أحلام القبيلي
تقول الاحصاءات ان عدد العوانس في العالم العربي والإسلامي قد بلغ الملايين يعني ان العوانس يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع ومع ذلك لاتلقى هذه الشريحة ادنى اهتمام وليس لها من الخطاب الدعوي نصيب واسمعوا إلى بعض ما تقوله العوانس: تقول إحداهن:
اذا لم يتقدم لي أحد فهل يعني ذلك اني سألقى الله بنصف ديني.
وتقول اخرى:
المشايخ والعلماء يقولون ان السعادة والأمان والطمأنينة والاستقرار لا نجدها إلا في ظل الزواج فهل يعني هذا انه قد كتب علي الشقاء واني سأعيش حياتي في سجن مؤبد مع الاشغال الشاقة
وثالثة تقول:
انا عانس هل يعني ذلك اني عضو معطل وغير فاعل في المجتمع ماذا افعل انتحر أم اخرج إلى الشارع أطلب زوجاٍ.
ورابعة تقول:
خطاب المشايخ والدعاة كله موجة للمتزوجين والمطلقين والعازفين ولم نجد شيخاٍ واحداٍ أو داعية يخاطبنا.
بلاشك ان هناك تقصيراٍ كبيراٍ من جهة الجميع بحق العوانس ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي خطابه المتوازن مثال عندما قال »يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج« ولم يسكت هنا ولم يغفل عن شريحة أخرى لم تستطع الزواج فوجه إليهم خطابه الشريف قائلاٍ: »ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء«.. انا بدوري كتبت كلمات أسميتها السمير المؤانس لكل العوانس عل الله أن يجعل فيها الفائدة.
اخواتي في الله سلام الله عليكن ورحمته وبركاته اسمحن لي ان اقف معكن وقفات عل الله عز وجل ان يجعلها بلسماٍ وقفات هي عبارة عن رسائل نابعة من القلب وبالتأكيد وحتماٍ ستصل الى القلب.
الرسالة الأولى: لاتصنعي عذابك بنفسك
هم المستقبل غالباٍ ما يفقدنا متعة الحاضر بكل ملذاته ونعمه فلا يعود القلب وقد شغله هم الغيب الذي مايزال في علم الله تعالى يستشعر نعم الحاضر التي تشمله من قمة رأسه وحتى اخمص قدميه.
حتى اذا ما وصل الى مبتغاه بكل مسئولياته تمنى لوعاد به الزمن الى الوراء ليحيا ما فات من عمره بطريقة أفضل.. فمتى نقضي كل مرحلة من حياتنا ونعيشها دون ان تتخطى حواسنا الدائرة التي تحيا فيها أجسادنا لماذا نصر على أن نعذب أنفسنا ونجعل أجسادنا تحيا في مكان وقلوبنا في مكان آخر ثم نقول ما هذه الحياة الضنكة اذاٍ اختي العانس استمتعي بأيام عزوبيتك مهما طالت فإن كان المولى قد كتب لك الزواج ستتزوجين في موعد محدد لايعلمه الا هو سبحانه وإن لم يكتب لك فما فائدة ان يعذب الانسان نفسه وهل سيجلب له هذا العذاب الزواج¿! اجمعي شتات نفسك وستجدين السعادة عند قدميك..
السعادة في الرضا:
اختاه لوكنت تؤمنين بالقضاء والقدر -لو ان الرضا يملأ قلبك لقضيتي فترة العزوبية وان طالت بسعادة فالسعادة كل السعادة في الرضا بالقضاء وحرمان الزواج بلاء يبتلي الله عز وجل العبد أيصبر أم يكفر تماما كما يبتلي سبحانه العبد بالفقر والمرض وغير ذلك من الابتلاءات فأصبري واحتسبي واعلمي انما هذه الحياة متاع زائل وان الله هو المقدم وهو المؤخر وله سبحانه في تقديمه وتأخيره حكمة لايعلمها إلا هو سبحانه.
فالمقدر سيقع في وقته لا محالة فعلام نضيع فترة الانتظار في الاحتضار تذكري دائماٍ وابداٍ »لو علمتم الغيب لا اخترتم الواقع«..
غيري قدرك:
اذا كان المقدر كالصخرة في موقعها فلكل صخرة قوة تزحزحها من مكانها كيف ذلك¿
أقول إن كان الزواج قد كْتب لكل شاب وفتاة في سن محددة قد عينها الله سبحانه في علم الغيب عنده تذكري ايضاٍ أن الله قد وضع لكل عبد من عباده فرصه لتغيير قدره بيده..
قال صلى الله عليه وسلم: »لا يرد القضاء إلا الدعاء«
وقال صلى الله عليه وسلم: »إن القضاء ينزل من السماء والدعاء يرتفع من الأرض فيتصارعان بين السماء والأرض فأيهما كان الأقوى غلب«
اذاٍ اليد التي ستوضع على الخد حري بها أن ترتفع إلى السماء بقوة وإصرار لتزحزح بقوة الطلب صخرة المقدور الثابت..
روي ان امرأة جاءت إلى موسى عليه السلام وقالت له: ياموسى ادع الله لي أن يرزقني بطفل فلما سأل موسى عليه السلام ربه أن يرزقها الولد.. قال الله عز وجل: يا موسى اني قد كتبتها عقيماٍ ومرت سنوات ثم التقى موسى بتلك المرأة وبين يديها طفل تحمله فسألها موسى: ما يكون لك هذا¿
قالت: انه ابني فعاد موسى الى ربه يسأله قال: يارب أوليس كنت قد كتبتها عقيما¿!
قال: يا موسى اني كلما كتبتها عقيما قالت يا رحيم..
اختاه لا تقولي عندي هم كبير ولكن قولي يا هم عندي رب كبير تذكري: يستجاب للعبد ما لم يستعجل..
اختاه اربطي حياتك بهدف وسخري قدراتك لأجله وارتقي بنفسك دون ان تربطي شخصيتك بلجام شخص اخر فتكوني كالجمل الذي يدور حول الساقية في دائرة مفرغة لا يعرف لها بداية من نهاية وتذكري الغاية الأسمى من خلق الانسان الا وهي عبادة الله عز وجل والتعرف عليه سبحانه ولم يربط هذه العبادة وهذه الغاية بزواج أو بدون زواج :قال تعالى: “وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون”ولم يقل ليتزوجوا.
اختاه استشعري نعم الله عليك لترزقي القناعة والرضا بواقع الحياة الحاضرة فكم من نعمة تحيين بها لا تقدرين نعمتها وأهملت شكرها أوليس الله يقول:”ولئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد”اذاٍ اذا اردت زيادة النعم من الله بالاستقرار وبناء بيت خاص بك فاشكريه اولاٍ على ما اوجب عليك من نعم حاضرة والا فتوقف المنة من الله عليك لن يلام عليها سوا” ان العبد ليذنب الذنب فيحرم رزقاٍ قد كان هيئ له”..
اختاه الزواج سنة لاخلاف في ذلك وهو استقلالية وعالم خاص ولكن أقول الاستقلالية الحقيقية تبدأ من استقلالية الشخصية نفسها بنفسها والسعادة الحقيقية تنبع من الداخل فلا تجعلي هذه الشخصية مرهونة بوجود زوج ان لم يأت في سن مبكرة بدأت ازهار هذه الشخصية تذبل وتضمر وتختفي معالم الازدهار منها يوماٍ بعد يوم
وني انت انت
الى كل عقل واع “ليست السعادة محصورة في الزواج ولا العنوسة تعني الشقاء” القلب المربوط بخالقه يرى السعادة ويعيشها دون اعتبار لمعايير السن أو الحالة الاجتماعية أو المادية والقلب المتخبط سيعيش الشقاء وإن ركعت له الدنيا بكل ملذاتها وزينتها وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم والحمدلله رب العالمين.
السمير المؤانس لل العوانس
التصنيفات: الشارع السياسي