فيلم وثائقي يعرض مقاطع فساد ميدانية لمدراء تنفيذيين في الأشغال العامة والضرائب.. ومسؤول دولي :الفساد في اليمن أعاق تطور الإنسان والتنمية
> في حين نظر له مهتمون بقضايا الفساد أثناء مناقشتهم لمحتواه أمس الأول على أنه بادرة جيدة لتفعيل القوانين العقابية والرادعة للفاسدين كما تحدث بذلك النائب البرلماني (عبد الباري الدغيش) لم يخل فيلم (الوحش الكاسر) الذي أطلقته الاثنين المدرسة الديمقراطية ومركز المشروعات الدولية الخاصة من الانتقادات اللاذعة لمحتواه.
الفيلم المقتضب في (48دقيقة) أختزل في رسالته التي بدأت بعرض لمعاناة الأطفال في الشوارع (باعة متجولين متسولين استغلال…) اثار ذلك حفيظة رئيس لجنة الشئون الاجتماعية بالمجلس المحلي لأمانة العاصمة (حمود النقيب) الذي قال إن الفيلم ركز على الجوانب السلبية للحياة العامة ولم يتطرق للجوانب الإيجابية أو حتى الأدوار الهامة للمجالس المحلية والبرلمان في مكافحة الفساد الأمر الذي نفاه رئيس المدرسة الديمقراطية (جمال الشامي)” باعتبار الفيلم مبادرة لإيجاد حلول لمثل تلك الظواهر السلبية وليس اقتناصاٍ للسلبيات.
(النقيب) قال إن الفليم أغفل جوانب هامة في الجانب التشريعي والرقابي وكذا مكافحة الفساد
الفيلم الذي بدأ في محتواه تصوير رحلة يومية روتينية لأحد باصات البلدية في إحدى مديريات العاصمة حيث يقوم أفراد أمن البلدية باقتناص أخطاء أصحاب المحلات التجارية بهدف ابتزازهم وأخذهم إلى سجون البلدية وإغلاق محلاتهم التجارية بدون وازع قانوني.. وقد ظهر فريق الفيلم وهو يتحدث لأفراد البلدية في الباص وصولا إلى مدرائهم التنفيذيين في المديريات بهدف حصول الفريق على وثائق قانونية لأعمالهم التي يجنون من خلالها أموال طائلة دون سندات قانونية أو حتى مالية لكن دون جدوى. كما عرض الفيلم تعقيباٍ لمسئول الدائرة القانونية في الغرفة التجارية والصناعية (عبدالسلام السماوي) يدعو فيها المواطنين إلى إبلاغ الغرفة التجارية بمثل تلك الممارسات منوها إلى قيام الغرفة التجارية بالأمانة بإنشاء غرفة عمليات خاصة لمتابعة مثل تلك الممارسات مشيرا إلى رفعهم قضيتين أحدهما أمام المحاكم وأخرى أمام الفساد تتعلق بما يتعرض له أكثر من من 800الف من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من ابتزاز بدافع اللوحة التعريفية وغيرها.
رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (مصطفى نصر) يرى أن الغرفة التجارية لاتزال تكرس نشاطها لخدمة النخبة التجارية فقط.
وعرض الفيلم مقاطع محاضرات يقوم بها وكيل وزارة الداخلية ورئيس دائرة الهجرة والجوازات ومصلحة السجل المدني لطلاب كلية الشرطة والضباط الجددوكذا محاضرات توعية من هيئة مكافحة الفساد لأعضاء برلمان الأطفال.
في نهاية الفيلم خلص القائمون عليه إلى جملة توصيات تمثلت بتأكيدهم على ضرورة استخدام مختلف الوسائل العامة لرفع الوعي العام لدى المواطنين بمخاطر الفساد وتنشيط القوانين وإزالة الغموض عنها لاسيما تلك المتعلقة بعمل المدراء التنفيذيين والحد من السلطات المخولة للموظفين العموميين. وشددت التوصيات على ضرورة إجراء إصلاحات في الضرائب وجعلها شفافة ودعم استقلال القضاء إلى جانب الارتقاء بالغرف التجارية والصناعية وإجراء حوار مجتمعي حول الفساد.
رئيس المدرسة الديمقراطية قال في كلمة الافتتاح أن العمل على الفيلم بدأ منذ عامين معتبرا الفساد ليس توجهاٍ حكومياٍ وإنما تصرفات غير مسئولة لأشخاص.
أما مسئولة برامج المشروعات الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا (دانيا جرينفيلد) فقد اعتبرت الفساد في اليمن من أبرز المعوقات أمام تطور الإنسان والتنمية نتيجة ضياع الموارد والأموال وغياب فرص العمل وشعور الشباب بعدم قدرتهم على الحصول على وظيفة إلا بوساطة.
وقالت (دانيا) أن المركز يسعى لأن يعرف بالفساد على أنه فشل مؤسسي وليس أخلاقي معتبرتا بناء مؤسسات متوازنة ومنتظمة بأنه الحل الأمثل لمكافحة الفساد. كما اعتبرت إنتاج مركز المشروعات الدولية الخاصة للفيلم بأنه جاء بناء على تقديم الأفكار من قبل شركائه في اليمن والمتمثل في منظمات المجتمع المدني.
وقالت (دانيا) أن أولى الخطوات لمكافحة الفساد هو الاعتراف به وأن قيام الحكومة بإنشاء هيئة وطنية عليا وكذا التزامها بمكافحة الفساد خطوة جيدة.
نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد (بلقيس أبو أصبع) قالت إن الفساد هو قديم لكن القائم اليوم هو حجمه وأشكاله وصوره.. ولفتت أبو أصبع إلى انه أصبح قضية عالمية متمنية الخروج بتوصيات تنعكس إيجابا على مكافحة. <
فيلم وثائقي يعرض مقاطع فساد ميدانية لمدراء تنفيذيين في الأشغال العامة والضرائب.. ومسؤول دولي :الفساد في اليمن أعاق تطور الإنسان والتنمية
التصنيفات: مكافحة الفساد