أحلام القبيلي
أكبر مديريات تعز , وقد وصفها مأمون سلطان الباحث في مركز الدراسات والبحوث بأنها دماغ تعز وأنا أقول أنها قلب اليمن ورئته وسمعه وبصره فقد كان الوطن ومازال مديناٍ لأبنائها بالكثير فهم المعلمون وهم الأطباء وهم المهندسون وهم الحرفيون ولا تجد وظيفة ولا نشاطاٍ في اليمن ليس فيه واحد منهم على الأقل ويشكل الحجريون الجزء الأكبر من قوام جهاز الدولة الوظيفي بكافة مستوياته وذلك مرده لارتفاع نسبة التعليم بينهم في وطن ترتفع فيه نسب الأمية حتى سماهم حاسدوهم ” صهاينة اليمن” كما ينتمي إليها عدد كبير من مثقفي اليمن وأدبائه وهي المنطقة الوحيدة في اليمن التي يمثل بعض أبنائها مناطق أخرى في التشكيلات الحديثة للدولة اليمنية من رؤساء ووزراء لدولة الجنوب التي لم تكن تنتمي لها جغراقيا إلى نواب وأعضاء وسلطات محلية في صنعاء وعدن والحديدة وتعز إلى جانب حضرموت ولها وزراء ومسؤلون في الجوار الإفريقي من جيبوتي إلى كينيا ومنها إيضا يتوزع مسؤلو الفروع الحزبية لليسار والحركات الاسلامية السياسية وغير السياسية في محافظات مختلفة.
عمال السوق:
وللحجرية ينتمي عدد كبير من عمال السوق داخل اليمن أو باسمها في الخارج وفي ميدان التجارة الخدمية المباشرة تشتهر كل منطقة فيها بمهنة معينة »الصلو« تراهم في المطاعم و»سامع« بقالات و»دبع« محلات عطور و»العزاعز« مطاعم عصيد و»بني شيبه« تتصدر المخابز و»بني حماد« محلات عطور وملابس و»النجيشه« يمارسون مهنة صيانة السيارات وهكذا.
ليسوا مبدعين
والحجري كما قال المهندس محفوظ المشولي” ليس ماهرا بتكوينه الجيني ولكن الهجرة علمته كيف يكتسب المهارات”
كما أن الحجريين رغم ارتفاع مستواهم التعليمي وكثافة تواجدهم الوظيفي ليسوا مبدعين أو أن المبدعين فيهم قليلون لأنهم غالباٍ لا يراعون الكيف بقدر ما يراعون الكم وما يهم اغلبهم هو انجاز العمل لا كيفية انجازه.
هجرة الحجري واجب
ويعشق الحجريون التنقل والسفر بحثاٍ عن لقمة العيش الهنيئة فالهجرة التزام حجري قديم بنوعيها الداخلي والخارجي ما أدى إلى انعكاس ذلك على مختلف سماتهم وعلى مفردات حياتهم من عادات وتقاليد وأخلاق ولهجات وفنون وأعمال فتجدهم يعيشون متحررين من الروابط التقليدية والأعراف البالية ومن تأثيرات الهجرة عليهم انعدام التراث الشعبي سواء في الزي و الفلكلور كما ان المجتمع الحجري كغيره من المجتمعات المدنية يقوم على المصلحة الفردية ولا مكان فيه للعصبية القبلية ومع أن الوثائق التاريخية القديمة ومنها كتب ياقوت الحموي والهمداني وصفتهم بأنهم ” لا يدينون لملك ” إلا أنهم مسالمون يحترمون النظام وينصاعون للقانون.
بين جيلين
وقد كان الرعيل الأول من أبناء الحجرية يولون السياسة خاصة الخارجية اهتماماٍ كبيراٍ حتى كانت حروب العالم وصراعاته تبدو شأناٍ حجرياٍ أما الأجيال الشابة والاخيرة فهم اقل اهتماماٍ بالسياسة الداخلية والخارجية وأصبح جْل اهتمامه السعي وراء لقمة العيش والاهتمام بالمصلحة الخاصة.
لهجات الحجرية
ومن منطقة إلى منطقة ومن قرية إلى قرية في الحجرية تختلف اللهجات وإن كان بشكل غير كبير ولهم مفردات ومسميات عجيبة لا يفهمها غيرهم خذ أمثلة على ذلك:
المنداد والجهي : يعني المطبخ الله شعطيك دحنك: الله يقويك الله شجعل جاهك دْجاهك: أي يجعل عزك أمامك كما انهم يستخدمون ضمير الغائب الدال على جمع المؤنث للمذكر قولهم ” اندي لِهْن” ” اكليهْن” يعني لو اراد الحجري لان يردد نشيد ايوب طارش ” بلادي بلادي .. بلاد اليمن”
سيقول: وحيي الرجال الذين لهن .. رصيد النضال بنصر اليمن ولا ادري كيف اولها الرجال وآخرها ” لهن” وأتحداكم ان تعرفوا معنى هذه الجملة ” ششقي وشندي لك مو شنكرك”.
ملالاة من الحجرية
ألا قتلتني والناس يشهدوا لك .. ألا والناس يشهدوا لك ألا انت بري والقاتلات عيونك ألا لي لي لي لي لي لي لااااااااااااااااااااي
نزلت إلى الدردوش والغيل مربوش ألا نزلت إلى الدردوش والغيل مربوش محلى الخضاب فوق الجبين منقوش ألا لي لي لي لي لي لي لااااااااااااااااااااي
شن المطر وتجلجل السحايب ألا شن المطر وتجلجل السحايب من كان محب يتجرع الغلايب
ألا لي لي لي لي لي لي لااااااااااااااااااااي سبحان من زين بنانك أقلام ألا سبحان من زين بنانك أقلام وزين المرعف وزاد الاعرام
ألا لي لي لي لي لي لي لااااااااااااااااااااي
افدي الحبيب ما حد خْلق بخلقْه قامه دقيق والماء يْرى بحلقه شاجشش الغرفه وشزيد أفوح يوم أعلموني أن الحبيب مروح.
بني حماد
وما يربطني بهذه البقعة الغالية من الوطن يفسره قول الشاعر :
وما حب الديار سكن قلبي
ولكن حب من سكن الديار
فالحجرية موطن الكثير من أحبائي وأصدقائي وأرض أعز وأقرب الناس إلي أستاذتي ومربيتي ورفيقة دربي ندى الحمادي.