنا ذاتياٍ‮ ‬حتى اللحظة‮.‬
‮> ‬كمركز حديث من‮ ‬يدعمكم¿
‮>> ‬حتى اللحظة وأنا مسؤول عن كلامي‮ ‬لم‮ ‬يدعمنا أحد أو أي‮ ‬جهة حكومية أو حزبية حتى اللحظة ولا نقبل بأن نكون مظلة لأي‮ ‬فاسد‮ ‬فنحن منظمة مجتمع مدني‮ ‬مستقلة نسعى من خلالها إلى تحقيق أهدافنا‮ ‬واللائحة والنظام الاساسي‮ ‬حدد مواردنا المالية وآلياتها‮ ‬وليس لنا أي‮ ‬موارد سوى التبرعات والهبات‮ ‬غير المشروطة للمركز‮.‬

تحديات جمة
‮> ‬التعليم‮ ‬يعتبر أحد أهم شروط التنمية والتطور وبدونه تتراجع مساهمة العنصر البشري‮- ‬عماد التنمية‮- ‬ومحركها الاساسي‮.. ‬كيف‮  ‬ترى مستقبل التعليم في‮ ‬اليمن¿
‮>> ‬بلا شك أن قطاع التعليم في‮ ‬بلادنا شهد اهتماماٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬لكن لا تزال امامه اليوم تحديات جمة‮ ‬فمخرجاته من وجهة نظري‮ ‬رديئة لأسباب عديدة كغياب خطة تلبي‮ ‬احتياجات التنمية الشاملة وكذا انه أصبح تعليماٍ‮ ‬غير مدروس وغير مخطط له مسبقا ووفقاٍ‮ ‬للمخرجات والاحتياجات‮ ‬ناهيك عن ضعف المستوى العلمي‮ ‬والثقافي‮ ‬للخريجين وغياب التخطيط العلمي‮ ‬الاستراتيجي‮ ‬وكذا‮ ‬غياب مفاهيم الولاء الوطني‮ ‬لدى الشباب‮ ‬وأدعو الحكومة لإنشاء وزارة خاصة تسمى وزارة التربية الوطنية‮.‬

تربية وطنية

‮> ‬مقاطعاٍ‮.. ‬وماذا عن وزارة التربية والتعليم¿
‮>> ‬لننظر إلى الجزائر فيها وزارة التربية الوطنية وكذلك جيبوتي‮ ‬فيها وزارة لغرس قيم الولاء الوطني‮..‬
فمفاهيم الولاء لهذا البلد‮ ‬غائبة اليوم في‮ ‬أوساط شبابنا فهناك من لا‮ ‬يعرف تاريخه ولا‮ ‬يدرك حقيقة ما قدمه الثوار والمناضلون لاجل حرية ورخاء هذا البلد‮.‬
لذا‮ ‬ينبغي‮ ‬على الدولة أن تعيد النظر في‮ ‬سياساتها التعليمية وخاصة أوساط جيل الوحدة‮ ‬التي‮ ‬ترى ثقافة الكراهية وثقافة القتل بالهوية وكذا المناطقية التي‮ ‬انتشرت في‮ ‬فترة ما‮ ‬لا زالت والسبب‮ ‬يعود لان التربية الوطنية في‮ ‬مناهجنا ناقصة وغير مدروسة ناهيك عن انه‮ ‬غير مركز عليها وأفرغت من محتواها‮.‬
كما ساهمت مدارس التعليم الاهلي‮ ‬ايضاٍ‮ ‬في‮ ‬غياب مفاهيم الولاء الوطني‮ ‬بما فيها الجامعات‮.‬
واذا أردنا أن تزول ثقافة الكراهية لابد من تعميق مفاهيم الولاء لهذا البلد‮ ‬لابد أن تزول ثقافة الكراهية من العقول والانفس وان‮ ‬يعمل الكتاب والمثقفون والدعاة والواعظون على استئصالها وعلينا ان نتشبث بكل المعاني‮ ‬الحضارية والقيم الجميلة التي‮ ‬عرفها مجتمعنا اليمني‮ ‬منذ آلاف السنين وباتت‮ ‬غائبة في‮ ‬الجيل الحاضر‮.‬
كلمة أخيرة
‮> ‬أعتقد أن‮  ‬علينا ادراك أن الفساد‮ ‬يعيق حاضر شبابنا ويهدد مستقبلهم ولننظر إلى الفساد ماذا صنع في‮ ‬الدول العظمى دمرها تماماٍ‮ ‬ونحن حتى اللحظة لا زلنا بخير ولكن‮ ‬يجب أن نلقح ونعطي‮ ‬الجرعة الواقية من خلال التوعية والتثقيف بمخاطر الفساد‮.‬

Comments are closed.