لا أقل إذاٍ من أن نتخذ من مثل هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوبنا.. محكاٍ للفرز الحقيقي بين صفوفنا بحيث يدرك أنصار الوحدة أهمية تغليبهم المصلحة الوطنية العليا على كل ما عداها من مصالح ذاتية أو حزبية ضيقة ومحدودة بقدر ما يقف المتربصون بكل عود أخضر بين ربوع بلادنا – بالمقابل – على حقيقة كونهم لا يستحقون شرف الانتساب إلى هذا البلد الأمين.
فلم يعد مقبولاٍ على وجه الإطلاق أن يدعي واحدنا انحيازه لفكرة الوحدة في حد ذاتها بينما يرتضي لنفسه مهانة التلاعب بمصير وطنه والمقامرة بمستقبل مواطنيه لمجرد أن هناك خلافاٍ أو اختلافاٍ سياسياٍ عابراٍ بين بعضنا البعض وكأنما لم تعد هناك علامة فارقة بين ما هو جزء لا يتجزأ من أركان ثوابتنا الوطنية الخالصة وبين ما هو محكوم بتباين اجتهاداتنا السياسية الخاضعة لمبدأ الصواب والخطأ.
ولقد آن لكل الحريصين حقاٍ على ضرورة الارتقاء بشتى مناحي الحياة من حولنا في يمن ما بعد الثاني والعشرين من مايو عام ٠٩٩١م وعلى نحو يكفل لأبناء وطننا اليمني بلوغ ما يتطلعون إليه في قادم أيامهم أن يتحرروا من رواسب أحقادهم الدفينة وأن لا يذهبوا في إدارة خلافاتهم واختلافاتهم مع الغير إلى حد ارتكابهم حماقة التآمر بالوعي أو باللاوعي على أنبل ما تحقق لإنساننا العربي في بلاد اليمن انتصاراٍ لأبرز مبادئ ثورته السبتمبرية والأكتوبرية المجيدة ومن ثم وضع مصير بلادهم ومستقبل أجيالها الطالعة في مهب المجهول.
فيا كل أنصار الوحدة.. رجالاٍ ونساءٍ حكومة ومعارضة.. اتقوا الله في يمنكم واتحدوا فلقد آن لكل يمني أن يتحمل مسؤولياته كاملة في مواجهة أعداء الحياة من بني وطنه فإما أن يدخل في الحساب وإما أن يسقط من كل حساب وكل عام ويمننا الحبيب بألف خير..