أكدت الأخت قبلة محمد سعيد رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة فرع عدن أن المرأة اليمنية حققت في عهد الوحدة المباركة رقماٍ هاماٍ لا يستهان به في الحياة العامة والسياسية.. لافتة بأن من التطورات التي أحرزتها اليمن بعد الوحدة تطور وضع المرأة بحيث أصبحت تمثل أهم عنصر يعول عليه المشاركة في مرحلة البناء والتنمية..
وأشارت إلى وجود استراتيجية وطنية لتنمية المرأة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. مؤكدة على ضرورة وجود إدارة سياسية حقيقية تتبنى قضية المرأة بمصداقية بعيداٍ عن الخطاب الإعلامي..
وتطرقت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة بعدن في هذا الحوار إلى العديد من القضايا ذات الصلة بالمرأة مثل نظام »الكوتا« ونسبة تواجد المرأة في المراكز القيادية ومشاركتها في صنع القرار إضافة إلى الصعوبات والمعوقات التي تواجهها وغيرها من المواضيع التي نتابعها في هذا الحوار..
حـــــوار/عبداللـه محمد سيف
> ونحن نحتفل بالعيد الوطني الـ ٠٢ .. كيف تقرأين دلالات الاحتفال بهذا اليوم وأهميته في حياة الشعب اليمني¿
>> أولاٍ انتهز هذه الفرصة لاقدم التهاني لليمنيين بشكل عام نساء ورجالاٍ قيادة وشعباٍ بهذه المناسبة الجليلة والعظيمة التي دون شك تعني الكثير والكثير لكل أبناء اليمن..
وأنا كامرأة اعتبر الوحدة اليمنية بأنها مصير وقدر الإنسان اليمني والمرأة اليمنية بالذات وقد شهدت اليمن بعد الوحدة تطوراٍ ملحوظاٍ في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وفي البنى التحتية وغيرها من الإنجازات ولا ننسى أيضاٍ أن الوحدة اليمنية تحققت في ظل ظروف ومتغيرات كثيرة شهدها المجتمع الدولي والعالم حيث كان هناك تصميم من قبل اليمنيين على التوحد في ظل التراخي والمتغيرات التي كان يشهدها العالم آنذاك وقد كان لاعلان الجمهورية اليمنية في ٢٢ مايو ٠٩٩١م سعادة بالغة عند الشعب اليمني بكافة شرائحه رجالاٍ ونساء وشيوخاٍ واطفالاٍ وغيرهم كما أن الفرصة التي غمرت هذا الشعب الابي المناضل كان لها صدى كبير على المستوى الإقليمي والعربي والدولي وكثير من الدول باركت هذا المنجز العظيم المتمثل بالوحدة اليمنية.. مع العلم أن هذا المنجز كان ضرورة ملحة بأن تتم الوحدة في تلك الظروف التي كانت تعانيها دولتا اليمن ما قبل ٢٢ مايو ٠٩٩١م والجميع يدرك بأن اليمن توحدت في ظل ظروف صعبة ومناهج مختلفة كانت موجودة في الشطرين ولكن حكمة القيادة السياسية احتوت هذه الاختلافات والتشريعات الموجودة وتوحدت جميعها لخدمة وتنمية الشعب وبالتالي الوحدة جاءت بمنجزات عظيمة واستراتيجيات هامة نقلت الشعب اليمني إلى وضع أفضل لا سيما في كثير من الأشــــــــياء التي كان يتعرض لها سواء الجانب الاقتصادي أو الثقافي أو الجانب الآخر الأهم من هذا وهو الجانب الإنساني حــــيث توحــــدت بهذا الانسجام باعــــتبار أن اليــمن واحد أرضاٍ وإنسانا..
الفرق واضح
> هناك مشاريع وافتراءات تشكك بهذا المنجز الوحدوي العظيم.. كيف تنظرين إلى ذلك¿
>> الوحدة اليمنية هي مصير وقدر هذا الشعب ولا يمكن التفريط فيها وهناك نجاحات ومنجزات عظيمة شاهدة للعيان على مستوى الساحة اليمنية ومحافظات الجمهورية بشكل عام والمحافظات الجنوبية بشكل خاص كونها حظيت بالمشاريع الهامة التي نقلتها إلى مستوى أفضل بكثير مما كانت عليه والفرق واضح وملحوظ في الطرقات العامرة والإعمار بشكل عام وفي البنى التحتية والمدارس والمستشفيات والجامعات إضافة إلى التنمية البشرية التي يلاحظها الشخص في البرامج المختلفة والتي قدمت من خلال الخطط الخمسية للدولة وهذه البرامج أضفت على المحافظات بشكل عام مزيداٍ من التطور في ما يتعلق بالإنجازات وهناك العديد من المنجزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي كل المجالات على مستوى الساحة اليمنية.. وبالتالي استطيع القول أن أصحاب المشاريع المشككة بقوة الوحدة ورسوخها فقدوا مصالحهم كما أن مشاريعهم السياسية فشلت كما هو معروف لدينا وملموس بأنها كانت عبارة عن فقاعات لفترة معينة انتهز هؤلاء فيها ظروفاٍ معينة كانت تمر بها اليمن وأظهروا هذه المشاريع الفاسدة التي تحدث عنها بعض الذين فقدوا مصالحهم في فترة من الفترات ولأن الوحدة اليمنية راسخة رسوخ جبال عيبان وشمسان ظلت تقاوم هذه المشاريع السيئة والفاسدة مع أصحابها ولا يصح إلا الصحيح في الأخير وبقيت الوحدة راسخة لثبات اليمن وأبناء اليمن الوحدويين والغيورين على هذه الوحدة وما حققته من انتصارات غير عادية خلال عشرين عاماٍ..
تغير ملحوظ
> كيف تقيمون وضع المرأة اليمنية في عهد الوحدة¿
>> من التطورات التي أحرزتها اليمن بعد الوحدة المباركة تطور وضع المرأة في الحياة العامة والسياسية حيث أصبحت المرأة أهم عنصر يعول عليه المشاركة في مرحلة البناء والتنمية ونستطيع القول بأن المرأة في عهد الوحدة المباركة حققت رقماٍ هاماٍ لا يستهان به في الحياة العامة والسياسية ونحن نلاحظ ذلك من المواقع الريادية التي تتحملها ناهيك عن مشاركتها في البناء والتنمية وفي محافظة عدن نجزم بأن وضع المرأة جيد وهناك الكثير من القيادات النسائية ظهرت على الساحة سواء في المجالس المحلية أو الأجهزة التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني أو في الأحزاب والتنظيمات السياسية والمراكز المختلفة.. حيث أن هناك تغيراٍ ملحوظاٍ وتشكل المرأة حالياٍ حوالي ٣١٪ من نسبة صنع القرار في محافظة عدن في المواقع المختلفة كما أنها موجودة في الكثير من المؤسسات سواء في القطاعين الحكومي والمختلط أو على مستوى المراكز والجمعيات المختلفة وفي القطاع الخاص..
أيضاٍ في محافظة عدن حققت المرأة في عهد الوحدة الكثير من الإنجازات ووجودنا نحن في اللجنة الوطنية هنا نمثل الآلية والمؤسسة الحكومية المهتمة بقضايا المرأة وتطوير أوضاعها في مختلف المجالات ليس التنموية التي تتمثل في التعليم والصحة ونسبة الفقر والتخفيف منه والمشاريع الاقتصادية فقط ولكن أيضاٍ جانب الإعلام والمشاركة السياسية والعنف ضد المرأة والتشريعات وهناك استراتيجية وطنية لتنمية المرأة نعمل من خلالها وجاءت لتستوعب قضايا المرأة وترسم سياسات وبرامج مختلفة تساعد في النهوض بأوضاعها كافة كما عزز برنامج فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الانتخابي ومصفوفته التنفيذية في إعطاء هذه الاستراتيجية الشرعية في تمكين المرأة في كافة المجالات حيث استهدف العمل على تعزيز مشاركة المرأة انطلاقاٍ من أهمية الدور والمكانة التي تمثلها في التنمية المستدامة وتقليص الفجوة من منظور النوع والمساواة في افساح الفرص المتكافئة للرجل والمرأة كما أن الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للتخفيف من الفقر أولت اهتماماٍ كبيراٍ لتوسيع مشاركة المرأة اقتصادياٍ وسياسياٍ وإزالة كافة الاختلالات المؤسسية والتشريعية ومظاهر التمييز المختلفة وذلك من خلال تحديد عدد من السياسات والإجراءات التي من شأنها تحقيق تطور نوعي لوضع المرأة..
ومحافظة عدن من أبرز المحافظات التي حظيت بهذه التحولات السريعة وخاصة المرأة وذلك من خلال البرامج والمشاريع التي تقدمها السلطة المحلـــية والتنفيذية بدعم المرأة ودفعــــها إلى ميادين مختــلفة لتحقق المرأة مســـتوى عالي من التطور في المحافظة..
ميزة إيجابية
> ماذا عن الكوتا النسائية ومدى الالتزام بها من قبل المعنيين¿
>> أنا اعتبر أن الوضع بالنسبة لليمن باتخاذ الكوتا يمثل ميزة إيجابية لا سيما في الوقت الحاضر حتى تصل المرأة إلى مواقع مختلفة وذلك رغم أننا في محافظة عدن كما ذكرت تمثل ٣١٪ ونحن نخطط لكي تصل إلى نسبة ٦٢٪ عام ٥١٠٢م كما أننا نقدر مبادرة فخامة الرئىس علي عبدالله صالح بشأن تخصيص نسبة ٥١٪ للنساء والتي تضمنها أيضاٍ برنامجه الانتخابي والمصفوفة التنفيذية التي أعطت الكثير من الاتجاهات والأهداف والاستراتيجيات والسياسات لتمثيل برامج خاصة بالمرأة.. لكني استطيع القول أن تحقيق نظام الكوتا على أساس ٠٣٪ في كافة المواقع يتعذر في ظل الموروث الثقافي والعادات والتقاليد.. وفي مقدمة ذلك الاحزاب والتنظيمات السياسية التي مازالت قناعاتها للأسف الشديد غير كافية بأن تقدم المرأة كمرشحة أو كعنصر قيادي في بعض المواقع وهذا ما لمسناه بالفعل عام ٦٠٠٢م واتضحت الكثير من الأشياء في هذا الاتجاه حيث ونحن كنا قد تبنينا مجموعة من الاخوات ليتم إدراجهن ضمن المرشحين لكن تخلفت الأحزاب عن ذلك وأعتقد بأنه اذا لم تكن هناك إرادة سياسية حقيقية لوصول المرأة إلى هذه المواقع فلا جدوى من الكلام الإعلامي حتى لا نكذب على بعض كما أنه اذا لم يكن هناك مصداقية في الاحزاب بضرورة وجود المرأة في تلك المواقع سواء على مستوى الانتخابات أو في المواقع الأخرى فلا داعي للحديث هذا طبعاٍ رغم أن محافظة عدن أفضل من بقية المحافظات بكثير لكننا نطمح لأن تخضع عدن لقرار الكوتا حتى بقرار خاص باعتبارها تختلف عن بقية المحافظات وهي الممثل الحقيقي للمرأة في اليمن..
حالة أفضل
> ما هي أبرز المعوقات التي تحول دون تحقيق تقدم أفضل في وضع المرأة¿
>> بالتأكيد هناك رغم النجاحات الجديدة التي لا يتسع المجال لذكرها وبالرغم أيضاٍ من أن هذه النجاحات التي حصدتها المرأة اليمنية مقارنة بدول الجوار والدول العربية بحيث صارت المرأة في اليمن تمثل حالة أفضل إلا أن هناك معوقات تقف أمام تحقيق تقدم أفضل مما هو الآن ومن تلك المعوقات مثلاٍ القصور في استيعاب قضايا النوع الاجتماعي وإدماجها في الخطط والبرامج وعدم تفعيل القوانين الوطنية النافذة وإخراجها إلى حيز الوجود إضافة إلى نسبة الفقر الذي تعاني منه المرأة لا سيما وأن البرامج لا تغطي بشكل كامل كل الفئات وكذا عدم وجود موارد مالية لاستيعاب أنشطة اللجنة المتعددة لتطوير وضع المرأة إضافة إلى العديد من المعوقات الأخرى..
مهام متخصصة
> ماذا عن تعدد الجهات التي تمثل المرأة وهل من ازدواجية أو تضارب في هذا الاتجاه¿
>> اللجنة الوطنية لها مهام متخصصة وصدر بها قرار جمهوري وهي مؤسسة حكومية تعنى بقضايا المرأة وقضايا النوع الاجتماعي بشكل أساسي ولديها مهام محددة واستراتيجية وطنية تنفذها من خلال الوزارات سواء على مستوى المركز أو فروعها في المحافظات واتحاد نساء اليمن أيضاٍ عنده مهام معينة وفق نظامه الداخلي ويتعامل مع المجتمع المحلي مباشرة ولديه برامج نوعية وهناك تنسيق بين اللجنة والاتحاد وجمعيات تنمية المرأة حيث يظل العمل تكاملياٍ بين الجميع ولا توجد أية مشكلة في هذا الجانب لكن قد يكون هناك لغط أحياناٍ في القطاعات الأخرى التي نتعامل معها ولا يستطيع البعض أن يفرق بين اللجنة والاتحاد وهذا ناتج عن قصور لدى البعض ونحن في اللجنة الوطنية للمرأة لدينا الكثير من المهام وأعمالنا مرتبطة بالجهات الحكومية بشكل مباشر وأيضاٍ مرتبط بمؤسسات المجتمع المدني والأحزاب وكذا القطاع الخاص وهذا العمل يتطلب جهداٍ كبيراٍ جداٍ للأسف الشديد لم يدرك البعض ذلك مع العلم أننا في عدن نمثل اللجنة النموذجية على مستوى اليمن إلى جانب حضرموت حيث ونحن ندخل في خطط فروع الوزارات في المحافظات وعندنا فصل خاص بتمكين المرأة التمكين الاقتصادي والعنف ضد المرأة والتشريعات والمشاركة السياسية وهذا لأول مرة محافظة عدن تعده كما أننا ممثلون كأعضاء في اللجنة العليا لإعداد الخطة الخمسية الرابعة وهذا يعطينا التشريف بأن نرسم برامج للمرأة لخمس سنوات قادمة.. وهي مهمة كبيرة وبحاجة إلى تنسيق مع الأجهزة الحكومية لأن لديهم أيضاٍ خططاٍ قطاعية وهذه الخطط يجب أن تتناغم مع الخطط التي ستقوم بها اللجنة الوطنية بحيث تكون متوافقة ولا توجد فجوة في المشاريع التي ستقدمها اللجنة مع الأجهزة الحكومية إضافة إلى أن اللجنة تقوم بإعداد مشاريع خاصة تتعلق بالفصل العاشر المتعلق بالمرأة..
شريك أساسي
> هل من كلمة تحبين طرحها في نهاية هذا اللقاء¿
>> أحب أن أقول كل سنة والجميع طيبون وعيد يوبيلي إن شاء الله بالخير والتقدم والازدهار لليمن بشكل عام وللمرأة اليمنية بشكل خاص وانتهزها فرصة لأوجه رسالة إلى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية أن يتبنى قضية المرأة بمصداقية شديدة وأن تتعزز الإرادة السياسية في هذا الجانب حيث أن المرأة أولا تشكل ٦٥٪ من عدد السكان وحوالي ٨٧٤٪ في سجل الناخبين والشيء الأهم من هذا كله أنه لا يمكن أن توجد تنمية حقيقية إن لم تكن المرأة موجودة شريك أساسي فيها وهذا توجه فخامة الرئيس الذي أكده في برنامجه الانتخابي والمصفوفة كما أكد في خطابه بتاريخ ٨ مارس ٥٠٠٢م بأن استراتيجية تنمية المرأة يجب أن تنفذ بكل ما جاء فيها من أهداف.. وبالتالي حتى ننتقل من الاقوال إلى الافعال لا بد أن يعطى.. للمرأة حقها في كافة المجالات واضافة إلى كل ذلك التوجه الأخير في موضوع المبادرة التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية بتحديد نسبة ٥١ في المائة للمرأة والتي لم تر النور إلى الآن..