انتبه مصيرك الموت
»أقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون« ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم »أكثروا من ذكر هادم اللذات«.
إن مما يبطر النفس ويدمغها إلى الصراعات المشؤومه والشهوات المذمومه طول أملها ونسيانها للموت ولذلك كان مما تعالج به النفس تذكر الموت الذي هو آثر القهر الإلهي.
وقصر الأمل الذي هو من آثر تذكر الموت وبقدر ما يقصر الأمل ويتذكر الإنسان الموت يكون عكوفه على القيام بحقوق الله أكثر ويكون الإخلاص في عمله أتِم ولا يظن ظان أن قصر الأمل يحول دون إعمار الدنيا فالأمر ليس كذلك بل عمارة الدنيا مع قصر الأمل تكون أقرب إلى العبادة إن لم تكن عبادة خالصة ففارق بين من يعمل بالسياسة قياماٍ بحق الله وبين من يعمل فيها من أجل شهوة نفسه..
ثلاث
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ثلاث أحبهن ويكرههن الناس: الفقر والمرض والموت وقال: أحب الموت اشتياقاٍ إلى ربي وأحب الفقر تواضعاٍ لربي وأحب المرض تكفيراٍ لخطيئتي.
هل أنت منهم
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجووهم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل¿ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم«..
حرفة العارف
قال بعض الحكماء: حرفة العارف ستة إذا ذكر الله افتخر وإذا ذكر نفسه احتقر وإذا نظر في آيات الله اعتبر وإذا هم بمعصيه أو شهوة انزجر وإذا ذكر الله استبشر وإذا ذكر ذنوبه استغفر..
رابعة العدوية
دخل على رابعة رياح العنسي وصالح بن عبدالجليل وكلاب فتذاكروا الدنيا فأقبلوا يذقونها فقالت رابعة: إني لأرى الدنيا بترابيعها في قلوبكم قالوا: ومن أين توهمت علينا قالت: إنكم نظرتم إلى أقرب الأشياء من قلوبكم فتكلمتم فيه.
قال جعفر بن سليمان أخذ بيدي سفيان الثوري وقال: مر بنا إلى المؤدبه التي لا أجد من استريح إليه إذا فارقتها فلما دخلنا عليها رفع سفيان يده وقال: اللهم إني أسألك السلامة فبكت رابعة فقال لها: ما يبكيك¿ قالت: أنت عرضتني للبكاء.
فقال: وكيف¿ قالت: أما علمت أن السلامة من الدنيا ترك ما فيها وأنت متطلخ بها¿
وقال الثوري بين يدي رابعة: واحزناه فقالت: لا تكذب قل: واقلة حزناه ولو كنت محزوناٍ ما هناك العيش..
فعل المشيب
دخل الهيثم بن الأسود على عبدالملك بن مروان فقال له: كيف–¿ قال عبدالملك: أجدني قد أبيض مني ما كنت أحب أن يسود واسود ما كنت أحب أن يبيض واشتد مني ما كنت أحب أن يلين ولان مني ما كنت أحب أن يشتد!!
سعادة العبد
من علامات سعادة العبد وفلاحه أنه كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته وكلما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره وكلما زيد في عمره نقص من تكالبه وحرصه وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس والتواضع لهم وقضاء حاجاتهم..